في العراق، كان الفنان كاظم الساهر واضحا ومباشرا، عندما قال: “ياصايغين الذهب حبيت أدلعها، وشوفوا لي خاتم حلو يستاهل اصبعها”. يعني من الآخر المطلوب ذهب، هذا في العراق. لكن في مصر، لم يحدد الفنان محمد عبد المطلب المطلوب على نحو دقيق عندما قال :”تسلم إيدين اللي اشترى.. الدبلتين والإسورة”، ففتح باب الاجتهاد أمام العرسان الذين دهست أسعار الذهب ميزانياتهم التي تعاني الأنيميا دهس دبابة لعصفور صغير فباتوا يبحثون عن بدائل. لكن أثار قيام شاب مصري بشراء شبكة مصنوعة من الفضة بدلا من الذهب لخطيبته ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي.
مؤيد ومعارض
انقسم المجتمع في مصر بين:
- مؤيد يرى أن تيسير الإجراءات على الراغبين بالزواج الآن في مصر أصبح ضرورة
- في وقت تشهد فيه البلد أزمة اقتصادية غير مسبوقة وغلاء في الأسعار يحمل الشباب أعباء مالية ثقيلة
- قد تبعد البعض عن فكرة الزواج برمته
- أما المعارضين فأكدوا أن الزوج يجب أن يتحمل مسؤوليته
- ويجب أن تؤمن الزوجة مستقبلها
- ولا تتنازل عن حقوقها
من الأساسيات
تعد شبكة العروس أحد أهم أساسيات الاتفاق بين أهل العريس وأهل العروس، فقد باتت أمرا لا مفر منه وواجب لتتم الزيجة، لكن من أين بدأت الفكرة وكيف تطورت على مر الزمن؟.
أصل الحكاية
أجمع المؤرخون على أن فكرة الشبكة وبالأخص خاتم الخطبة والزواج:
- يعود إلى الفراعنة
- والصور والرسومات فى بعض المعابد الفرعونية هي أكبر دليل على ذلك
- وجاءت فكرة الخاتم لاعتقاد القدماء المصريين أن الحلقة “الدائرة” هي رمز للحب الأبدي وللخلود
- وكان خاتم العروس يصنع من القصب أو نبات البردى، وكعادة المصريين القدماء فقد تناقلت الثقافات القديمة الفكرة عنهم
تطور شكل الخاتم
وقد نقل الرومان هذا التقليد فى الزواج، للدلالة على المودة والحب بين العروسين، فابتدعوا فكرة صناعته من المعادن كالنحاس أو الفضة والذهب، وبعض المعادن، وفى العصور الوسطى وعصر النهضة بأوروبا، تم إضافة تفاصيل جديدة على شكل الخاتم مثل النقوش، والزخارف، والقلب، والأحجار الكريمة، والمينا الملونة.
الفضة أغلى
كان زاهى حواس، وزير الآثار المصري السابق، قد قال في برنامج تليفزيوني:
- إن أول خريطة للذهب موجودة بمتحف تورنيو من عهد الملك سيتى الأول، وكانت تُبين كل الطرق التى توصل إلى الذهب
- وكان الذهب يستخرج من الصحراء الشرقية خاصة من وادي الحمامات (الفواخير ) الذي يربط بين قنا ومنطقة القصير على ساحل البحر الحمر
- كما أن الذهب كان يجلب فيما بعد من السودان وغرب آسيا
- لم توجد الفضة بكميات كبيرة في مصر، وكانت تستخلص من شوائب الذهب، أو تجلب من بلاد غرب آسيا، وكانت الفضة أغلي من الذهب لدى الفراعنة
العنوسة
كشفت إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء أن نسبة “العنوسة” في مصر في تزايد مستمر كل عام.. موضحة أنه يوجد ما يقرب من 11 مليون فتاة و2.5 مليون شاب يتجاوز أعمارهم الـ “35 عاما” ولم يتزوجوا حتي الآن.
بدائل أخرى
تدفع الأرقام السابقة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى التفكير في مختلف البدائل بما في ذلك تلك التي يُمكن اقتباسها من ثقافات أخرى:
- قبائل الـ”زولو” في جنوب أفريقيا: لا شيء
- قبيلة البيكوم في الكاميرون : 10 من رؤوس الماعز
- جزر فيجي في جنوب المحيط الهادي: سن حوت العنبر
أغلى شبكة
قدم الأمير رينييه، أمير موناكو، في البداية لجريس كيلي خاتما مصنوعا من الألماس والياقوت من جواهر تاج موناكو. في وقت لاحق، طلب الأمير من كارتييه صنع خاتم ألماس بقطع الزمرد عيار 10.48 قيراط لجريس. كان ثمنه 4 ملايين دولار في عام 1956 ويُقدر اليوم بـ 38.8 مليون دولار. فيا أيها العريس المصري، انطلاقا من طرح المطرب الشعبي المصري عبد المطلب فإن الباب مفتوح أمامك بداية من اللاشيء ومرورا بالماعز وسن الحوت والذهب والفضة وانتهاء بكارتييه والنوق العصافير مثل شبكة عنترة بن شداد.