في 15 يناير من عام 1971، افتتحت مصر رسميا مشروع السد العالي، أحد أهم وأعظم المشاريع في تاريخ مصر الحديثة، في ظل نتائجه الاقتصادية الإيجابية على حياة المصريين.
53 عاما مرت على افتتاح أول المشاريع القومية التي أطلقتها مصر عقب ثورة 23 يوليو 1952، والذي كان يهدف للحفاظ على مياه النيل وزيادة رقعة الأرض الزراعية وتوليد الكهرباء.
مرت عملية بناء السد العالي في مدينة أسوان المصرية بالعديد من المراحل والتحديات، حيث بدأ تشييده في 9 يناير من عام 1960، وتم الانتهاء من البناء في يوليو من عام 1970.

كيف جاءت فكرة بناء السد العالي؟
في 18 أكتوبر من عام 1952 تقدم “أدران دانينوس” وهو مهندس مصري يوناني، بفكرة بناء سد في مدينة أسوان، وكان هدفه من ذلك تخزين مياه الفيضانات واستغلالها في فترات الجفاف علاوة على توفير مصدر للطاقة.
بعد مرور عامين وتحديدا في عام 1954، تقدمت شركتان بتصميم هندسي لمشروع السد العالي جنوب مصر، وفي عام 1956 وافقت لجنة دولية على تصميم لمشروع السد العالي.
ما هي العقبات التي واجهت بناء السد؟
العديد من العقبات واجهت بناء السد العالي في مصر، يأتي في مقدمتها أزمة التمويل، حيث اعتمد البنك الدولي نحو 8 ملايين دولار لتمويل تجهيزات البنية التحتية بالمنطقة المحيطة بالسد.
وفي ديسمبر من عام 1955، كشفت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا والبنك الدولي عن تولي مهمة تمويل السد العالي بتكلفة قدرت بنحو 1.3 مليار دولار.

لكن “لم تأت الرياح بما تشتهي السفن”، بعد أن انسحبت واشنطن من تمويل السد العالي، وتحججت بأن اقتصاد مصر في هذا الوقت لا يستطيع تحملا مشروعا بهذا الحجم.
لم يكن أمام الرئيس المصري حينها جمال عبد الناصر، إلا اتخاذ قرار تأميم الشركة العالمية لقناة السويس، لتصبح في 26 يوليو 1956 شركة مساهمة مصرية.
بعد قرار تأميم القناة زادت التحديات الدولية أمام مصر، وسط حالة تكاتف داخلية وتجمع حول القيادة السيادية في البلاد، لدرجة أن العديد من المصريين قرروا العمل في مشروع السد العالي على سبيل التطوع دون تقاضي أي مقابل مادي.
بعد الخذلان الأمريكي البريطاني، اتجهت مصر إلى المعسكر الشرقي، ووقعت في 27 أغسطس من عام 1960 على قرض مع الاتحاد السوفيتي لاستكمال بناء المرحلة الثانية من السد العالي.
ما هي مراحل مشروع السد العالي؟
تم تشييد مشروع السد العالي على مرحلتين، الأولى تضمنت وضع حجر الأساس بمنسوب 130 مترا، بالإضافة إلى أساس محطة الكهرباء، ثم جاء المرحلة الثانية من السد العالي والتي تمثلت في استكمال بناء المشروع من الرمال ورخام الجرانيت والطمي والطين الأسواني، كما تضمنت هذه المرحلة أيضا تركيب التوربينات وتشغيلها وتنفيذ محطة الكهرباء وخطوط نقل التيار الكهربائي.
وفي عام 1968 تدفق في بحيرة ناصر الكائنة بالقرب من السد العالي المخزون الأول للمياه القادمة من منابع نهر النيل، وفي يوليو من عام 1970 اكتملت عملية بناء السد بالكامل. وبلغت تكلفته وقتها نحو 400 مليون جنيه مصري.
معلومات مهمة عن السد العالي
وفقا لوسائل إعلام محلية، يبلغ طول السد العالي نحو 3600 مترا، يوجد منها 520 مترا بين ضفتي نهر النيل، ويبلغ طول الجناح الأيمن للسد المتواجد على الضفة الشرقية لنهر النيل نحو 2325 مترا، بينما يبلغ طول الجناح الأيسر المتواجد على الضفة الغربية لنهر النيل نحو 755 مترا.
ويقدر ارتفاع السد العالي فوق قاع النيل بنحو 111 مترا، كما يبلغ عرض السد العالي عند القاع 980 مترا وعند القمة 40 مترا.
وتبلغ سعة حوض التخزين على أقصى منسوب للحجز في بحيرة ناصر الصناعية المتواجدة خلف جسم السد نحو 162 مليار متر مكعب، ويبلغ طول البحيرة نحو 500 كيلومتر، ومتوسط عرضها 12 كيلومترا، ويقدر مسطحها بنحو 6500 كيلومتر، وهي ثاني أكبر بحيرة صناعية في العالم.