هل شاهدت فيلم ألف مبروك للفنان أحمد حلمي؟.. إنه يحكي قصة شخص يستيقظ صباح كل يوم، ليمر بعدة مواقف مختلفة، ثم يموت في تمام الساعة الثانية عشر ليلا، ويستيقظ صبيحة اليوم التالي، ليجد فجأة أنه يعيش نفس اليوم الذي قضاه أمس، حيث يعيد اليوم تكرار نفسه، فهنا يجد البطل نفسه محاصرا في يوم واحد فقط من حياته لا يستطيع الفرار منه. بالمناسبة الفيلم مقتبس من فيلم أمريكي هو groundhog day بطولة بيل موراي. وبالمناسبة أيضا الفيلم الأمريكي مقتبس من الأسطورة الإغريقية سيزيف. وتقول الأسطورة إن آلهة الأوليمب حكمت على سيزيف بأن يعيش حياة أبدية في عمل عبثي، ألا وهو دحرجة صخرة صعودا إلى جبل حتى تعود للتدحرج نزولا، فيدحرجها صعودا من جديد، مرارا وتكرارا، وبلا نهاية.
سؤال أزلي
ليست هذه الأعمال الفنية وحدها التي خرجت من معطف سيزيف، بل هناك الكثير من الأمور في حياتنا، أبرزها السؤال الأزلي الذي يتزامن مع الكريسماس: هل شراء شجرة الكريسماس حرام شرعا؟
لا.. حلال
إذا كنت من المعتدلين المستنيرين فستحصل على نفس الإجابات التي تحصل عليها كل عام :
- المسلمون أيضا يحتفلون بميلاد المسيح
- لا يوجد نص شرعي يمنع تهنئة المسيحيين بالكريسماس
- شراء شجرة الكريسماس جائز، كون صناعة شجرة الكريسماس وتداولها تمثل نوعا من الثقافة التى تؤخذ بالعرف
- المسلمون لم يغيروا ديانتهم لمجرد قيامهم بشراء شجرة الكريسماس
- الإسلام دين سماحة يحترم الآخر
صورة إيجابية
بالطبع تقدم دعوة المسلمين لشراء شجرة الكريسماس وتهنئة إخوانهم الأقباط في عيدهم ومشاركة أصدقائهم فرحتهم صورة إيجابية عن المسلمين.
نعم.. حرام
إذا كنت من المتشددين المتشنجين، فستحصل على نفس الإجابات التي تحصل عليها كل عام:
- لا تهنئوهم حتى لو كنتم تعيشون في بلادهم، فذلك حرام
- لا تحتفلون معهم
- شجرة الكريسماس أوثان
- لا تتشبهوا بالكفار
- سيخرجونكم من دينكم
- الجهاد.. الجهاد
صورة سلبية
بالطبع حث المسلمين على عدم تهنئة المسيحيين وعدم مشاركتهم الاحتفال بأعيادهم يكرس للفكرة التي يحاول اليمين المتطرف في أوروبا وأمريكا ترويجها عن المسلمين كمتعصبين، وبالنسبة للمسلمين في تلك البلاد يزيد من الانفصال أو العزلة عن المجتمع الذى يعيشون فيه، هذا موقف يقدم صورة سلبية عن المسلمين.
لماذا يتكرر السؤال كل عام؟
يبدو أن الموضوع له علاقة بـ:
- الكسل في المقام الاول، فالكثير من الأسئلة في الحياة مكررة لكن عدم قيام الفرد بالبحث عن الإجابة يجعله يستسهل السؤال
- وربما يكون من يسأل مدركا تماما للاجابة و يعرفها، لكنه يبحث عن إجابة تتسق مع موقفه أو تبرر ما يفعله
- وهناك من يسأل لمجرد السؤال فهو لا ينتظر إجابة، وإنما ينتظر موعد السؤال ليسأل من جديد (مثل الفن للفن)