رأس المال الاجتماعي هو “من تعرفه”، وليس “ما تعرفه”، وهو مصطلح طُوِّر في الأصل لوصف قيمة علاقاتك. يتوافق هذا المفهوم تمامًا مع الأشكال الأخرى لرأس المال (رأس المال المالي، ورأس المال البشري، وما إلى ذلك) حيث إذا استثمرت فيه، وحافظت عليه، فسوف تحصل على عائد.
إن العلاقات بالنسبة إلى رواد الأعمال مهمة جدًا وذات قيمة لأنها تُعتبر مصادر للمعلومات. يحتاج رواد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، إلى المعلومات دائمًا تمامًا مثل رواد الأعمال في جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال ما هي الأسواق الناشئة وما هي الأسواق النامية؟ ما هي المشكلات التي تحتاج إلى حل؟ كيف تجد العملاء المحتملين؟ أم الممولين؟ وأنا أقول هذا بنفسي كشخصية رائدة أعمال، وأدارت أعمالها التجارية الدولية الخاصة لمدة 16 عامًا إن إدارة الأعمال التجارية أمر غير ممكن دون وجود مصدر لا يخلو تقريبًا من المعلومات.
تعد العلاقات أيضًا ذات قيمة لأنها تساعد على خفض تكاليف المعاملات. إذا كنت أثق بك، فسوف أتخذ قرارًا بالتعامل معك، أو استثمار الأموال في مشروع مشترك، مع توفير وقت أقل بكثير لإجراء التحقيقات والبحوثات الضرورية قبل الخوض معك في مشروع مما لو لم أعرفك من قبل. فما الذي يخلق هذه الثقة؟ العلاقات القائمة، أو التوصيات من أشخاص آخرين أثق بهم.
لذا فإن مخزونك من رأس المال الاجتماعي يعد أمرًا بالغ الأهمية لبدء مشروعك التجاري، تشير الأبحاث أن العلاقات الأكثر قيمة ليست الأشخاص الذين نعرفهم على نحو أعمق – أي الذين تجمعنا بهم روابط قوية. بل إنهم الأشخاص الذين تجمعنا بهم روابط عادية أو حتى الضعيفة. إنهم الأصدقاء والمعارف الخاصة بأصدقائك ومعارفك، أو على سبيل المثال الأشخاص الذين قابلتهم مرة أو مرتان فقط.
كيف يمكن إجراء تلك الاتصالات؟ الكثير من الناس لا يحبون “شبكات الأعمال”، وهناك كثير من الأسباب المختلفة لذلك. وتشمل الشعور بعدم الارتياح في فعاليات التواصل، وعدم التأكد من كيفية التواصل، أم الانشغال بأشياء أخرى مثل امتلاك مشروع وإدارته على سبيل المثال.
ومن الأفضل لرواد الأعمال، ومن تجربتي الشخصية، أن يتخلوا عن استخدام كلمة “شبكة” كفعل. لا أستخدم كلمة “الشبكات” أبدًا إلا إذا كنت أقتبسها من شخص آخر. مجرد إزالتها من المفردات الخاصة بك سوف يزيل أحاسيس الانزعاج الخاصة بك. تحتاج إلى إنشاء رأس المال الاجتماعي الخاص بك كرجل أعمال من خلال بناء شبكتك على نحو استباقي واستراتيجي، ولا سيما علاقاتك السطحية.
يعني مصطلح “على نحو استباقي” تخصيص الوقت للقيام بذلك. أما مصطلح “بشكل استراتيجى” هو التفكير في من تريده في شبكتك. ابحث عن الصناعات التي ترغب في بناء علاقات فيها، وما هي الشركات، وأي أشخاص. ثم ما هي الفعاليات التي قد تحضرها لمقابلتهم، أو حيث لديك بالفعل اتصالات يمكنها تقديمك. فأنت بحاجة للذهاب إلى تلك الفعاليات والأحدات أو الاتصال بهؤلاء الأشخاص. هذا يستغرق وقتا! ونحن جميعا لدينا 168 ساعة فقط في الأسبوع، بما في ذلك النوم. والسؤال هو: هل قمت بتعيين شبكتك الخاصة؟ قاعدة رأس المال الاجتماعي الحالية الخاص بك؟ يمكنك إجراء الكثير من الأبحاث بنفسك على LinkedIn، لمعرفة وضع شبكتك الاجتماعية ومن يتصلون بك.
بالإضافة إلى بناء شبكتك من خلال مقابلة أشخاص جدد، من المهم أيضًا النظر إلى خطوتي أخريين هنا: الحفاظ على شبكتك الحالية والاستفادة منها.
لا يستفيد الناس على نحو سلبي من الشبكات؛ لذا للحصول على الفوائد الحقيقية لرأس المال الاجتماعي الخاص بك، تحتاج إلى الحفاظ عليها والتأكد من إمكانية الوصول إليها عندما تحتاج المساعدة، بالإضافة إلى إنشاء العلاقات. وهنا يكمن التحدي الآخر – فبالإضافة إلى عدم حبهم للتواصل، فإن كثير من الأشخاص لا يتواصلون إلا مع عدد قليل من الأشخاص عندما يبحثون عن الدعم، وهم الأشخاص الذين يشعرون معهم بالأمان ويسألونهم. إذا كنت تريد النجاح، فأنت بحاجة إلى الاستثمار في رأس المال الاجتماعي الخاص بك، وهذا يعني الحفاظ على الروابط والاستعداد أيضًا للتواصل مع الأشخاص الذين بالكاد تعرفهم وطلب المساعدة.
لذا، لبناء رأس المال الاجتماعي الخاص بك، كل ما عليك فعله هو:
- فكر على نحو استراتيجي حول الشخص الذي ترغب في مقابلته بالضبط.
- اتصل بالأشخاص الذين تعرفهم أو “علاقاتك الضعيفة” – الأشخاص الذين تعرفهم والذين سيردون على مكالمتك أو بريدك الإلكتروني – والذين قد يكونون قادرين على المساعدة في طلبك المحدد للمساعدة.
- حافظ على شبكاتك الحالية من خلال التعامل معها بانتظام نسبيًا – من الواضح أنك لا تستطيع القيام بذلك مع الجميع، لذا كن انتقائيًا هنا!
- إنشاء نظام لتخزين التفاصيل الخاصة بكل شخص فيه – بما في ذلك الملاحظات حول كيفية مقابلتك لهم وبعض المعلومات الشخصية والمهنية.
- لا تخف أو تشعر بالخجل من طلب المساعدة من الأشخاص في شبكتك.
كيف ستقوم ببناء رأس المال الاجتماعي الخاص بك والحفاظ عليه والاستفادة منه على نحو استباقي واستراتيجي…؟
- تابعونا:
