من الواضح أن صعود شركة “بي واي دي” الصينية، لصناعة السيارات الكهربائية يمثل تحديا لشركة “تسلا” الأمريكية وتقييمها.
وأصبحت شركة “بي واي دي” الصينية “BYD”، و شركة تسلا “Tesla”، متقاربتان للغاية، بينما يتم تقييمها بشكل مختلف تماما، بحسب وول ستريت غورنال.
قواسم مشتركة بين “تسلا” و”بي واي دي”
هناك الكثير من القواسم المشتركة هذه الأيام بين شركة “بي واي دي” الصينية (BYD)، و شركة تسلا “Tesla”، أكبر شركتين مصنعتين للسيارات الكهربائية في العالم، باستثناء القيمة السوقية، حيث يبلغ حجم الشركة الأمريكية، 7 أضعاف حجمها تقريبًا.
ويتطلب الأمر الكثير من الثقة في تعهد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” بالاستقلالية لترشيد الفارق.
ويوم الأربعاء، انخفضت أسهم “BYD” المدرجة في هونغ كونغ بنسبة 6٪ بعد نشر الشركة تقريرها السنوي، مما يمنحها قيمة سوقية تعادل حوالي 86 مليار دولار، أو 15 ضعف أرباحها الآجلة.
وكانت شركة “بي واي دي” الصينية، قد أصدرت تقديرات أولية للمبيعات والأرباح في شهر يناير الماضي، لذلك لم تكن هناك مفاجآت رئيسية كبيرة، لكن الأرقام النهائية كانت أقل قليلاً مما توقعه المحللون.
ويؤدي ذلك إلى تعزيز المخاوف من أن حرب أسعار السيارات الكهربائية في الصين تستنزف إمكانات الشركة الرائدة في السوق في نمو الأرباح، حيث تعادل الهوامش المنخفضة المكاسب الناتجة عن شحن المزيد من المركبات.
“لا يزال سوق السيارات الصيني ترويجيًا للغاية، حيث كانت هناك تخفيضات في الأسعار على 25 طرازاً في فبراير، و23 طرازاً آخر في مارس”، وفقاً لما جاء في تدوينة حديثة كتبها كوي دونغشو، الأمين العام لجمعية سيارات الركاب الصينية.
مبيعات شركة “تسلا” في الصين
على الجانب الآخر، شركة “تسلا”، التي تبلغ قيمتها السوقية 566 مليار دولار أو 62 ضعف أرباحها الآجلة، معرضة للخطر أيضًا. وشكلت الصين 22% من إيرادات “تسلا العام الماضي، ما دفعها لتخفيض أسعارها في أوائل يناير الماضي، وقدمت منذ ذلك الحين تخفيضات على التأمين والتمويل.
ومع ذلك، فإن مبيعات شركة “تسلا” في الصين هذا العام تتجه نحو الانخفاض على أساس سنوي، في حين ارتفعت المخزونات. وخفضت “تسلا” الإنتاج في مصنعها في شنغهاي في وقت سابق من هذا الشهر، وفقا لبلومبرغ.
توقعات مبيعات “BYD” الصينية
وشركة “BYD”، التي تصدرت عناوين الأخبار من خلال تجاوز شركة “Tesla” من حيث إجمالي عمليات تسليم السيارات الكهربائية في الربع الأخير، بدأت الآن في اللحاق بالركب ماليًا.
ويتوقع المحللون، أن تعلن الشركتان عن إيرادات تبلغ حوالي 109 مليارات دولار لهذا العام.
والفرق هو أن الشركة الصينية تبيع المزيد من المركبات، بما في ذلك السيارات الهجينة، بأسعار أقل، وهو ما يؤدي إلى انخفاض الهوامش والأرباح في BYD، لكن احتمالات نموها ربما تكون أقوى مع انتشار التحول إلى المركبات الكهربائية إلى ما هو أبعد من مكافآت “تسلا” السعرية.
وتأمل الشركة الصينية في تعويض تأثير تخفيضات الأسعار على الربحية من خلال بيع المزيد من السيارات الفاخرة في سوقها المحلية، ومن المحتمل أن تستحوذ على حصة من شركة تسلا وكذلك الشركات الألمانية العملاقة في مجال محرك الاحتراق الداخلي، وكذلك من خلال التوسع في الخارج.
