Posted inمقالاتآخر الأخبارأخبار أريبيان بزنسأخبار الإمارات

كيف سيساهم عام 2025 في تشكيل مستقبل إعادة التدوير وإدارة النفايات

تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة التي تسترشد باستراتيجيتها الطموحة للحياد المناخي 2050، مثالاً للريادة العالمية في الإدارة المستدامة للنفايات.

النفايات

يُتوقع أن يصل حجم النفايات في العالم إلى 3.8 مليار طن بحلول عام 2050، مسجلاً نمواً بأكثر من ضعف سرعة نمو سكان العالم، الأمر الذي يؤكد الحاجة الملحة لمواجهة تحديات النفايات وإعادة التدوير من خلال استخدام التقنيات المبتكرة وتفعيل سياسات التفكير المستقبلي والمشاركة الفعالة للمجتمع.

تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة التي تسترشد باستراتيجيتها الطموحة للحياد المناخي 2050، مثالاً للريادة العالمية في الإدارة المستدامة للنفايات. وتستعرض فعاليات مهمة مثل القمة العالمية لطاقة المستقبل ومعرض “إيكوويست” الجهود الرائدة للدولة ودورها البارز في الاجتماع مع قادة القطاع العالمي لبحث تطوير حلول قابلة للتنفيذ.

واستناداً للزخم الذي حدث في عام 2024، والذي شهد تقدماً كبيراً في الجهود الرامية إلى الحد من النفايات البلاستيكية ومشاريع تحويل النفايات إلى طاقة وتبني حلول النفايات القائمة على الذكاء الاصطناعي، فإن عام 2025 مهيأٌ تماماً لتحقيق تقدم أكبر، حيث يتحول التركيز الآن إلى الاستفادة من التقنيات والأطر الجديدة واستراتيجيات المشاركة المجتمعية لمواجهة التحديات المتزايدة والاستفادة من الفرص الناشئة.

فيما يلي الاتجاهات الرئيسية الخمسة التي تساهم في تشكيل مستقبل إدارة النفايات وإعادة تدويرها:

الاقتصاد الدائري: أهداف ملموسة لتحقيق صفر نفايات

لا يزال التحول من اقتصاد استهلاكي إلى اقتصاد دائري يهيمن على المحادثات الدولية في مجال إدارة النفايات، حيث تتطور هذه المناقشات بسرعة كبيرة من مجرد مفاهيم ذات رؤية إلى استراتيجيات قابلة للتنفيذ. وخلال هذا التحول تبقى مبادئ الاستدامة الثلاث – تقليل النفايات وإعادة استخدام المواد وإعادة تدويرها – أموراً أساسية وضرورية للانتقال إلى الاقتصاد الدائري. ومع ذلك، فإن التعاون الدولي المقترن بإرساء معايير واضحة وإلزامية ومقاييس عالمية أساسية أمر بالغ الأهمية لنجاح تنفيذ الاقتصاد الدائري وتقييم التقدم الذي تم إحرزه في هذا المجال. 

أكدت الانطباعات التي تم الحصول عليها بعد تنظيم معرض ومؤتمر “إيكوويست” لعام 2025 على أهمية تضمين الاستدامة وتطبيقها في مرحلة تصميم المنتجات والبنية التحتية لتعزيز معدلات إعادة الاستخدام وإعادة التدوير.

ومن هذا المنطلق، تحرص  دولة الإمارات على بناء مشاريع ضخمة مثل “مدينة مصدر” باستخدام أسمنت منخفض الكربون إضافة إلى  استخدام مواد من الألمنيوم المعاد تدويره بنسبة 90%،  الأمر الذي يوضح تأثير قرارات التصميم في المراحل المبكرة على خفض الانبعاثات وإعادة استخدام المواد.

كما تعكس مثل هذه الجهود الأهداف القصوى لسياسة الاقتصاد الدائري في دولة الإمارات العربية المتحدة 2021-2031 والتي تعتبر بمثابة مخطط أساسي للتنمية المستدامة في المنطقة. أما على الصعيد العالمي، فتقود هولندا هذه العملية في أوروبا عبر التزامها بتحقيق اقتصاد دائري كامل بحلول عام 2050.

التعامل مع تحدي النفايات الإلكترونية

وفقاً لمرصد النفايات الإلكترونية العالمي التابع للأمم المتحدة، من المتوقع أن يرتفع حجم النفايات الإلكترونية السنوي بمقدار 2.6 مليون طن كل عام ليصل إلى ما يقدر بنحو 82 مليون طن بحلول عام 2030 – أي بزيادة قدرها 33% عن الـ 62 مليون طن المسجلة في عام 2022. ومن المثير للقلق أن هذا  الارتفاع يحدث أسرع بخمس مرات من المعدلات الموثقة لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية.

تتطلب مواجهة هذا التحدي التعاون في تعزيز الابتكارات في مجال إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، مثل الفرز الآلي وإعادة التدوير الكيميائي لتحقيق هدف الأمم المتحدة المتمثل في تحقيق معدل إعادة تدوير بنسبة 60% بحلول عام 2030.

وفي هذا السياق، تقوم  مجموعة تدوير بدور رائد في مجال إعادة التدوير حيث ستتمكن من خلال استحواذها على 50% من أسهم شركة “انفيروسرف” Enviroserve التي تعتبر أول مركز في المعالجة المتكاملة للنفايات الإلكترونية في المنطقة، من إعادة تدوير ما يصل إلى 39,000 طن سنوياً.

