حاز أسطورة كرة القدم الأرجنتينية ليونيل ميسي على كل الثناء ونال كل الشكر وأفردت له كل الصحف عناوينها ورصدته كل الكاميرات لالتقاط صورة مميزة بعد الفوز بلقب مونديال قطر يوم الأحد.
قد يكون ذلك صائباً ومن حق اللاعب البالغ من العمر 35 عاماً الذي بات على حافة إنهاء مسيرته وصاحب الإنجازات غير المسبوقة والفضل الأكبر بحياكة النجمة الذهبية الثالثة على القميص الأبيض والأزرق، لكن هناك ليونيل آخر كان له أيضاً دور كبير بهذا الإنجاز.
إنه مدرب المنتخب ليونيل سكالوني الذي رغم عدم وجود خبرة سابقة له في التدريب نجح بقيادة بلاده للتتويج باللقب.
خالف سكالوني الذي تسلم مهامه عقب خروج “لا ألبي سيليستي” من مونديال 2018 خالي الوفاض كمدرب مؤقت كل التوقعات بعدما قدم لبلاده ثلاثة ألقاب هي:
- كأس العالم 2022
- كوبا أمريكا 2021
- كأس الأبطال الذي يجمع بطل أمريكا الجنوبية وبطل أوروبا، ونجح بالفوز على إيطاليا بطلة يورو 2021 بثلاثية نظيفة
مَن هو ليونيل سكالوني مدرب منتخب الأرجنتين؟
- العمر: 44 عاماً
- تنقل بين عدة أندية خلال فترته كلاعب أبرزها لاتسيو الإيطالي
- شغر مركز لاعب خط وسط مدافع
انتقل إلى التدريب فعمل مساعداً لمواطنه خورخي سامباولي في فريق إشبيلية الإسباني، ثم انتقل معه لمنتخب الأرجنتين.
بعد إقالة سامباولي عيّن سكالوني كمدرب مؤقت لحين اختيار مدرب جديد، لكن أحدا لم يقبل بالمهمة مثل دييجو سيميوني ومارسيلو جالاردو وماوريسيو بوكيتينو.
ثبت سكالوني في منصبه رغم أنه لم يكن آنذاك يحظى بشعبية، بل كان مرفوضاً من قبل العديد من اللاعبين المشهورين، ومن بينهم الأسطورة الراحل دييغو مارادونا، ليصبح مدرباً أصيلاً بعد أدائه في كوبا أمريكا 2019.
خاض “التانجو” تحت قيادة سكالوني سلسلة مذهلة من 36 مباراة دون هزيمة، بما في ذلك الفوز على البرازيل في المباراة النهائية لكوبا أميركا 2021، الذي حصدت خلاله الأرجنتين أول لقب في مسابقة كبيرة خلال 28 عاماً.
صفعة السعودية قادت الأرجنتين للفوز باللقب
تلقى سكالوني في مستهل حملة مونديال 2022 صفعة قوية وأول خسارة له جاءت أمام السعودية 1-2، لكن ذلك ولد في داخله حافزاً أوصله للمباراة النهائية وجعل منها بطلاً للعالم.
كان رد فعله على الهزيمة الافتتاحية الصادمة أمام الأخضر بسلسلة من التغييرات التي كانت حكيمة وناجحة إلى حد كبير. حيث قرر استبدال لاوتارو مارتينيز بجوليان ألفاريز أمرا حيويا.
كذلك كان إشراك إنزو فرنانديز البالغ من العمر 21 عاما في خط الوسط ضربة قوية.
ودائماً ما كانت قرارات سكالوني في التعديلات التكتيكية أو تبديلات اللاعبين صائبة في التشكيلة الأساسية أو خلال المباراة.
ولعب سكالوني كل مباراة بتكتيك مختلف يناسب الخصم، وهو ما ظهر خاصة في مباراة نصف النهائي أمام كرواتيا حين فاز بثلاثية نظيفة.
رغم أن الفضل في التسجيل والإبداع داخل المستطيل الأخضر يعود لـ “ليونيل ميسي” الذي يسرق الأضواء والتشجيع، فإن “ليونيل سكالوني” يستحق الشكر والفخر والفضل بشكل متساو معه لأنه قدم الأرجنتين بأفضل صورة لها منذ “أرجنتين مارادونا” في مونديال 1986.