من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة زيادات ملحوظة في أسعار ستة أنواع من السلع، أبرزها الملابس والتكنولوجيا، إذا ما شرعت الإدارة الجديدة برئاسة الرئيس المنتخب دونالد ترامب في تنفيذ خططها لفرض رسوم جمركية تصل إلى 60% على الواردات من الصين، وما بين 10% و20% على السلع القادمة من دول أخرى.
وبينما تستعد بعض الشركات لرفع الأسعار، يظل الغموض يحيط بآلية تطبيق التعريفات ومدى التزام ترامب بالنسبة المقترحة، وفقًا لتقرير ورد على CNBC الأمريكية.
وفقًا لتحليلات خبراء الاقتصاد والتجارة، هناك قائمة بالسلع التي قد تشهد زيادات ملحوظة في تكاليفها على المستهلكين الأميركيين في حال تنفيذ التعرفات الجمركية المقترحة، وتشمل ما يلي:
أسعار الملابس والأحذية
من المتوقع أن تشهد أسعار الملابس والأحذية ارتفاعًا كبيرًا إذا طبقت الإدارة الأميركية الجديدة الرسوم الجمركية المقترحة، وقد تصل الزيادة إلى 12.5% في الملابس و18.1% في الأحذية، إضافة إلى زيادات مماثلة في السلع المرتبطة بالسفر، مثل الحقائب.

وقد أعلن تجار التجزئة بالفعل استعدادهم لرفع الأسعار، وسط مخاوف من تأثير التعرفات الجمركية على السوق.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة Columbia Sportswear، تيم بويل، خلال مكالمة أرباح أكتوبر/، إنه “قلق للغاية بشأن فرض التعرفات، مضيفًا أن شركته عازمة على رفع الأسعار” في حالة تطبيق خطط ترامب، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.
الإلكترونيات.. ارتفاع حاد في تكاليف الأجهزة اليومية
تشمل التعرفات الجمركية المحتملة زيادة تصل إلى 45% في أسعار أجهزة الكمبيوتر المحمولة، و39% لأجهزة ألعاب الفيديو، و25.8% للهواتف الذكية، و 39% أجهزة ألعاب الفيديو، و 9% لأجهزة التلفزيون، وفقًا لتقرير صادر عن جمعية تكنولوجيا المستهلك في أكتوبر.
وتُعتبر الصين المورد الأساسي لمعظم هذه المنتجات، مما يجعل تحويل الإنتاج خارجها عملية مكلفة وطويلة الأمد.
صناعة السيارات.. عبء جديد على قطع الغيار والإنتاج
من المتوقع أن ترتفع أسعار قطع غيار السيارات المستوردة من الصين ودول أخرى، مما قد يؤدي إلى زيادات مباشرة يتحملها المستهلكون.
وقد حذرت كبرى شركات السيارات مثل Honda وFord من تأثيرات محتملة على الأسعار وخطط الإنتاج إذا تم تطبيق الرسوم.
وفي مكالمة مع المحللين عن الأرباح في ستبمبر الماضي، أوضح فيليب دانييل، الرئيس التنفيذي لشركة AutoZone، أن شركته ستضطر إلى تمرير تكاليف هذه التعرفات إلى المستهلكين.
من جانبه، أشار شينغي أوياما، نائب الرئيس التنفيذي لشركة Honda، إلى أن التعرفات ستؤثر بشكل كبير ليس فقط على هوندا، بل أيضًا على شركات أخرى مثل General Motors وFord، وقد تدفعها إلى التفكير في نقل الإنتاج إلى دول غير خاضعة للتعريفات، رغم أن ذلك سيستغرق وقتًا.
