كشفت دراسة أجرتها منصة لينكدإن، أكبر شبكة مهنية في العالم، أن غالبية القوى العاملة في المملكة العربية السعودية يشعرون بالثقة حيال حياتهم المهنية، في مؤشر يدل على عدم تأثر مساراتهم الوظيفية بالتقلبات الاقتصادية التي يشهدها العالم.
وأظهرت الدراسة أنه، وبالرغم من تباطؤ مستويات التوظيف في الدول الأوروبية والشرق الأوسط في عام 2022 مقارنة بـ2021، إلا أن 68% من الموظفين واثقون في الحصول على وظيفة جديدة بينما أعرب 11% فقط عن عدم شعورهم بالثقة حيال سوق التوظيف.
أما بالنسبة إلى وظائفهم الحالية، فقد أعرب 73% من المهنيين في السعودية عن ثقتهم الكافية لطلب ترقيات وظيفية وفرص جديدة من مدرائهم الحاليين، بينما لا يشاركهم 7% منهم الرأي ذاته. ومن جانب آخر قال سبعة من أصل 10 من المشاركين في الاستطلاع أنهم يشعرون بالثقة حيال طلب زيادة في الراتب(73%).
ومع أن المهنيين واثقون بتقدمهم الوظيفي إلا أن 73% منهم يفكرون في تغيير وظائفهم خلال العام 2023. وتبين أن أهم ثلاثة أسباب تدفع الموظفين لتغيير وظائفهم هي الزيادة في الراتب (36%)، والرغبة في الموازنة بين الحياة الاجتماعية والعملية (28%)، وثقة المستجيبين في قدرتهم على الحصول على فرص أفضل (28%).
العمل المرن دافع أساسي لقرارات التنقل الوظيفي
واستنتجت دراسة لينكدإن أنه بالرغم من ثقة عدد كبير من الموظفين حيال مستقبلهم المهني، إلا أنه لا تزال هناك مخاوف بشأن الاستقرار الوظيفي وتفضيل لخيارات العمل المرن.
وأعرب ستة من أصل 10 (64%) من المشاركين في الاستطلاع عن نية رفضهم وظيفة جديدة أو ترقية في حال تطلب منهم ذلك الحضور إلى المكتب بشكل يومي، وعبروا عن تفضيلهم لفرص أخرى توفر خيارات العمل المرن أو العمل عن بعد.
عدم الشعور بالرضا الوظيفي يدفع “جيل الألفية” للبحث عن فرص عمل جديدة في العام 2023
يبدي “جيل الألفية” رغبة متنامية في تغيير الوظائف الحالية، حيث أعرب المشاركون في الاستطلاع عن نيتهم البحث عن فرص جديدة وإجراء مقابلات عمل للحصول على وظائف أفضل خلال العام 2023، وذلك بنسبة 15% أكثر من زملائهم الأصغر سنًا من جيل زد (Generation Z).
ومن الممكن إسناد هذه الرغبة إلى عدة عوامل منها أن 81% من المشاركين في الاستبيان من جيل الألفية يشعرون أن الشركات التي يعملون بها لا تهتم بهم، وتعد هذه النسبة أكثر بـ25% من “جيل زد” ممن يشاركونهم الرأي نفسه، كما يشعر 46% من “جيل الألفية” بعدم التقدير وقلة الشغف تجاه وظائفهم الحالية (65%)، إضافةً لكون العائد المادي الحالي لا يبرر بذل مجهود أكبر حيال الالتزام الوظيفي (71%).
التحديات الاقتصادية تثني “جيل زد” عن السعي نحو فرص جديدة
ورصدت الدراسة قلق “جيل زد” حيال عدم تعامل أصحاب العمل مع التقلبات الاقتصادية الحالية بشكل مدروس (بنسبة 7% أكثر من جيل الألفية) مما أدى إلى زيادة المخاوف بشأن استقرارهم الوظيفي. كما بدا الجيل هذا أقل التزاماً بعملهم بنسبة 6% مقارنة بزملائهم من جيل الألفية وقد يعود ذلك لإعطائهم الأولوية لالتزامات خارجية أخرى.
وقال علي مطر، رئيس لينكدإن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأسواق الأوروبية الناشئة:
“بالرغم من التقلبات الاقتصادية وانخفاض نسب التوظيف حول العالم، إلا أنه لا يزال عدد كبير من المهنيين يبحثون عن النمو والتطور داخل شركاتهم الحالية أو حتى تغيير وظائفهم خلال العام 2023، وذلك رغبةً في الحصول على أجور أعلى تتماشى مع ارتفاع تكاليف المعيشة عالمياً.”
وأضاف قائلًا: “من الواضح أن القوى العاملة باتت مدركة لقيمتها في سوق العمل وهي الآن في طور قيادة حياتها المهنية للأفضل عن طريق تنمية مهاراتها. كذلك نرى الأثر الذي تركته جائحة كوفيد-19 والتي حفزت إصرار الموظفين وصمودهم أمام العقبات الاقتصادية حيث يتجسد ذلك في إيمانهم بقدرتهم على مواجهة تحديات السنة الحالية”.
نصائح لينكدإن لكيفية الاستثمار في حياتك المهنية خلال العام 2023:
قم ببناء صفحة مميزة على لينكدإن: ساعد مدراء التوظيف في تمييزك بسهولة من خلال تحديث كافة المعلومات على ملفك الشخصي. على سبيل المثال فإن أعضاء لينكدإن الذين يضعون صورة على صفحتهم يتم فتح ملفاتهم أكثر بمقدار 21 مرة ويتلقون طلبات تواصل تسع مرات زيادة عن الذين ليس لديهم صورة. تأكد أيضا من إضافة ملخص لخبرتك وإبراز مهاراتك، كما يمكنك إعلام مدراء التوظيف والأشخاص في شبكتك أنك تبحث عن عمل عن طريق تفعيل خاصية البحث عن عمل.
ابحث عن الوظائف الأكثر طلبًا: تظهر بيانات لينكدإن أن أسرع الوظائف نمواً في السعودية هي في قطاعات معينة مثل التكنولوجيا والموارد البشرية. إذا كنت تود تغيير مسارك المهني، يمكنك اتخاذ القرار بناء على الوظائف الأهم في القطاع الذي تود العمل فيه.
تأكد من جهوزيتك التامة لإجراء مقابلات العمل: تبحث جهات العمل عن أفضل الموظفين لذلك قبل أن تبدأ التقديم لوظيفة قم بالتفكير في رغبتك في هذه الوظيفة وكيف يمكنك إبراز ذلك، ولماذا قد ترغب هذه الجهة في توظيفك. يمكنك فعل ذلك من خلال أدوات تساعدك على التجهيز لإجراء المقابلة مثل أداة التحضير للمقابلات من لينكدإن.
استثمر في نفسك: الدورات التعليمية المتاحة على الإنترنت تساعد على تعلم مهارات جديدة أو تجديد معرفتك بمهاراتك الحالية. من المهم جدًا للباحثين عن وظائف أن يلموا بالمهارات الأكثر طلبًا والمهارات التي يمكن البناء عليها أو التي تحتاج للتعلم.
تعتمد ما تزيد عن 40% من الشركات عالميًا على المهارات في تحديد المرشحين لوظائفها، لذلك قم بالتفكير في أكثر 5 مهارات ذات صلة بالوظيفة التي تبحث عنها وقم بإضافتها إلى ملفك الشخصي. يتيح لينكدإن للتعلم ما يزيد عن 18,000 دورة تعليمية لكافة الأعضاء الراغبين في تطوير مهاراتهم تشمل دورات متاحة مجانًا مثل كيفية بناء مهنة تحبها مهما اختلف القطاع وذلك لمساعدة الباحثين عن وظائف جديدة. قم بالاستفادة من عدة دورات تعليمية متاحة من خلال منصة لينكدإن لمساعدتك على تطوير مهاراتك مثل كيفية خلق انطباع أول جيد، وكيفية الحصول على وظيفة عن بعد، والحصول على وظيفة في شركة تؤمن بالتنوع. هذه الدورات متاحة مجانًا حتى 30 يونيو 2023.