وعلى الصعيد العالمي، تعتبر شركات مثل Apple مثالاً يُحتذى في توفير حلول قابلة للتطوير مثل روبوت “Daisy” الذي يقوم بتفكيك الأجهزة القديمة لاستعادة المواد النادرة فيها، الأمر الذي يوضح كيف يمكن للتقنيات المتطورة أن تساعد في مكافحة أزمة النفايات الإلكترونية المتزايدة.

تحويل النفايات إلى طاقة: تحويل النفايات إلى موارد قيمة

تعتبر تقنيات تحويل النفايات إلى طاقة حلولاً أساسية في الحد من وصول النفايات إلى المكبات وفي توليد الطاقة النظيفة عن طريق تحويل النفايات غير القابلة لإعادة التدوير إلى كهرباء وحرارة.

وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، تقوم مجموعة تدوير بدور ريادي في بناء وتطوير منشأة هي الأكثر تقدماً في العالم لتحويل النفايات إلى طاقة والتي من المقرر أن تقوم بمعالجة 900,000 طن من النفايات سنوياً وتساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 1.1 مليون طن سنوياً.

وسيساهم هذا المشروع الرائد عالمياً في إرساء معايير جديدة في تحويل النفايات إلى طاقة من حيث الحجم والكفاءة والتأثير البيئي. وبالمقابل، فإن مركز تحويل النفايات إلى طاقة في ورسان في دبي قادر على توليد 220 ميغاواط ساعي من الطاقة المتجددة سنوياً، وهو ما يكفي لتزويد حوالي 135 منزلاً بالطاقة.

من ناحية أخرى، قامت دول مثل السويد بتحسين عمليات تحويل النفايات إلى طاقة إلى حد قيامها باستيراد النفايات من الخارج لتوليد الطاقة، مما يسلط الضوء على الدور المهم لتقنيات تحويل النفايات إلى طاقة في تعزيز مستقبل الإدارة المستدامة للنفايات والطاقة النظيفة.

إزالة الكربون من جمع النفايات

مع وجود أساطيل من مركبات جمع النفايات التقليدية التي تسهم بشكل كبير في زيادة الانبعاثات الكربونية في المدن، إلا أن أنظمة جمع النفايات تشهد تحولاً مهماً أيضاً لتتماشى مع أهداف إزالة الكربون. أما أساطيل مركبات جمع النفايات الكهربائية والهجينة فتشهد ازدياداً ملحوظاً كما يتم أيضاً استكشاف أنواع من الوقود الحيوي كبدائل للديزل قابلة للتطبيق.

وفي معرض ومؤتمر “إيكوويست” 2025 أشارت مجالس كامبريدج الكبرى في المملكة المتحدة إلى نهجها المبتكر في إزالة الكربون من أساطيلهم من مركبات جمع القمامة، حيث تتضمن استراتيجيتهم الاعتماد على مركبات جمع النفايات الكهربائية واستخدام المستودعات التي تعمل بالطاقة الشمسية والاستثمار في بدائل الوقود الحيوي لتسريع رحلتها نحو تحقيق انبعاثات كربونية صفرية صافية.

وتسلط هذه المبادرات الضوء بشكل كبير على الالتزام المتزايد بدمج حلول الطاقة النظيفة في مجال إدارة النفايات، مما يضمن تحقيق مستقبل مدني أكثر مراعاة للبيئة وأكثر استدامة.

آفاق أبعد في التوعية من خلال المشاركة المجتمعية

تتطور المشاركة المجتمعية في مجال إدارة النفايات من الوعي السلبي إلى المشاركة النشطة، مدفوعة بتوفر الحلول المبتكرة مثل أجهزة استعادة المواد القابلة لإعادة التدوير التي تحفز أفراد المجتمع على إعادة التدوير من خلال مكافأة المستخدمين على إعادة العبوات البلاستيكية وعلب المشروبات المصنوعة من الألمنيوم.

اكتسب اعتمادهم زخماً على مستوى العالم خاصة مع تركيب هذه الأجهزة بعدد كبير في جميع أنحاء دبي وأبوظبي خلال عام 2024 حيث من المتوقع تركيب المزيد من هذه الأجهزة هذا العام. وعلى الصعيد العالمي، أرست دول مثل ألمانيا والنرويج معياراً لاعتماد أجهزة استعادة المواد القابلة لإعادة التدوير حيث حققت معدلات إعادة تدوير تجاوزت 90%.

وتسلط هذه الأنظمة الضوء على الدور المهم الذي يقوم به أفراد المجتمع في تعزيز جهود الاستدامة، خاصة مع الاتجاهات الناشئة مثل أجهزة استعادة المواد القابلة لإعادة التدوير التي تدعم إنترنت الأشياء ومجموعة الألعاب لتبسيط المشاركة المجتمعية وتعزيزها.

عام 2025 وما بعده

بينما نتطلع إلى عام 2025، نرى أن مواجهة التحدي العالمي المتعلق بالنفايات تتطلب نهجاً متعدد الأوجه. أما ريادة دولة الإمارات في مجال الاستدامة وتبنيها لأفضل الممارسات العالمية فتُظهر جلياً ما يمكن تحقيقه عندما يتقارب الابتكار مع السياسة والمشاركة المجتمعية، فمن خلال الاستثمار في استراتيجيات الاقتصاد الدائري القابلة للتنفيذ والاستفادة من التقنيات الناشئة وتعزيز التعاون الدولي سيتمكن العالم من تحويل النفايات إلى فرص.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا
علي الظاهري

علي الظاهري

العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة تدوير