تُوفي رجل الأعمال البريطاني اليهودي اللورد جاكوب روتشيلد، البارون الرابع للعائلة التي تعد من أغنى عائلات العالم، وقد ولد في بريطانيا سنة 1936، ويتوقع أن يحدث صراع عائلي على خلافته بين ناثانيل البالغ من العمر 52 عامًا وشقيقته الكبرى هنانا، ويبدو نات الخليفة التلقائي، لكن والده الراحل لم يكن راضيا عن أسلوب حياة ابنه المستهتر وصاحب النزعة المتمردة. ونات الملولود عام 1971، هو أصغر الأطفال وباعتباره الابن الوحيد هو الوريث الواضح. لكنه لا يملك حصة مباشرة في شركة العائلة ريت كابيتال RIT Capital ، بل يمتلك بدلا من ذلك حصة غير مباشرة من خلال شركة الأسهم الخاصة التابعة للعائلة فايف أروز.
وتبرز أخت ناثانيل وهي هانا وعمرها 61 عاما وهي مؤلفة، وابنة جاكوب الكبرى، في مقدمة المرشحين لخلافة والدها جايكوب، وتشتهر هانا بذكائها وهدوءها، وتمتلك حصة قدرها 10 في المائة في RIT وهي عضو في مجلس الإدارة كمديرة غير تنفيذية. وهي مطلقة وأم لثلاثة أطفال، وهي أيضًا رئيسة مؤسسة ياد هنديف، مؤسسة روتشيلد الخيرية في إسرائيل.


وعن وفاة جاكوب عن عمر يناهز 87 عاماً، ذكرت أسرته في بيان: «كان لوالدنا جاكوب حضورا قويا في حياة الكثير من الناس وكان مصرفياً بارعاً وبطلاً محباً للفنون والثقافة وخادماً لبلده بإخلاص، وداعماً متحمساً للقضايا الخيرية.. سيتم دفنه وفقاً للعادات اليهودية في مراسم عائلية صغيرة وسيكون هناك نصب تذكاري في وقت لاحق لتخليد ذكراه».
وجاء الإعلان عن وفاة روتشيلد من«مؤسسة روتشيلد»، وهي منظمة خيرية بريطانية، دون أن تحدد متى وأين توفي أو سبب الوفاة.
وينحدر البارون روتشيلد الرابع – من ماير أمشيل روتشيلد، تاجر العملات المعدنية في الحي اليهودي في فرانكفورت، الذي أرسل أربعة من أبنائه الخمسة إلى فيينا ولندن ونابولي وباريس سعياً وراء الثروة في أواخر القرن ال 19.
وطوال حياته ارتبط الملياردير الراحل بدولة إسرائيل إذ عرف عنه تصريحه الشهير:«عائلتي هي من أنشأت إسرائيل.. لقد كانت فكرة إنشاء وطن قومي لليهود هي الأعظم خلال آلاف السنوات».
وفي الستينات من القرن الماضي أدار المصرفي الشهير بنك «إن إم روتشيلد وأولاده» في العام 1963، ثم انفصل عن العائلة ليؤسس شركات أبرزها مجموعة «مجموعة جاي روتشيلد للتأمين».
يذكر أن «وعد بلفور» الشهير في العام 1917 كان موجهاً من وزير خارجية بريطانيا أنذاك إلى جده اللورد وولتر روتشيلد، أحد أجداد جاكوب، وفيه وعدت بريطانيا بتأسيس وطن قومي لليهود في أرض فلسطين.
يذكر أن الحكومة البريطانية اقترضت من مؤسسة روتشيلد، لتعويض مالكي العبيد عقب إلغاء العبودية في عام 1835 من أجل دفع 15 مليون جنيه إسترليني (حوالي 200 مليار جنيه إسترليني بأموال اليوم، من حيث عبء الدين العام) كتعويضات نقدية لمالكي العبيد والمستفيدين منهم. وجرى ترتيب سداد ذلك القرض من ضرائب البريطانيين حتى العام 2015 حين تم سداد القرض بالكامل.
