Posted inمقالاتآخر الأخبارأخبار أريبيان بزنس

ثورة الذكاء الاصطناعي والتحولات في مشهد التوظيف في الشرق الأوسط

يشكل هذا التقدم التكنولوجي خطوة مهمة نحو الأمام، وذلك بالاعتماد على تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة وفعالية عملية التوظيف لشبكة واسعة من الشركات.

في ظل التغيرات التي يشهدها عالمنا وتسارع وتيرة التحول الرقمي، تبرز ثورة الذكاء الاصطناعي كقوة قادمة تتمتع بالقدرة على إحداث تحولات إيجابية في مختلف القطاعات. وتبرز منطقة الشرق الأوسط، على وجه الخصوص، كمركز عالمي مواكب لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، حيث تدرك العديد من دول المنطقة الإمكانات الهائلة لهذه التكنولوجيا. ووفقاً لبحث أجرته مؤسسة البيانات الدولية (IDC)، يمكن أن تشهد المنطقة تأثيراً غير مسبوق لتقنية الذكاء الاصطناعي، حيث من المتوقع أن تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة تأثيراً إيجابياً لهذه التكنولوجيا يصل إلى 14% تقريباً في ناتجها المحلي الإجمالي، في حين ستجني المملكة العربية السعودية ما يقدر بنحو 135.2 مليار دولار أمريكي بالقيمة المطلقة نتيجة استخدامات وتأثيرات هذه التكنولوجيا بحلول العام 2030.

ومن المتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط معدل نمو سنوي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي يتراوح بين 20 إلى 34%، مع توقع تأثير محتمل بقيمة 320 مليار دولار بحلول عام 2030. وتنطوي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على إمكانات كبيرة لإحداث ثورة في مختلف القطاعات، بما في ذلك تعزيز كفاءة العمليات، وتحسين عملية صنع القرار، والارتقاء بمستوى تجارب العملاء.

تمكين الباحثين عن عمل والشركات من خلال ثورة الذكاء الاصطناعي

ثورة الذكاء الاصطناعي

يشهد عالم التوظيف بدوره تغيرات ديناميكية متطورة باستمرار، حيث إن البحث عن أفضل المواهب والسعي للحصول على الوظيفة المثالية غالباً ما تواجه تحديات عدة. وفي خضم كل هذه المتغيرات، يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل ملامح مشهد التوظيف، من خلال توفيره فرصاً غير مسبوقة لتعزيز الكفاءة والفعالية والتواصل السلس بين الشركات والباحثين عن عمل.

وباستخدام هذه الأداة المبتكرة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات إنشاء توصيف وظيفي شامل بسهولة بناءً على المسميات الوظيفية مع تحديد سنوات الخبرة والموقع. وتدعم المنصة لغات متعددة، ما يتيح للمستخدمين التنقل بسلاسة بين الخيارات العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية. وتعمل هذه الميزة على تبسيط عملية التوظيف، ما يتيح الإنشاء الفوري لمنشورات الوظائف مع توفير المرونة للشركات لتعديل التفاصيل قبل النشر.

مستقبل عمليات التوظيف

ويشكل هذا التقدم التكنولوجي خطوة مهمة نحو الأمام، وذلك بالاعتماد على تسخير قوة ثورة الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة وفعالية عملية التوظيف لشبكة واسعة من الشركات. ومن خلال أتمتة عملية إنشاء الوظائف وتبسيطها، تسلّط هذه الابتكارات الضوء على الإمكانات التي تتمتع بها التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي لإعادة تعريف مجال التوظيف الرقمي والتأثير بشكل ملموس في حياة الناس.

ومع ذلك، من المهم في الوقت نفسه الإقرار بالمخاوف المحتملة لتكنولوجيا ثورة الذكاء الاصطناعي وتبني منظور متوازن. ففي حين أن التقدم في الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في عمليات التوظيف ويبسطها، إلا أن هناك مخاوف مشروعة تحيط بالجانب المتعلق بالتفاعل البشري. فقد يخشى الباحثون عن عمل أن يُنظر إليهم على أنهم مجرد نقاط بيانات من خلال الافتقاد إلى جوهر الاتصالات الشخصية التي يمكن أن تؤدي إلى توافقات ناجحة. ويجب على الشركات التأكد من أن أدوات الذكاء الاصطناعي التي يستخدمونها قد تم تطويرها وفقاً لمعايير أخلاقية، لتجنب التحيز في عمليات التوظيف. ومن المهم أيضاً المحافظة على مستوى دقيق من التوازن بين كفاءة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والجانب الإنساني الذي لا يمكن الاستغناء عنه في عملية التوظيف.

في الحقيقة، لا يمكن لأحد أن ينكر الإمكانات الهائلة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وقدرتها على إحداث تحولات إيجابية ملموسة في مشهد التوظيف في منطقة الشرق الأوسط وخارجها. ومع التوجه المتزيد في المنطقة للاستفادة من هذه الإمكانات، أصبح تأثير هذه التكنولوجيا في قطاعات مثل الخدمات المالية والخدمات العامة والتصنيع واضحاً على نحو متزايد، لذا من الضروري التعامل مع هذا التحول بتأنٍ وتروٍ، واحتضان الفوائد مع ضمان بقاء التفاعل البشري والممارسات الأخلاقية في جوهر عملية التوظيف.

لقد بدأت بالفعل ثورة الذكاء الاصطناعي، وبكل تأكيد لن يعود مشهد التوظيف إلى سابق عهده. ومع استمرار ثورة الذكاء الاصطناعي في إعادة رسم ملامح مستقبل عمليات التوظيف، تعمل المنصات الرائدة في مجال التوظيف إلى مواكبة التطورات الجارية، وصولاً إلى عصر جديد تمتزج فيه قوة التكنولوجيا مع التواصل البشري بانسجام تام، ما يفتح إمكانيات لا حدود لها للباحثين عن عمل والشركات في المنطقة على حد سواء.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا
ربيع عطايا

ربيع عطايا

ربيع عطايا رائد أعمال قضى السنوات الـ 17 الماضية في بناء وقيادة شركات رائدة ومربحة في المنطقة. يشغل حاليًا منصب...