حث نشطاء على زيادة الدعم لمزارعي الأفوكادو، بناءً على دراسة صادرة عن المنظمة الخيرية الدولية “كريستيان إيد”، التي كشفت عن تأثير “فظيع” لتغير المناخ على هذه الفاكهة.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية “بي أيه ميديا”، أن الأفوكادو، الذي يعتبر فاكهة ذات فائدة عالية واسعة الانتشار، والتي تحتوي على نسبة كبيرة من الألياف والدهون الصحية، تتطلب كميات كبيرة من الماء لنموها، مما يجعلها عرضة للخطر بشكل خاص في عالم أكثر حرارة وجفاف.
تراجع إنتاج أفضل مناطق زراعة الأفوكادو
وأظهرت دراسة صادرة عن المنظمة أن أفضل مناطق الزراعة في دول مثل بوروندي، وتشيلي، وبيرو، وإسبانيا، وجنوب أفريقيا، والمكسيك، تشهد تراجعا في الإنتاجية بسبب الظروف الأكثر تقلبا.
وأوضحت الدراسة، التي نشرت الإثنين، إن من المتوقع أن تنخفض إنتاجية هذه المناطق بنسبة تتراوح بين 14%، و41% بحلول عام 2050، ويتوقف ذلك على مدى سرعة خفض الانبعاثات في العالم.
وأشارت إلى أن المكسيك، أكبر منتج للأفوكادو في العالم، قد يشهد انخفاضًا في المساحة المزروعة بنسبة تصل إلى 31% بحلول عام 2050، في حال تقلص متوسط ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل من درجتين مئويتين، وحتى 43% في حال زيادتها إلى حوالي 5 درجات مئوية.
دعوة للحكومات إلى الالتزام بخفض الانبعاثات
ودعت منظمة “كريستيان إيد“، الحكومات إلى الالتزام بخفض الانبعاثات بشكل عاجل، وتسريع وتيرة التحول في مجال الطاقة، والالتزام بتقديم مزيد من المساعدات المناخية للدول النامية.
كما دعت المنظمة الخيرية، إلى تقديم المزيد من الدعم المالي للمجتمعات الزراعية الهشة التي تعتمد على زراعة الأفوكادو لكسب العيش، حتى تتمكن من الاستثمار في تدابير التخفيف.
وتأتي هذه النتائج في الوقت الذي أشار فيه استطلاع للرأي أجرته مؤسسة سافانتا، مؤخرًا إلى أن 63٪ من الجمهور البريطاني يريدون من الحكومة أن تفعل المزيد للحد من تأثير تغير المناخ على سلسلة الإمدادات الغذائية، بما في ذلك دعم المزارعين في البلدان النامية الذين يقدمون الطعام لبريطانيا.
تكلفة إنتاج حبة أفوكادو وما تحتاجه من المياه
تحتاج حبة أفوكادو واحدة فقط إلى 320 لترًا من الماء في المتوسط، وفقًا لما ذكره هونور إلدريج، خبير الغذاء المستدام ومؤلف كتاب Avocado Debate.
وحذر إلدريج من أن “إنتاج الأفوكادو أصبح باهظ الثمن بشكل متزايد، ومن المرجح أن تنتقل هذه التكاليف إلى المستهلك، مما يرفع السعر الذي ندفعه مقابل الجواكامولي”.
وأضافت الدكتورة كلوي ساتكليف، زميلة باحثة في البستنة المستدامة في الجمعية البستانية الملكية، أن المملكة المتحدة تحصل حاليًا على معظم الأفوكادو من البيرو، وتشيلي، حيث ندرة المياه مرتفعة بالفعل، كما أن التوسع في إنتاج الأفوكادو قد أضر بإمكانية حصول بعض المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة على المياه.
وأضافت:” علينا أن نتبنى أنظمة زراعة مختلفة لا تعتمد على إزالة الغابات، والإنتاج الأحادي الذي يجعل الأفوكادو عرضة للأمراض، ويدمر جودة التربة والتنوع البيولوجي، ويقلل من توافر المياه – وكلها أمور حاسمة لتمكين مرونة الأفوكادو”، والأشجار، والمحاصيل الأخرى.