قادت السعودية، والإمارات، طفرة صفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي زادت قيمتها بنسبة 7% لتصل إلى 71 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.
ووفقاً لتقرير شركة “إرنست ويونغ”(EY)، عن صفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للأشهر التسعة الأولى من عام 2024، شهدت المنطقة، إجمالي 522 صفقة خلال هذه الفترة، مع ارتفاع عدد الصفقات بنسبة 9% على أساس سنوي.
وكان نمو قيمة الصفقات في المنطقة، مدفوعا إلى حد كبير بارتفاع المعاملات عبر الحدود، والاستثمارات الكبيرة من صناديق الثروة السيادية، مثل جهاز أبوظبي للاستثمار، وشركة “مبادلة“، في الإمارات العربية المتحدة، وصندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، بحسب التقرير.
الإمارات والسعودية تقودان صفقات الاندماج والاستحواذ
وجاءت الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، في مقدمة الوجهات الاستثمارية، حيث استحوذت الدولتين، على 52% من إجمالي عدد صفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة، و81% من قيمة الصفقات، وذلك من خلال 239 صفقة بقيمة 24.5 مليار دولار.
ويواصل كلا البلدين، الاستفادة من بيئات الأعمال المواتية، والسياسات الاقتصادية الاستراتيجية.
ولعبت صناديق الثروة السيادية، دورا رئيسيا في دفع الصفقات في المنطقة، ودعم الاستراتيجيات الاقتصادية الوطنية.
وكانت هذه الصناديق نشطة بشكل خاص في القطاعات المتوافقة مع خطط التنويع طويلة الأجل، مثل التكنولوجيا، والطاقة، والبنية التحتية.
صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية وعبر الحدود
وكشف التقرير، أن صفقات الاندماج والاستحواذ، عبر الحدود هيمنت، حيث مثلت 52% من العدد الإجمالي للصفقات، و73% من قيمة الصفقات.
ومع ذلك، شهد نشاط الاندماج والاستحواذ المحلي أيضا زيادة ملحوظة، حيث ارتفع بنسبة 44% على أساس سنوي، إلى 19.3 مليار دولار، مدفوعا بقيام الكيانات المرتبطة بالحكومة بعمليات استحواذ كبيرة في قطاعات النفط والغاز، والمعادن، والتعدين، والكيماويات.
القطاعات الأكثر جاذبية
وبرز قطاعات التأمين، والنفط والغاز، باعتبارها القطاعات الأكثر جاذبية، إذ استحوذت على 34% من إجمالي قيمة الصفقات.
وتصدر قطاعا التكنولوجيا، والمنتجات الاستهلاكية، صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية من حيث الحجم، حيث بلغت 78 صفقة تمثل 31% من النشاط.
أكبر صفقة محلية في المنطقة
وسجلت المملكة العربية السعودية، أكبر صفقة محلية في المنطقة، مع استحواذ شركة الطاقة العملاقة أرامكو، مقابل 8.9 مليار دولار، على حصة 22.5% في شركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات، من شركة سوميتومو كيميكال.
الصين وأمريكا تستحوذان على 70% من قيمة الصفقات الخارجية
وظلت الولايات المتحدة، الهدف الأول للمستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع 32 صفقة بقيمة 18.3 مليار دولار.
وساعد مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي، في تسهيل هذه الشراكات، مع شركات أمريكية بارزة تتعاون مع القطاعين العام، والخاص في الإمارات العربية المتحدة، في مبادرات مختلفة.
وكانت عمليات الاندماج والاستحواذ الخارجية أكبر مساهم في قيمة الصفقات، حيث بلغت 147 صفقة بقيمة إجمالية 41.4 مليار دولار، بقيادة شركات التأمين والاستثمارات العقارية.
وتمثل الولايات المتحدة، والصين، 70% من قيمة الصفقات الخارجية.
نمو الصفقات القادمة للمنطقة
وشهدت الصفقات الواردة أيضا نموا، حيث ارتفعت بنسبة 20% في العدد، و47% في القيمة لتصل إلى 10.4 مليار دولار.
وكانت الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، المساهمين الرئيسيين، حيث قادتا النشاط في مجال التكنولوجيا، والخدمات المهنية.