شهدت أسعار صرف الدولار ارتفاعا طفيفا اليوم الخميس، مدفوعا بارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، في حين واجه المستثمرون تحديات في تقييم تأثيرات الحرب التجارية المتزايدة على التضخم الاقتصادي والنمو في الولايات المتحدة، مما أدى إلى تقلبات في سوق العملات الأجنبية.
تهديدات ترامب التجارية
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على سلع الاتحاد الأوروبي، إذا ما استمر الاتحاد الأوروبي في خططه لفرض رسوم جمركية مضادة في الشهر المقبل.

وأكد ترامب على أن الولايات المتحدة سترد بشكل متشابه على أي رسوم جمركية تفرضها الدول الأخرى، قائلاً “مهما كان الثمن الذي يتقاضونه منا، فإننا نتقاضاه منهم”.
كندا ترد على الرسوم
وأعلنت كندا، أحد أكبر موردي الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، عن فرض رسوم جمركية على المنتجات الأمريكية بقيمة 20 مليار دولار، واستجابت بعض الدول الأوروبية بفرض رسوم جمركية على الصادرات الأمريكية بقيمة 28 مليار دولار.
قلق من ركود اقتصادي
هذه التوترات التجارية تؤثر على الأسواق العالمية، حيث يشعر المستثمرون والشركات بالقلق من احتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة. ويحذر الخبراء من أن استمرار سياسات ترامب التجارية الحمائية قد يؤدي إلى أضرار دائمة للوضع الاقتصادي للبلاد وثقة المستثمرين.
أثارت التوترات التجارية المتزايدة والمخاوف من ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة تقلبات حادة في الأسواق العالمية، مما أدى إلى اهتزاز سوق الصرف الأجنبي. في هذا السياق، شهد الدولار الأمريكي صعودا طفيفا، حيث يبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة في مواجهة عدم اليقين الاقتصادي.
ومع ذلك، يظل المستثمرون متأرجحين بين الارتياح والقلق إزاء التغييرات المفاجئة في سياسة الرئيس ترامب.

صعود الدولار مقابل الين
شهد الدولار الأمريكي صعودا بنسبة 0.05% مقابل الين الياباني، ليصل إلى 148.31، بعد أن انخفض إلى أدنى مستوى له في 5 أشهر مقابل العملة اليابانية في وقت سابق من الأسبوع. هذا الارتفاع جاء نتيجة لمحاولات الدولار التعافي من الخسائر التي تكبدها، حيث أثارت المخاوف من تباطؤ اقتصادي في الولايات المتحدة إقبالا على الين كملاذ آمن.
أظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة أمس الأربعاء أن التضخم الأمريكي قد ارتفع بأقل من المتوقع في فبراير. ومع ذلك، يُعتقد أن هذا التحسن قد يكون مؤقتا فقط، حيث أن البيانات لم تأخذ في الاعتبار بشكل كامل تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
صعوبة التنبؤ بتوجهات ترامب
أشار جيمس رايلي، كبير اقتصاديي الأسواق في كابيتال إيكونوميكس، إلى أن التقرير حول التضخم الأمريكي لم يُقدم رؤى جديدة حول توقعات التضخم المستقبلي وحالة النشاط الاقتصادي الأمريكي.
يعتقد رايلي أن عدم اليقين حول السياسة التجارية الأمريكية يُعد العامل الرئيسي في تحديد مسار الأسواق، حيث يصعب التنبؤ بالتحركات المقبلة للرئيس ترامب في مجال السياسة التجارية.
عوائد سندات الخزانة الأمريكية
ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، خاصة سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، حيث استقر العائد عند 4.3047%، مقتربا من أعلى مستوى له في الأسبوع. وجاء الارتفاع نتيجة لرهانات المتداولين على ارتفاع معدلات التضخم في المستقبل، مما دفعهم لزيادة الطلب على السندات الحكومية الأمريكية.
وظل عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين مستقرا عند 3.9866%، دون أي تغيير يُذكر، مما يشير إلى استقرار في توقعات السوق حول التضخم والسياسة النقدية في الأجل القصير.

ارتفاع مؤشر الدولار
حافظ الدولار الأمريكي على دعمه، مما دفع اليورو بعيدا عن أعلى مستوى له في خمسة أشهر، الذي سجل 1.0890 دولار أمريكي يوم الثلاثاء. في الوقت نفسه، ارتفع الجنيه الاسترليني بنسبة 0.06% إلى 1.2968 دولار، بينما صعد مؤشر الدولار إلى 103.57 بعد أن سجل أدنى مستوى له في خمسة أشهر يوم الثلاثاء.
كابوس الرسوم
تؤكد كارول كونغ، خبيرة استراتيجيات العملات في بنك الكومنولث الأسترالي، أن الرسوم الجمركية تؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي، حيث تشكل ضغوطا تضخمية تعد كابوسا للبنوك المركزية. ومع ذلك، تلاحظ كونغ أن محافظي البنوك المركزية يتحلون بالحذر ويحافظون على انفتاحهم على المستقبل.
تضيف كونغ أن البنوك المركزية تتمتع بقدرة على خفض أسعار الفائدة لتعويض التأثير السلبي على النمو الاقتصادي، إلا أن مخاوف التضخم قد تقيد من قدرتهم على اتخاذ إجراءات سياسية نقدية في المستقبل.