وفي هذا السياق، أوضحت الخبيرة الاقتصادية ماري لوفلي أن قطاع قطع غيار السيارات يعتمد بشكل كبير على الإنتاج الصيني، مما يجعل من المحتمل أن يشهد زيادات في الأسعار. ومع ذلك، أشارت إلى أن نقل الإنتاج إلى مواقع أخرى يمثل تحديًا كبيرًا، خاصة إذا كانت التعرفات شاملة وتتراوح بين 10% و20%، مما يجعل من الصعب العثور على بدائل إنتاج آمنة من تلك الرسوم.
الأثاث.. تكاليف إضافية قد تثقل كاهل الأسر ذات الدخل المنخفض
ووفقًا لتقديرات اتحاد التجزئة الوطني، قد ترتفع أسعار الأثاث بنسبة تصل إلى 6.4%، ويمثل ذلك تحديًا كبيرًا للأسر ذات الدخل المحدود، التي تنفق نسبًا أكبر من دخلها على الأثاث مقارنة بالأسر ذات الدخل المرتفع.
وأشار التقرير إلى أن سعر سرير الأطفال البالغ 200 دولار قد يزيد إلى 213 دولارًا، بينما قد يرتفع سعر المرتبة والسرير الزنبركي من 2000 دولار إلى 2128 دولارًا.
وفي السياق ذاته، أوضح هنريك إلم، المدير المالي لشركة Inter Ikea، أن الشركة تستعد لمواجهة رسوم جمركية أعلى خلال عهد ترامب. وأكد أن سلسلة التوريد الخاصة بالشركة أصبحت أكثر مرونة في التعامل مع التغييرات مقارنةً بالماضي، لكنها ليست بمنأى عن تأثير التعرفات الجمركية.
وقال إلم: “نحن مجهزون بشكل أفضل مما كنا عليه، لكننا لسنا محصنين بالكامل ضد التغييرات”.
الأجهزة المنزلية.. زيادات تصل إلى 19% في الأسعار
كشف اتحاد التجزئة الوطني الأميركي أن أسعار الأجهزة المنزلية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في عام 2019 عقب فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على الغسالات من قبل إدارة ترامب.
وأوضح التقرير أن المقترحات الجديدة لزيادة الرسوم الجمركية قد ترفع أسعار هذه المنتجات مرة أخرى بنسبة 19.4%، ما يؤدي إلى ارتفاع سعر الثلاجة البسيطة من 650 دولاراً إلى 776 دولاراً، بالإضافة إلى تأثير ذلك على المواقد وغسالات الصحون والخلاطات.
وفي هذا السياق، صرح جوناثان غولد بأن مدى شعور المستهلكين بعبء الرسوم يعتمد على خطط الشركات لتخفيف تأثيرها، مشيرًا إلى أن الشركات الكبرى قد تكون أكثر قدرة على التعامل مع هذه التحديات مقارنة بالشركات الصغيرة والمتوسطة، التي قد تضطر إلى تمرير التكاليف الإضافية مباشرة إلى المستهلكين بسبب محدودية مواردها.
المواد الغذائية.. أسعار البقالة قد تشهد ارتفاعات غير متوقعة
تعهد الرئيس دونالد ترامب بخفض أسعار المواد الغذائية للأميركيين عبر تعزيز الإنتاج المحلي وتقييد واردات المواد الغذائية، وفقاً لتصريحات أدلى بها في سبتمبر الماضي. غير أن خططه لفرض تعريفات جمركية على الواردات قد تؤدي في الواقع إلى زيادة أسعار البقالة.

وأشار تقرير صادر عن مؤسسة “ThirdWay” إلى تأثير محتمل لرسوم ترامب على أسعار ثماني مواد غذائية شائعة تعتمد الولايات المتحدة على استيرادها. وبناءً على بيانات لجنة التجارة الدولية، توقع التقرير ارتفاع أسعار القهوة بمقدار 0.23 دولاراً، وأسعار لحوم البقر المجمدة بمقدار 1.09 دولاراً، وزيادة في تكلفة زيت الزيتون تصل إلى 0.31 دولاراً.