وفاة إيفان بوسكي.. أسطورة “وول ستريت”

توفي إيفان بوسكي، رجل المال صاحب شعار “الجشع أمر جيد” قبل دخوله السجن في واحدة من أكبر فضائح التداول الداخلي في “وول ستريت“، في الثمانينات، عن عمر يناهز 87 عاما، وفق ما أعلنت صحيفة نيويورك تايمز، الاثنين.

وكان إيفان بوسكي، الذي ألهم جزئياً شخصية غوردون جيكو، في فيلم وول ستريت عام 1987، يعتبر عبقرياً في مجال المراجحة بالمخاطر ــ أعمال المضاربة في عمليات الاستحواذ على الأسهم ــ وقدرت ثروته بنحو 280 مليون دولار.

إيفان بوسكي.. أسطورة صفقات الاندماج

وقال إيفان بوسكي، في خطاب ألقاه في كلية إدارة الأعمال بجامعة كاليفورنيا، في بيركلي عام 1986: “أعتقد أن الجشع أمر صحي”، “يمكنك أن تكون جشعًا ولا تزال تشعر بالرضا عن نفسك”.

وبعد بضعة أشهر فقط، تم توجيه الاتهام إلى الرجل المعروف في وول ستريت باسم “إيفان الرهيب” بتهم من شأنها أن ترسله إلى شبه الإفلاس والسجن.

أصبح إيفان بوسكي، أسطورة من خلال تخصيص مبالغ ضخمة لصفقات اندماج محتملة، محاولاً الاستفادة من المكاسب الصغيرة ولكن المتوقعة التي تعقب شائعات الاستحواذ.

في كثير من الأحيان، كانت الأخبار التي تفيد بأن إيفان بوسكي، يستثمر في شركة ما كافية لحث المضاربين الآخرين على دخول السوق، مما أدى إلى ارتفاع محقق في سعر السهم.

التحايل في شراء الأسهم قبل صفقات الاستحواذ

طوال الوقت، أصر بوسكي على أنه لم يشتر الأسهم، إلا بعد الإعلان عن عروض الاستحواذ الرسمية، لكن هيئة الأوراق المالية والبورصة، أثبتت أنه حصل على نصائح من المصرفيين الاستثماريين حول الصفقات قيد التنفيذ واستخدمها بشكل غير قانوني قبل نشرها للجمهور.

وقد حصل على التساهل من خلال التعاون في التحقيق الذي تجريه الحكومة بشأن حلقات التداول الداخلي، وبحسب ما ورد قام بتسجيل المحادثات مع جهات اتصاله التجارية.

حكم مخفف لبوسكي بالسجن

وقال ليون سيلفرمان، محامي إيفان بوسكي، في جلسة النطق بالحكم على موكله:” لقد أصبح مجذومًا في المجتمع المالي”.

وشهد بوسكي ضد مايكل ميلكن، ملك السندات غير المرغوب فيها الذي كان صعوده وسقوطه المذهلين بمثابة تجسيد لهذه الحقبة.

وتلقى بوسكي حكماً مخففاً نسبياً بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف، وغرامة قدرها 100 مليون دولار، ومنعه من تداول الأوراق المالية مدى الحياة.

النشأة والعائلة والتعليم والعمل بوول ستريت

ولد إيفان فريدريك بوسكي في 6 مارس 1937، ونشأ في ديترويت، حيث كان والديه يمتلكان مطاعم.

وقال لاحقًا إنه عندما كان في الثالثة عشرة من عمره اشترى شاحنة وقادها دون ترخيص إلى حدائق المدينة، حيث كان يبيع الآيس كريم.

وحصل إيفان بوسكي، على شهادة من كلية الحقوق في ديترويت، وعمل كاتبًا قانونيًا لدى قاضي محكمة محلية أمريكية قبل الانضمام إلى شركة المحاسبة Touche Ross.

وانتقل بوسكي، إلى وول ستريت في عام 1966، وانضم إلى إل إف روتشيلد كمحلل للأوراق المالية.

وفي عام 1975، وبتمويل قدره 700 ألف دولار من عائلة زوجته، أسس شركته الخاصة المتخصصة في المراجحة بين المخاطر.

بحلول عام 1981، كانت لدى شركة إيفان إف بوسكي أصول تزيد على 500 مليون دولار.

ومن المعروف أن Boesky، حقق أرباحًا تزيد عن 150 مليون دولار من عمليات الترشح لشبكات CBS وGulf Oil وConoco.

بوسكي.. مدمن عمل ومال

ووصف بوسكي، نفسه بأنه “مهووس بالمال”، وقال إن عمله كان “مرضًا أعاني منه ولا حول لي ولا قوة في مواجهته”.

وقال عن عمله الذي يستغرق 20 ساعة يوميا: “الآلة لا تحب أن تتوقف.. أنا لا أعرف كيف لا أعمل.. لا أعرف كيف أرتاح”.

سواء في الحفلات أو تحت جلسات علاج طبيب الأسنان، كان بوسكي طويل القامة، ومصمم بدقة لا يتحدث إلا عن العمل.

في مجموعة مكاتبه الواسعة المصنوعة من الرخام الأبيض في الجادة الخامسة في مانهاتن، كان يضغط على أزرار وحدة هاتف مكونة من 300 خط ويدرس أرقام سوق الأوراق المالية على مجموعة من شاشات الفيديو.

وقف طبع كتابه Merger Mania

في عام 1985، أسس نفسه كعميد لأعمال المراجحة من خلال تأليف كتاب بعنوان Merger Mania.

ولكن بعد مرور عام، عندما اعترف بأنه مذنب في التداول من الداخل، انهارت سمعته وأوقف الناشر طبع كتابه، Merger Mania.

وقضى حوالي عامين في سجن “النادي الريفي” في لومبوك، كاليفورنيا، الذي يضم ملاعب تنس، وملعب جولف، وصالة ألعاب رياضية، وغرفة بلياردو. ولكن بدلاً من جني الملايين، كان يكسب 3 دولارات يومياً مقابل عمل مثل النجارة.

بعد أن غادر السجن في عام 1990، ظل بوسكي بعيدًا عن الأنظار. وبحسب ما ورد التحق بالدراسات الحاخامية، وشارك في مشاريع لمساعدة المشردين.

كان يعيش في منزل فخم يطل على المحيط الهادئ في لا جولا، كاليفورنيا، وقد حصل عليه في تسوية طلاق من زوجته السابقة سيما، ابنة أحد أقطاب العقارات.