يلفت تقرير صحيفة فايننشيال تايمز إلى قصة شاب من كارولينا الجنوبية وقد وقع عقد عمل في الأول من مارس الماضي وقام باستئجار شقة في ميامي وخلال أول أسبوعين من عمله في شركة برمجيات مالية، أصبح يعمل من شقته ثم بعد شهر أصبح بلا عمل كليا وفقد تأمينه الصحي وسط أزمة جائحة كورونا، تتكرر القصة في دول عديدة لدى الشبان والشابات الذين يواجهون هذه الأزمة في الدول العربية ودول الخليج مع تبدل بسيط في التفاصيل.
هؤلاء أصبحوا في الحضيض في فترة أساسية في أعمارهم والتي يفترض فيها أن يحققوا ذروة المكاسب المالية لكنهم الآن خارج المعادلة كليا.
ويشعر جيل الشباب ممن هم دون الأربعين عاما أن حياتهم انقلبت رأسا على عقب لإنقاذ أكبر عدد ممكن من كبار السن. وبعد أن عانى جيل الألفية من أزمتين اقتصاديتين في عقد واحد تقريبا- الازمة المالية 2007 وجائحة كوفيد 19 الحالية، ستتحول مسألة إعادة توزيع التوازن الأجيال إلى مسألة سياسية طاغية بحسب الصحيفة، التي ترى أن هناك ضغوطا على الجيل الأكبر لرد الجميل ومساعدة جيل الألفية على الوقوف على قدميه .
ونشرت قناة العربية تقريرا عن الجيل الضائع- اعتقدت أنه يتحدث عن الشباب في ظل جائحة كورونا- لكن تبين أنه يقصد الحديث عمن ولد مطلع القرن العشرين، والحرب العالمية الأولى وأزمة الكساد في الولايات المتحدة الأمريكية والحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، رغم أن هذه لم تكن تمس المنطقة العربية مثل الأنفلونزا الاسبانية، حيث لم تكن العولمة توزع الكوارث والنكبات مثل الوقت الحالي رغم أن بعض تبعات تلك الكوارث ظهرت في بعض الدول العربية (دول بلاد الشام مثل ما يسمى مجاعة السفر برلك).
وسبق أن ذكر تقرير بأن جيل الألفية هو أول جيل في التاريخ ضمن الدول الغربية سيصبح أفقر من والديه عدا هذا بلد وحيد وهو النرويج بحسب تقرير سنة 2018 من بي بي سي. (لعل ذلك قد يفسر اهتمام المصريين بالسفر إلى النرويج وفقا لتحليل عمليات البحث على الإنترنت. )
إذ أنه نظرا للكلفة العالية للسكن والقروض الجامعية في العديد من الدول الغربية فإن الجيل المولود بين الثمانينيات والألفية الثانية في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ودول عديدة أخرى سيكون أول جيل في التاريخ ينتهي به الحال لمستوى أفقر من الوالدين بحسب دراسات عديدة.
هناك أيضا تحديات سوق العمل وكوارث قد يكون الجيل الذي سبقهم ضالع بالتسبب بها أو سيورثها لهم مثل التبدل المناخي والتلوث وغيرها.
علينا أن نعوض جيل الألفية ممن فقد عمله أو آماله بمستقبل لائق، ولا بد للحكومات في المنطقة أن تضع ذلك نصب أعينها خاصة وأن هذا الجيل يضحي فعلا بالكثير ، فهو أمل الأجيال كلها ودعامة المستقبل التي لا يجب التفريط بها بأي شكل ولا حتى تركها لـ”النرويج”.