فيما وصلت إمدادات الغاز الطبيعي الروسية إلى الصين إلى مستوى تاريخي جديد وسط ارتفاع الطلب، تسعى روسيا وتركيا إلى مدّ المزيد من خطوط أنابيب الغاز الطبيعي البحرية عبر البحر الأسود مع وصول تدفق الغاز الطبيعي إلى أوروبا من روسيا عبر تركيا إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
وتبلغ قدرة خط أنابيب ترك ستريم TurkStream (السيل التركي) 31.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، نصفها تقريبًا يبقى في تركيا، ويستمر شحن الباقي إلى البلقان وأوروبا الوسطى. صربيا والمجر هما المستهلكان الأوروبيان الرئيسيان. ووفقًا لـ ستاندرد أند بورز غلوبال S&P Global، ارتفعت الإمدادات عبر إلى جنوب شرق أوروبا بقوة في يوليو، لتصل إلى مستوى شهري قياسي.
وتستفيد تركيا من لعبها مركزًا إقليميًا رئيسيًا للوقود وكنقطة نقل حاسمة للطاقة إلى أوروبا. يسمح هذا الترتيب لروسيا بمواصلة الصادرات (المنخفضة كثيرًا) إلى أوروبا ويزود تركيا برسوم النقل والنفط والغاز الرخيصين للاستخدام المحلي.
ومن الجدير بالذكر أن مشروع “ترك ستريم” جاء بعد أن أوقفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فعليًا خط أنابيب “ساوث ستريم” بين روسيا وبلغاريا في عام 2014. وكان المشروع سينقل الغاز الروسي تحت البحر الأسود، ليصل إلى اليابسة في بلغاريا ثم يمر عبر صربيا والمجر إلى النمسا. وبدلاً من ذلك، ركزت روسيا على تركيا وافتتحت خط الأنابيب التركي في بداية عام 2020 على الرغم من العقوبات الأمريكية على الشركات المشاركة في بناء خط الأنابيب.
تعمل اليونان ودول البلقان التي تتلقى الغاز حاليًا عبر ترك ستريم على زيادة قدرتها على استيراد الغاز الطبيعي المسال. على سبيل المثال، أبرمت أكبر مرافق الغاز في اليونان مؤخرًا صفقة مع شركة توتال إنيرجي لتسليم الغاز الطبيعي المسال في حالة كبح أو توقف تدفقات الغاز من تورك ستريم. وحصلت اليونان على واردات قياسية من الغاز الطبيعي المسال في عام 2022، مما سمح لها بتصدير المزيد من الغاز شمالًا إلى جنوب شرق أوروبا.
- تابعونا:
