في ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا والعصر الرقمي، تواجه العديد من القطاعات التقليدية تحديات كبيرة، ومن بينها متاجر الأفلام وتأجيرها.
فقد ظهرت منصات البث المباشر وخدمات الفيديو عند الطلب (VOD) كبدائل قوية لهذه المتاجر، مما أدى إلى انخفاض كبير في عدد العملاء والإيرادات.
يُعدّ “فيديو إكسكلوسيف” في ديربورن هايتس، ميشيجان، أحد آخر المتاجر الباقية من عصر تأجير الأفلام، حيث يقف صامدًا في وجه التغيرات الهائلة التي شهدتها صناعة الترفيه خلال العقود الماضية.
فمنذ منتصف التسعينيات، امتلك كونجا وأدار “فيديو إكسكلوسيف”، وكان متجره مليئًا بأحدث إصدارات الأفلام على أشرطة VHS، مثل “Twister” و “Independence Day” و “Apollo 13″، كانت الأفلام الجديدة تصل كل يوم جمعة، وتختفي بسرعة من على الرفوف مع استئجارها.
لكن مع ازدهار خدمات البث عبر الإنترنت، مثل Netflix و Hulu و Amazon Prime Video، انخفضت أعمال كونجا بشكل كبير. فلم يعد لدى الناس حاجة إلى مغادرة منازلهم لاستئجار الأفلام، حيث يمكنهم الوصول إلى مكتبة واسعة من المحتوى بنقرة زر واحدة.
في عام 2021، أغلقت متاجر “Family Video” في ميشيجان، مدفوعة بجائحة COVID-19، مما جعل “Video Exclusive” واحدة من آخر الناجين.
يُعدّ الدخول إلى “Video Exclusive” بمثابة العودة في الزمن، حيث تصطفّ أرفف المتجر بالأفلام التي يمكن للزبائن تصفحها واستئجارها.
ومع ذلك، فإن أيام ازدهار متاجر تأجير الأفلام قد ولت. فقد ازدهر سوق تأجير الأفلام مع ظهور أجهزة VCR في الثمانينيات. بحلول عام 1988، بلغت قيمتها 6 مليارات دولار، مع وجود 25 ألف متجر في الولايات المتحدة.
ولكن مع ظهور خدمات البث، لم يعد لدى الناس حاجة إلى متاجر تأجير الأفلام. ونتيجة لذلك، أغلقت المتاجر أبوابها بشكل جماعي.
والجدير بالذكر أن تُشير بيانات رابطة تجار التجزئة لأسطوانات الفيديو والوسائط الإعلامية إلى انهيار كبير في قطاع تأجير أفلام الفيديو في ألمانيا، مع تراجع عدد الزبائن والأفلام المُؤجرة بأكثر من النصف خلال السنوات الثلاث الماضية.
فقد انخفض عدد الزبائن من 4.8 مليون عام 2015 إلى 2.6 مليون عام 2017، بينما تراجع عدد الأفلام المؤجرة من 68 مليونًا إلى 31 مليونًا خلال نفس الفترة.
ولم تتمكن محاولات رفع أسعار التأجير من تعويض تراجع النشاط، حيث سجلت متاجر تأجير أسطوانات الفيديو في ألمانيا عام 2015 إيرادات بلغت 165 مليون يورو (187 مليون دولار)، بينما انخفضت الإيرادات إلى 84 مليون يورو عام 2017.
كما أدى هذا التراجع إلى إغلاق العديد من المتاجر، حيث تقلص عددها من نحو 900 متجر عام 2016 إلى نحو 600 متجر عام 2017، أي أن متجرا واحدا من بين كل ثلاثة أغلق أبوابه خلال عام واحد.