أفادت وسائل إعلام سعودية وعالمية أن المملكة العربية السعودية ستشهد إطلاق خدمات التاكسي الطائر لنقل الركاب بداية من شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وذكرت صحيفة “اليوم” السعودية، مساء أمس الأربعاء، أنه، بحسب مذكرة تفاهم بين شركة “تجمع مطارات الثاني”، وشركة “الواجهة الأمامية” السعودية المتخصصة في الأتمتة، وشركة “إي هانج” الصينية المتخصصة في تكنولوجيا النقل الجوي.
وبموجب المذكرة، سينتقل المشروع من مرحلة التجريب إلى التشغيل الكامل في المملكة، على أن يتم الإطلاق في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وصرح رئيس “فرونت إند” ماجد الغسلان “نخطط لإطلاق خدمات الركاب في نوفمبر من هذا العام، وستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام المركبات الجوية ذاتية القيادة لنقل الركاب في السعودية”.
وأضاف “سنقوم بتوسيع نطاق العمليات تدريجياً في عامي 2026 و2027، وتغطية شبكة المطارات التي تديرها تجمع مطارات الثاني، والتوسع بشكل أكبر لإنشاء نظام متقدم للتنقل الجوي على مستوى المملكة”.
والمركبة المخصصة لنقل الركاب هي من إنتاج شركة “إي هانج” طراز “EH216-S”، وهو تاكسي جوي بدون طيار، كهربائي بالكامل، يتسع لراكبين اثنين، وهو مُختبر بالكامل وحاصل على شهادة اعتماد وصلاحية الطيران من إدارة الطيران المدني الصينية.
في الوقت نفسه، يجري العمل حالياً على لإطلاق المركبة الطائرة “EH216-L”، المخصصة للخدمات اللوجستية. وسيُستخدم هذا النموذج تحديدًا في نقل البضائع، والإسعاف الجوي، والاستخدامات العامة.
كلتا المركبتان تهبطان عمودياً، وعلى عكس المروحيات التقليدية التي تعمل بالوقود، تعمل هاتان الطائرتان بالكهرباء بالكامل، مما يُسهم في خفض انبعاثات الكربون، والحد من التلوث السمعي، ومُصممتان خصيصًا لنقل الركاب لمسافات قصيرة بين الأحياء والمدن.
وتُعدّ هذه الخطوة جزءاً من خطة السعودية لتطوير صناعة الطيران لتصبح لاعباً عالمياً مؤثراً، فيما تُعد تكنولوجيا النقل الجوي المتقدمة إحدى الركائز الأساسية لهذه الاستراتيجية.
وكانت السعودية دشنت في يونيو/حزيران 2024 خدمة سيارات أجرة جوية ذاتية القيادة للحجاج خلال موسم الحج، كجزء من جهود الدولة نحو المركبات ذاتية القيادة، وتضمنت التجربة الإقلاع بشكل عمودي، وذلك في وقت تسعى فيه المملكة إلى معالجة مشكلة النمو السكاني والازدحام المروري من خلال التركيز على إطلاق سيارات الأجرة الطائرة.
وقال وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي صالح بن ناصر الجاسر، حينها، إن تدشين تجربة التاكسي الجوي يأتي ضمن مبادرة منظومة النقل والخدمات اللوجستية، في تطبيق أحدث تقنيات النقل المستقبلي، واعتماد نماذج نقل جديدة ومبتكرة صديقة للبيئة تعتمد تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن اعتماد التاكسي الطائر كوسيلة للنقل يدعم استدامة قطاع النقل الحديث وتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية وفق رؤية السعودية 2030.
وضاف أن مبادرات ومشاريع الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية تعمل على توظيف التقنيات الحديثة والمتقدمة، سواء تقنيات التاكسي الجوي أو السيارات الكهربائية أو القطار الهيدروجيني.
وشدد على أن وزارته تعمل على تعزيز مجالات التنقل الذكي وتطوير التشريعات والقوانين والأنظمة التي تمكن من توظيف التقنيات الحديثة، إلى جانب توفير بيئات تجريبية للعمل على توسيع إدخال مختلف تقنيات النقل المستقبلي.