من برامج المساعدات الشخصية وحتى أجهزة المساعد الشخصي، تستعد شركات مثل ميتا وفيسبوك وأمازون وغوغل وغيرها لطفرة كبيرة في التجارة الإلكترونية التي تتم عبر الذكاء الاصطناعي، وإذا لم تقتنع بالفكرة فقد تسلحت شركات مثل ميتا بالمشاهير لإقناع مشتركيها بالوثوق بالمساعدات الرقمية الشخصية، فها هي قد قامت مؤخرا بإطلاق مساعدات شخصية بالاستعانة بشخصيات من قائمة فيها 28 من المشاهير تتضمن باريس هيلتون وسنوب دوغ.
ويجيب إياد طاشوالي، المدير الاستشاري الأول لدى جارتنر عن استفسار أريبيان بزنس حول مستقبل الذكاء الاصطناعي ويقول: “يشعر الناس اليوم براحة متزايدة عند استخدام تقنيات المساعد الشخصي الافتراضي مثل سيري Siri وأليكسا Alexa لإتمام مهامهم الروتينية. وستكون هذه الخدمات قادرة على إتمام المزيد من المهام عند نضوجها وتطورها.
ووفقاً لأبحاث جارتنر، سيحاول 37% من العملاء استخدام مساعد رقمي للتفاعل مع خدمة العملاء نيابة عنهم بحلول عام 2025. في العقود القادمة، ومع نضوج تقنيات المساعد الافتراضي التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، فلن يقتصر دور هذه التقنيات على تبسيط مهامنا اليومية فحسب، بل سيكون بمقدورها أيضاً اتخاذ قرارات الشراء نيابةً عنا، وستكون هذه القرارات مدفوعة بالمنطق وليس العاطفة. وتشير أبحاث جارتنر الخاصة بالرؤساء التنفيذيين أن نسبة 15% إلى 20% من الإيرادات التي ستحققها الشركات هي نتيجة طلبيات واردة من تقنيات المساعد الافتراضي بحلول عام 2030، وليس من قبل زبائن من البشر.
سيعمل الذكاء الاصطناعي على إحداث تحوّل كبير في تجاربنا وطريقة تفاعلنا مع التطبيقات والأدوات الرقمية. وعندما تصبح هذه التطبيقات والأدوات أكثر تطوراً، سنشهد تغيراً جذرياً في تجربة المستخدم التي اعتدنا عليها اليوم.”
بدورها تشير ريما الشيخ الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة بيجن إي آي Begin AI الكندية للذكاء الاصطناعي بالقول حول طلبات المبيعات بالذكاء الاصطناعي، أنه يمكن أن يتولى التعامل مع خدمة العملاء وتجويدها بواسطة الذكاء الاصطناعي كذلك الحال مع تخصيص المنتجات والخدمات مما سيؤدي إلى الاستجابة المثالية لطلبات المبيعات وزيادتها.
وتضيف بالقول إنه من المرجح أن تسغى الشركات الصغيرة والمتوسطة للحصول على أدوات الذكاء الاصطناعي في تطبيقات تكامل واجهات برمجة التطبيقات API لأنها لن تقوم ببناء هذه لديها لأغراض المحادثة,

الترويج وتحفيز المبيعات
قال ديفيد بخعازي، المدير الإبداعي الإقليمي في “هاوس أوف كومس” للإدارة التسويقية House of Comms التي تتخذ من دبي مقراً لها، لـ “أريبيان بزنس” : “نحن نشهد بالفعل ظهور المؤثرين الافتراضيين المدعومين بالذكاء الاصطناعي مع تجسيداتهم الواقعية للغاية وشخصياتهم وأصواتهم وقدراتهم على إنشاء المحتوى. وفي حين أن البعض قد ينظر إلى هذا على أنه تهديد للمؤثرين البشر، أعتقد أن هناك مساحة لكليهما للتعايش في مشهد التسويق المؤثر، فالمؤثرون في الذكاء الاصطناعي يقدمون الكفاءة وقابلية التوسع – بالإضافة إلى أنها يمكن أن تكون فعالة من حيث التكلفة – ولكن مرة أخرى، ما مدى احتمالية تفاعل الجمهور بشكل حقيقي مع كائن ليس بشرياً؟”
بالنسبة للمؤثرين، يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة جوانب معينة من عمليتهم مثل الصور ومقاطع الفيديو والمحتوى المكتوب، مما يوفر فرصة كبيرة لهم لتبسيط عملية إنشاء المحتوى، ما يمنحهم المزيد من الوقت للتركيز على المهام الأخرى التي تتطلب “لمسة إنسانية أكثر”، كما يوضح ديفيد بخعازي.
كما يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء أفكار للمحتوى وحتى المساعدة في إنتاج المحتوى نفسه.
وأضاف “يمكن أن يؤدي هذا التعاون بين الإنسان والآلة إلى اندماج الإبداع البشري وعناصر الذكاء الاصطناعي، ما قد يجعل بعض المحتوى فريداً وجذاباً”، لكنه قال إن هذا يثير بعد ذلك “مسألة الثقة”.
“ليل ميكيلا” Lil Miquela هو مؤثر افتراضي مدفوع بالذكاء الاصطناعي، ولديه عدد كبير من المتابعين على “انستغرام” الذين تعاونوا مع علامات تجارية مثل “كالفن كلاين” و”برادا”. ووفقاً لسيرتها الذاتية على “انستغرام”، فإن المؤثرة هي “روبوت يبلغ من العمر 19 عاماً ويعيش في لوس أنجلوس” ولديه أكثر من 3 ملايين متابع. إنها واحدة من عدد متزايد من المؤثرين الافتراضيين الشبيهين بالإنسان مع عدد كبير من المتابعين عبر الإنترنت.
ومن بين منشئي المحتوى المشابهين Lu do Magalu (أكثر من 6 ملايين متابع على انستغرام) و Thalasya الإندونيسي “meta-human” (464 ألف متابع على انسغرام).
لقد مثل Lu do Magalu، الذي يظهر أتباعه الأبرز في البرازيل، علامات تجارية من العديد من القطاعات المختلفة وظهر في مراجعات المنتجات ومقاطع الفيديو الخاصة بفتح العلبة.
كما أعلنت Thalasya عن علامات تجارية من مختلف الصناعات ، بما في ذلك التكنولوجيا والضيافة، وآخرها Cannon Indonesia.