على العكس من ذلك، فإن أمل تسلا الكبير في النمو هو “النموذج 2” الأقل تكلفة، والذي من المرجح أن يخفف هوامشها بعد طرحه، والمتوقع حاليًا أن يكون في العام المقبل.
لماذا القيمة السوقية لشركة “تسلا” مرتفعة نسبيا؟
وبالنظر إلى أن الشركات متشابهة من حيث الحجم، مع موازنة ربحية BYD المنخفضة بآفاق نمو أفضل، فلماذا تكون القيمة السوقية لشركة Tesla على مستوى مختلف تمامًا؟
التفسير الوحيد الممكن هو الأمل في أن تسلا، بعد سنوات من عدم الالتزام بالمواعيد النهائية، قد تتمكن أخيرًا من فك شفرة القيادة الذاتية للمركبة.
وتضمنت إرشادات الشركة منذ فترة طويلة سطرًا حول أن أرباح الأجهزة “مصحوبة بتسارع الذكاء الاصطناعي والبرمجيات والأرباح القائمة على الأسطول”، كما جاء في الإصدار الأخير.
وهذا هو نوع الأعمال ذات الهامش المرتفع ورأس المال الخفيف الذي قد يبرر تقييم التكنولوجيا الكبيرة، إذا ظهرت على الإطلاق، وإذا دفع المستهلكون ثمنها.
القيادة الذكية الذاتية
يحظى برنامج “القيادة الذاتية الكاملة” من شركة تسلا، والذي يمكنه قيادة سياراتها الكهربائية في معظم المواقف، ولكنه يتطلب إشرافًا بشريًا مستمرًا، باهتمام أكبر منذ أن بدأت الشركة في طرح “الإصدار 12” أواخر العام الماضي.
ويعتمد هذا بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي، مقارنة بالإصدار 11 الأكثر اعتمادًا على البرمجة، مما قد يؤدي إلى تسريع وتيرة التطوير.
ماسك يقرر وقت حصد النتائج
ويبدو أن ” ماسك ” قد قرر أن الوقت قد حان لحشد الأعمال، فقد قال بين عشية وضحاها على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به “X”، إن جميع سيارات Tesla الأمريكية القادرة على تقديم FSD ستحصل على نسخة تجريبية مجانية مدتها شهر واحد. وتتقاضى Tesla إما رسومًا لمرة واحدة قدرها 12000 دولار أو 199 دولارًا شهريًا مقابل FSD.
ورفعت الأخبار السهم بنسبة 3٪ تقريبًا يوم الثلاثاء، على الرغم من أنه لا يزال منخفضًا بنسبة 28٪ هذا العام مع توقف مبيعات الشركة.
ويرتبط جزء كبير من وعود FSD بنمو شركة Tesla، فكلما زاد عدد المركبات التي تبيعها، زاد عدد العملاء الذين يتعين عليهم بيع اشتراكات FSD لهم.
وتتحسن تكنولوجيا القيادة الآلية تدريجيا، ولكن لا يزال من غير المؤكد إلى حد كبير ما إذا كانت قادرة على توليد أي شيء مثل القيمة التي يتوقعها المستثمرون لشركة تسلا.
ويعد الاشتراك بمبلغ 199 دولارًا شهريًا مكلفًا بالنسبة لمنتج لا يزال يتطلب من السائقين إبقاء أعينهم على الطريق، خاصة وأن المورد الصناعي Mobileye بدأ في دمج تكنولوجيا مماثلة في علامات تجارية متميزة أخرى مثل Porsche ، وPolestar.
وأطلقت شركة BYD نفسها استراتيجية جديدة لبرمجيات المركبات في شهر يناير الماضي، لكنها لا تزال تحظى بالتقدير كشركة مصنعة للسيارات.
ويشكل صعودها، والتقييم المتواضع نسبيا المرتبط بها، تحديا ليس فقط لشركة تسلا، ولكن أيضا للمستثمرين الذين ما زالوا يعتقدون أن شركة صناعة السيارات التي يملكها ماسك تستحق مكانا بين العظماء السبعة.
- تابعونا:
