قد يغيّر العديد من الأشخاص قطاع عملهم بحثًا عن راتب أعلى أو فرص تقدم وظيفي أفضل.
ووفقًا لاستبيان بيت.كوم حول “تغيير مجال العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” (ديسمبر 2018)، قال أكثر من أربعة من كل خمسة (83٪) مهنيين في المنطقة بأنهم قد سبق أن فكّروا بتغيير مجال عملهم، حيث أشار حوالي ثلثي المجيبين (64,2٪) بأنه من السهل جدًا تغيير مجال العمل في منطقة الشرق الأوسط.
ومما لا شك فيه أن تغيير قطاع العمل يعتبر خطوة مهمة وصعبة نوعًا ما، إلا أن التخطيط المناسب لها يُمكِّن الباحث عن عمل من بناء مستقبل يتوافق مع أهدافه الشخصية والمادية. ولحسن الحظ، يحمل هذا العام في طياته توقعات إيجابية في المملكة العربية السعودية، فبحسب مؤشر فرص عمل الشرق الأوسط الذي أطلقه بيت.كوم في شهر سبتمبر 2018، قال 86٪ من أصحاب العمل في السعودية بأنهم يخططون لتعيين موظفين جدد في غضون عام.
وكي يتمكّن الباحث عن عمل من اتخاذ قرارات محكمة ومناسبة، يتعين عليه التفكير في بعض الأسئلة أهمها: ما هي قطاعات العمل الأكثر جذبًا للباحثين عن عمل في المملكة؟ وما هي القطاعات التي تقدم أفضل الرواتب والمزايا، وتلك التي تقدم أفضل الفرص للنمو الوظيفي والتدريب والتطوير؟
قام بيت.كوم بإجراء استبيان تحت عنوان “أفضل قطاعات العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، لمساعدة الباحثين عن عمل في الإجابة عن الأسئلة أعلاه، حيث برزت الأسباب المادية التي تتمثل في الحصول على راتب أفضل كأهم العوامل التي تدفع المهنيين في السعودية لتغيير قطاع عملهم (بحسب 61٪ من المجيبين)، بينما تمثلت الأسباب الأخرى في الحصول على فرصة نمو وظيفي أفضل (بنسبة 39٪)، والأمن الوظيفي (بنسبة 35٪)، وتوازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية (بنسبة 26٪).
القطاعات التي تقدم أعلى الرواتب في المملكة
لا شك بأن الراتب هو من أهم العناصر أهمية للباحثين عن عمل في السعودية، فبالنسبة للعديد من الأشخاص، يعد الراتب الحافز الرئيسي للعمل كونه يعد المصدر الأساسي الذي يساعدهم على تلبية احتياجاتهم. فإن كنت تسعى لتغيير قطاع عملك في المملكة بهدف الحصول على راتب أعلى، قد تناسبك قطاعات الخدمات المصرفية/المالية/المحاسبة (21٪)، والحكومة/الخدمات المدنية (17٪)، والطيران (15٪)، والرعاية الصحية/الخدمات الطبية (11٪)، فقد برزت هذه القطاعات ضمن قائمة القطاعات التي تقدم أفضل الرواتب.
القطاعات التي تقدم أفضل فرص التقدم والأمن الوظيفي
من المثير للانتباه أن العديد من المهنيين أصبحوا يأخذون بعين الاعتبار عوامل أخرى تتعدى الراتب عند تغيير قطاع عملهم، أبرزها صعود السلم الوظيفي، والأمن الوظيفي، وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء. وقد برز قطاع الخدمات المصرفية/المالية/المحاسبة ضمن أفضل القطاعات في السعودية من ناحية تقديم فرص نمو وظيفي متميزة (بحسب 21٪ من المجيبين). أما بالنسبة للقطاعات التي تتمتع بأقصى درجات من الأمن الوظيفي في المملكة، فقد شملت: القطاع الحكومي/الخدمات المدنية (33٪)، والجيش/الدفاع/الشرطة (23٪)، والخدمات المصرفية/المالية/المحاسبة (16٪).
من ناحية أخرى، برز القطاع الحكومي/الخدمات المدنية (32٪)، والتعليم/الأكاديمية (19٪)، والخدمات المصرفية/المالية/المحاسبة (17٪) ضمن قائمة القطاعات التي تتيح للمهنيين تحقيق التوازن بين حياتهم المهنية والشخصية.
القطاعات الأكثر جاذبية للكفاءات المحلية والخريجين الجدد
تطرّقت الدراسة إلى أبرز القطاعات جذبًا للكفاءات المحلية في السعودية، حيث برز قطاع الحكومة/الخدمات المدنية (21٪)، والخدمات المصرفية/المالية/المحاسبة (20٪)، ضمن أكثر القطاعات جذبًا لهم، أما بالنسبة لقائمة القطاعات الأكثر توظيفًا للخريجين الجدد، فقد تصدرها قطاع الجيش/الدفاع/الشرطة (22٪).
القطاعات الأكثر إجهادًا
يُعتبر الإجهاد عامل طارد للعديد من المهنيين، خاصةً أولئك الذين يتمتعون بقدرات جسدية محدودة، فمن المعروف بأن هذا العامل يساهم في زيادة مستويات توتر وقلق المهنيين، مما يؤثر سلبًا على أدائهم في العمل. وبرز قطاع التطوير العقاري/البناء ضمن قطاعات العمل الأكثر اجهادًا في السعودية بنسبة 18٪.
ومن العوامل الهامة في تحديد نسبة إجهاد القطاعات هي ساعات العمل الطويلة، فالقطاعات التي تتطلب العمل لساعات طويلة لا تزيد من مستويات توتر المهنيين فحسب، بل تمنعهم أيضًا من قضاء الوقت مع عائلتهم وأصدقائهم، وقد برزت قطاعات الرعاية الصحية/الخدمات الطبية (19٪)، والتجارة/البيع بالتجزئة (18٪) ضمن قائمة القطاعات التي تتطلب ساعات عمل طويلة.