Posted inمقالاتأخبار أريبيان بزنسعقارات

التطوير العقاري… تحول من عقلية الندرة الى عقلية الوفرة

يؤمن الكثيرون من المطورين العقاريين أن التنافسية هي أحد أهم مفاتيح النجاح. وهذا الظن في محله تماما، ولكن الخطر يكمن في الفهم الخاطئ لمفهوم التنافسية هل تكون قائمة على عقلية ومفاهيم الندرة أم تطمح الى التحول الى عقلية و مفاهيم الوفرة؟

في مقالنا السابق (التطوير العقاري واللاعبون الجدد) الدعوة الى قبول معطيات جديدة للسوق العقاري وحتمية إفساح جزء من الميدان للاعبين الجدد من شباب المطورين العقاريين وهذه الدعوة على الرغم من واقعيتها والقبول الواسع الذي قد تحظى به الا انها تظل صعبة التطبيق ما لم يصاحبها تغيير جذري في عقلية العقاري الناجح. وهنا في مقالنا هذا نتطرق الى بعض العناصر التي نراها ضرورية لتغيير عقلية المستثمر العقاري الناجح.

وعلى رأسها التحول من عقلية الندرة الى عقلية الوفرة ومن التفكير التنافسي السلبي المحدود الى التفكير التنافسي الإيجابي التوسعي.

يؤمن الكثيرون من المطورين العقاريين أن التنافسية هي أحد أهم مفاتيح النجاح. وهذا الظن في محله تماما، ولكن الخطر يكمن في الفهم الخاطئ لمفهوم التنافسية هل تكون قائمة على عقلية ومفاهيم الندرة أم تطمح الى التحول الى عقلية و مفاهيم الوفرة؟

التطوير العقاري في السعودية

وهذا ما نهدف لتوضيحه هنا في مقالنا هذا وتحديدا في صناعة التطوير العقاري. فالتنافسية بمفهومها التقليدي تعكس مفهوم الندرة في الموارد وبالتالي تتطلب دائما سعي المتنافسين الدائم-في ظل مفهوم الندرة يكون النمو والتوسع من خلال الاستحواذ على جزء أكبر من الكعكة محدودة الحجم (حجم السوق) وهذا مفهوم خاطئ ويصل الى ان يكون مدمرا للعلاقات بين المتنافسين واللاعبين في السوق – ومنهم اللاعبون الجدد والقدامى- حيث يصور هذا المفهوم وهذه عقلية الندرة أن النجاح انما يكون دائما على حساب الاخرين وتقليص حصتهم السوقية وقد يصل الى افشالهم وخروجهم من السوق.

هذه النظرية السلبية الاختزالية Reductionist والتي ترتكز على عقلية الندرة نراها نحن تقلص فرص النجاح.

عقلية الوفرة و توسيع الموارد في سوق التطوير العقاري

ومن رأينا انه يجب أن تتغير الى مفهوم عقلية الوفرة و توسيع الموارد. وأن يحل محلها مجموعة من المفاهيم الإيجابية والتوسعية Expansive Abundancy – في عقلية المطور العقاري الجديد. فتكون تنافسية الوفرة قائمة على تكثيف الجهود من أجل توسيع وزيادة حجم الكعكة (حجم السوق) بدلا من التنافس والتزاحم على كعكة ثابتة الحجم.

تقوم تلك المفاهيم على عدد من الركائز على رأسها (1) التكامل والتعاون و (2) أيضا تعظيم كفاءة وفعالية استخدام الموارد المتاحة لدى كل لاعب في السوق و(3) العمل سويا على توسيع السوق باستمرار ليشمل مستهلكين جدد وأخيرا (4) دائما رفع الجودة وخدمة المستهلك بشكل افضل الركيزة الأولى لعقلية العقاري الناجح القائمة على الوفرة تقوم على التعاون والكامل مع كل عناصر سلسلة الامداد في صناعة العقار وما أكثرها.

وهذا يتطلب التحول الى ثقافة الثقة وبناء العلاقات المستدامة والصحية بدلا من ثقافة التشكيك في الاخرين والعلاقات المبينة على العلاقات التبادلية. ثقافة التعاون تلك تتطلب بناء ومشاركة المعرفة والنتائج وقصص النجاح ليستفيد منها الاخرون. الركيزة الثانية للتحول من عقلية الندرة العقلية الوفرة هامة جدا وتقوم على استكشاف الموارد المتاحة لدى كل لاعب في سوق التطوير العقاري واستخدامها بشكل يكمل كلا من الاخر بدلا من التنافس.

هذا الفكر التكاملي يأخذنا من عقلية الندرة الى عقلية الوفرة حيث إنه يعظم الموارد والكفاءة والفعالية ما يخفض التكلفة ويرفع الجودة بشكل مؤكد.هذا يترجم عمليا على أرض الواقع الى خلق تحالفات عقارية عملاقة تمكن كل متنافس من توظيف نقاط التميز لديه لخدمة هذا التحالف دون أن يكون على حساب الاخرين وعلى العكس ينعكس إيجابا على جودة وسعر المنتج العقاري النهائي. الركيزة الثالثة في عقلية العقاري الناجح القائمة على الوفرة تقوم على تكثيف العمل سويا لتوسيع قاعدة السوق باستمرار. وهذا يتطلب التطوير والتعليم المستمر والتعرف على أحدث ممارسات التطوير العقاري عالميا وتطويعاها لاحتياجات السوق المحلي.

مع اجراء الدراسات المحلية دائما للتعرف على متغيرات الطلب في السوق المحلي والاستجابة لاحتياجات الشباب والاسر الجديدة من حيث توفير المواصفات التي يتطلعون اليها في مسكنهم الجديد وأماكن التسوق والترفيه والتعليم وحتى أماكن العمل التي يصبون اليها على ضوء التغييرات التكنولوجية الهائلة والمتسارعة.

الركيزة الرابعة والأخيرة تعتبر ضمانا للتحول الى اقتصاد الوفرة وهي نتاج كل الركائز السابقة وتقوم على رفع الجودة والتحسين المستمر لمنتجات التطوير العقاري بما يضمن رضاء المستهلك. فكلما ارتفعت مستويات الجودة ورضاء المستهلك عن المنتجات العقارية في المملكة كلما زادت رغبة الشراء لدى المستهلكين ما يوسع حجم سوق التطوير العقاري باستمرار ويصبح ثمارا للتعاون والتكامل بدلا من التنافس بمفهومه الضيق.

وكلما ازداد حجم السوق العقاري ازدادت جاذبيته للاستثمارات المحلية والعالمية وبالتالي ازدادت الفرص والربحية ونمو كل اللاعبين في السوق وهذا ما نصبو اليه بما يخدم هذا القطاع العريض والرافد الهام من روافد الاقتصاد والرفاهة في وطننا الحبيب فالقادم دائما أجمل بإذن الله في ظل الرؤية الثاقبة والطموحة لقيادتنا الحكيمة حظهم الله وسدد خطاهم.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا
فريق التحرير

فريق التحرير

فريق تحرير أربيان بزنس يمثل مجموعة من المحترفين. يجمع الفريق بين الخبرة الواسعة والرؤية الابتكارية في عالم الصحافة...