مسكن الماعز والأغنام.. قصة أخطر مطار في العالم

يجذب جبل إيفرست (أعلى قمة في العالم) الآلاف من متسلقي الجبال ومحبي سياحة المغامرات وبعض المهووسين والباحثين عن الشهرة.

الوصول إلى هذه المنطقة لن يكون إلا من خلال أخطر مطار بالعالم والمعروف باسم “لوكلا”، ويعرف أيضا باسم مطار تينزينج هيلاري.

ويقال إن اسم لوكلا يعني مسكن الماعز والأغنام على الرغم من ندرة مثل هذه المخلوقات في القرية التي تحمل اسم “لوكلا”.

يحلم العديد من الطيارين المحبين للمغامرة بقيادة طائرة إلى هذا المطار، بينما يشعر العديد من الركاب بالقلق والخوف أثناء الرحلات الجوية إلى هذا المطار نظرا للخطورة المحيطة بالرحلة وتحديدا أثناء الإقلاع والهبوط.

هناك بعض الحقائق المثيرة المرتبطة بأخطر مطار في العالم، والذي يكتنفه الكثير من الغموض.

ما هي مدة بناء المطار؟

عندما تسلق السير إدموند هيلاري جبل إيفرست، سافر من جيري إلى لوكلا ثم تسلق الجبال ليصبح من المشاهير.

إدموند هيلاري هو مستكشف من نيوزيلندا, وهو أول إنسان يصل إلى قمة جبل إيفرست في العالم، و”لوكلا” هي بلدة صغيرة تقع في شمال شرق نيبال، ونقطة انطلاق لتسلق قمة إيفرست، أما جيري فهي بلدة يتطلب السفر منها إلى “لوكلا” بدون طائرة عدة أيام.

يُعرف الطريق من جيري إلى لوكلا بأنه الطريقة “الكلاسيكية” للوصول إلى أعلى جبل في العالم. لكن السير إدموند أخذ زمام المبادرة لإنشاء مطار في منطقة إيفرست حتى يكون السفر إلى هذه المنطقة أسهل.

ومع ذلك، فإن العثور على أشخاص مستعدين للتخلي عن قطعة كبيرة من الأراضي المسطحة لبناء مطار كان أمرا مستحيلا تقريبا. وكان الخيار الوحيد القابل للتطبيق هو المكان الذي يقع فيه المطار حاليا.

وحصل إدموند هيلاري على الأرض من السكان المحليين بمبلغ حوالي 2700 دولار أمريكي.

وفي عام 1964، أخذ هيلاري مبادرة بناء مطار في لوكلا لتسهيل السفر إلى منطقة إيفرست، ولم يكن جاهزا للعمل حتى سبتمبر/أيلول 1971 عندما هبطت أول طائرة في هذا المطار.

تم إنشاء مهبط الطائرات بالخرسانة فقط في عام 2001 بعد أن تم اعتبار أن مقاومة التربة كانت قوية بما يكفي لتستحق مثل هذه العملية.

أدى بناء المطار إلى تقليل الوقت الذي يصل إلى 5 أيام للوصول إلى هذا المكان سيرا على الأقدام من جيري.

ويبلغ ارتفاع أخطر مطار في العالم عن سطح البحر نحو 9500 قدم (2896 مترا).

لماذا وصف المطار بالخطير؟

المطار الذي يقع على ارتفاع مثل مطار لوكلا لديه اثنين من العوامل الرئيسية التي تؤثر على أدائه: كثافة الهواء والرياح.

بالإضافة إلى ذلك، يتعين الأخذ في الاعتبار متغيرات مثل درجات الحرارة والرطوبة وإمكانية ظهور جيوب من السحب التي ستعيق الملاحة، خاصة بالنظر إلى حقيقة أنه لا يمكن الهبوط إلا بقواعد الطيران المرئي.

مع وجود هواء محجوب بشكل رقيق، فإن المقاومة اللازمة لإبطاء الطائرة تكون أيضا ضعيفة جدا في منطقة مطار لوكلا.

هناك أيضا التلال المحيطة والقمم الجبلية والتي يصل ارتفاعها إلى 23000 قدم (7000 متر)، وعندما تقلع طائرة من مطار لوكلا، قد يشعر الراكب بالقلق ويتخيل له سقوط الطائرة في التلال.

ويبلغ طول مدرج مطار لوكلا نحو 1792 قدما (527 مترا)، وعرضه نحو 98 قدما (30 مترا).

ما هي أنواع الطائرات العاملة في المطار؟

يشتهر مطار لوكلا بارتفاعه الشاهق وشريط مدرجه القصير وانحداره العالي. هذه العوامل مجتمعة تؤكد أن الطائرات الصغيرة فقط التي يمكن أن تستوعب حوالي 16 شخصا هي التي ستتمكن من الهبوط هنا.

تقع مدينة لوكلا في منطقة سولوخومبو في نيبال، وتضم هذه المنطقة أيضا منتزه ساجارماثا الوطني، وهي موطن لأربعة مطارات، واحد منها فقط يعد بديلا قابلا للتطبيق لمطار لوكلا.

يُعرف هذا البديل باسم مطار فابلو. إذا كان على المسافر أن يبدأ رحلة من فابلو، فسوف يستغرق الأمر ما يقرب من 4 أيام للوصول إلى لوكلا.

هل تعرض المطار لأي حوادث؟

على الرغم من عدم وقوع حوادث كبيرة في لوكلا منذ فترة طويلة، إلا أن تاريخ المطار الحافل بالحوادث المميتة يجعله يحمل اسم أخطر مطار في العالم.

وقع أول الحوادث الكبرى في لوكلا بعد حوالي عقد من افتتاح المطار. شهد عامي 2008 و2012 أكثر الحوادث دموية في المطار، حيث قُتل 18 و19 شخصا على التوالي.

ما هي أبرز التحديات في المطار؟

تتمتع المناطق الجبلية في نيبال بأحوال جوية لا يمكن التنبؤ بها. ولهذا السبب، إذا كان موعد رحلة بعد الظهر على متن طائرة صغير إلى لوكلا (أو مطارات أخرى مماثلة)، فإن فرص الإلغاء تكون عالية للغاية.

على الرغم من الصباح الواضح بشكل لافت للنظر، إلا أن الطقس العاصف يمكن أن يحيط بالمطار في أي وقت من الأوقات. مع خيارات التنقل المحدودة وعدم وجود نظام هبوط آلي (ILS)، تتم معظم الرحلات الجوية في لوكلا في الصباح الباكر حتى الظهر.

الصباح لا يضمن أن الرحلات الجوية سوف تقلع من وإلى مهبط الطائرات هذا. وفي أوقات معينة في الماضي، تقطعت السبل بآلاف السياح في لوكلا، في انتظار رحلة جوية لأكثر من أسبوع.

وعندما تكون المنطقة مليئة بالثلوج، يحتاج مطار لوكلا إلى عدد كبير من العمال للتخلص من الثلوج وإفساح المجال أمام الرحلات الجوية.