بعدما أطلق الحكم البولندي سيمون مارتشينياك صافرته الختامية معلناً عن انتهاء المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2022 التي استضافتها قطر بفوز الأرجنتين بركلات الترجيح على فرنسا انقسمت الأنظار بين اثنين.
النصف الأول ذهب للاستمتاع باحتفالات “التانجو” وأسطورته ليونيل ميسي، والنصف الآخر باتجاه “الديوك” ودموع النجم الشاب كيليان مبابي .
لم يجد مبابي الذي حمل بلاده قبل 4 سنوات في روسيا للفوز بالمونديال ما يخفف ألمه ومن يكفكف دموعه سوى رئيس بلاده إيمانويل ماكرون الذي نزل من المنصة الرئيسية إلى أرض الميدان ليحتضنه ويواسيه.
مبابي ، الذي أعاد فرنسا من بعيد في الرمق الأخير من المباراة بعد التأخر بهدفين عبر تسجيل هدفي التعادل خلال ما يقل عن دقيقتين، ثم أضاف الثالث، وافتتح ركلات الترجيح بتسديدة ناجحة منحت الفرنسيين التفوق والأفضلية، وقف مذهولاً وهو يرى حلم اللقب الثاني توالياً يتهاوى أمامه.
وفازت الأرجنتين على فرنسا بركلات الترجيح 4-2 بعد التعادل 2-2 في الوقت الأصلي و3-3 عقب شوطين إضافيين على ملعب لوسيل.
وواسى ماكرون مبابي بعد نهاية المباراة وأشاد به مشيراً إلى أن طريقا مفتوحة أمامه لتحقيق المزيد من الإنجازات لا سيما أنه يبلغ من العمر 24 عاماً فقط.
مَن هو كيليان مبابي؟
- يحتفل كيليان مبابي الثلاثاء في 20/12/2022 بعيد ميلاده الـ24
- خاض مع منتخب فرنسا 66 مباراة سجل خلالها 36 هدفاً
- سجل في مونديال قطر 8 أهداف وفي مونديال روسيا 4 أهداف
- بدأ مسيرته الكروية في موناكو انتقل بعدها إلى باريس سان جيرمان في 31 آب/ أغسطس 2017، بمبلغ 145 مليون يورو بالإضافة إلى 35 مليون يورو إضافات. ما جعله ثاني أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم، خلف زميله بالفريق نيمار (222 مليون يورو).
كيف بدأت قصة مبابي مع كرة القدم؟
بدأت القصة في بلدة بوندي وتحديدا في نادي “إيه إس بوندي” الذي كان ويلفريد (والد مبابي ) يدرب فيه فئة الأطفال دون 15 عاماً.
لاحظ الوالد ذو الأصل الكاميروني، والوالدة فايزة العماري لاعبة كرة اليد ذات الأصول الجزائري، أن ابنهما يمتلك موهبة فريدة لا مثيل لها.
وسطع نجم مبابي وهو ما يزال طفلاً صغيراً، إذ قدمت له شركة “نايكي” أحذية رياضية بالمجان منذ سن العاشرة، وبعدها بعامين قدمت له عرضاً رعائياً خاصاً لمدة عامين.
وبلغ اسم مبابي مسامع أوروبا وهو لا يزال بعمر 12 عاماً، وأصبحت الأندية الكبيرة تطمع بالتعاقد معه، لكن عمره الصغير حال دون ذلك.
ورغم العروض الهائلة من أندية مثل ريال مدريد الإسباني وميلان الإيطالي وتشيلسي الإنكليزي وغيرها إلا أن الولدين قررا أن يبدأ ابنهما خطواته الأولى في فريق موناكو تلافياً لأي خطوات سريعة يندم عليها في المستقبل.
خلال طفولته كان مبابي من المولعين بنجم البرتغال الأسطوري كريستيانو رونالدو، وكانت جدران غرفة نومه في منزل والديه ممتلئة على آخرها بصور الدون، حتى أن احتفاليته بتسجيل الاحتفال كانت مقتبسة من احتفالية “صاروخ ماديرا”.
في أول مشاركة دولية له مع بلاده خلال مونديال روسيا 2018، نجحت مساهمات مبابي باستعادة اللقب العالمي بعد 20 عاماً من مونديال 1998 في الأراضي الفرنسية كما قاد “الديوك” للفوز بدوري الأمم الأوروبية عام 2021.
وستكون الطريق معبدة أمام مبابي في حال مشاركته في أكثر من نسخة قادمة من بطولات كأس العالم، لتحطيم العديد من الأرقام القياسية ومنها الاستحواذ على لقب الهداف التاريخي للمونديال الذي يستحوذ عليه حالياً نجم ألمانيا السابق ميروسلاف كلوزه برصيد 16 هدفاً.
من يتابع مسيرة مبابي ويشاهد أداءه يعرف أنه أمام لاعب يعد نفسه ليكون الأسطورة القادمة في عالم المستديرة وأن ما قدمه سابقاً هو جزء يسير مما يخبئه للمستقبل القادم.