في مصر التي تعاني تزايدا ملحوظا في نسب الطلاق، بحسب تقارير حكومية، وتعاني غلاء أسعار نتج عن تضخم اقتصادي وصل إلى 19٪ في 2022، بحسب البنك المركزي المصري، يصر الأهالي من الطبقة المتوسطة على تكليف زواج أبنائهم حوالي 700 ألف جنيه (28 ألف دولار تقريبا)، لا تشمل سعر الشقة السكنية وتجهيزها.
أريبيان بزنس تقصى أسعار تكاليف الزواج من مصادرها تفصيلا، والتي تفرعت إلى: سعر الشبكة، وحفل الزفاف، وتأثيث الشقة، واستثنى من التقصي تكلفة شراء الوحدة السكنية وتجهيزها للسكن.
الشَبْكة
الشبكة وهي المجوهرات الهدية التي يقدمها العريس لعروسه، كانت تتكلف في يوليو الماضي بين 7 آلاف جنيه إلى 100 ألف جنيه للفئة المتوسطة بشرائحها، بحسب ما صرح به عمرو المغربي، عضو شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية لصحيفة الوطن المصرية المحلية.
- وقتها (يوليو 2022) كان سعر جرام الذهب عيار 21 حوالي 976 جنيها مصريا، أي أن الـ100 ألف جنيه كانت تشتري ما يقرب من 100 جرام ذهب.
- أما الآن (ديسمبر 2022) وقد وصل سعر الذهب إلى 1650 جنيها، فإن الـ100 ألف جنيه لن تشتري أكثر من 60 جراما.
- أو سيضطر من يريد شراء 100 جرام من الذهب إلى دفع 165 ألف جنيه (6.7 ألف دولار تقريبا).
- يزداد ذلك مع الطبقات الأكثر غنى، وتصل الشبكة إلى أرقام أسطورية أحيانا.
قاعة الفرح
- يبلغ متوسط سعر الفرد بقاعة في فندق خمس نجوم حوالي 600 جنيه، كفندق سميراميس إنتركونتنينتال على نيل القاهرة، بحسب موقع زفاف نت، المتخصص في خدمات الأفراح.
- أي أن قاعة تتسع لـ300 فرد قد يصل متوسط سعرها إلى 180 ألف جنيه مصري.
- أما الفئة الدنيا من أسعار الفنادق فئة 3 نجوم أو أقل فتهبط تكلفة الفرد بها إلى 130 جنيها، كفندق أمارانتي الأهرامات. أي أن قاعة تتسع لـ300 فرد بالفندق تتكلف حوالي 39 ألف جنيه.
- وهناك قاعات شعبية أقل من ذلك بكثير، تتراوح أسعارها بين 5 آلاف إلى 10 آلاف جنيه فقط، غير شاملة أي مأكولات أو مشروبات.
الفستان والبدلة
بعيدا عن بيوت الأزياء الشهيرة التي يصل سعر الفستان بها لعشرات أو مئات الآلاف من الجنيهات، فإن الطبقات المتوسطة الدنيا، والفقيرة، تلجأ إلى تأجير فستان ليلة الدخلة.
ويتراوح سعر إيجار الفستان بين 3 آلاف إلى 10 آلاف جنيه، بحسب موقع فيتو المحلي المصري.
أما بدلة العريس، فهناك الشعبي منها ويبدأ سعره من حوالي 700 جنيه، ويتدرج بحسب الماركات والموديلات إلى آلاف أو إن شئنا عشرات الآلاف من الجنيهات.
تأثيث الشقة
بالنسبة للفئات السعرية المتوسطة الدنيا، فإن فرش شقة مكونة من 3 غرف ومطبخ وحمامين بالأثاث الخشبي، لن يقل عن 100 ألف جنيه بالنسبة للمعارض الشعبية المحلية، حسبما تحدث صاحب معرض أثاث شعبي مصري لأريبيان بزنس.
وأشار رمضان الحداد، صاحب معرض الأثاث، إلى أن هذه الأسعار قد تزيد عند شراء الطبقات المتوسطة والمتوسطة العليا من علامات تجارية شهيرة، حيث يمكن أن تبدأ أسعار نفس الأثاث من 300 ألف جنيه، وتتصاعد بحسب جودتها وموديلاتها.
أما فرش الشقة بأجهزة كهربائية ومفروشات ومستلزمات أخرى، فيتكلف لدى الطبقات الشعبية إلى المتوسطة مالا يقل عن 200 ألف جنيه، ويصل إلى 500 ألف، بحسب صحيفة اليوم السابع المصرية.
أما الطبقات المتوسطة العليا، ثم الثرية، فالمسألة ممتدة إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير.
هذه المفروشات والأجهزة والأثاث تكتب في قائمة منقولات، ويوقّع العريس عليها وتعتبر عهدة لديه لابد أن يسلمها للعروسة إذا حدث طلاق.
وأحيانا تضاف إليها المصوغات الذهبية، التي قدمها العريس كشبكة، أو وضْع قيمتها بالجرام في القائمة دون أن يشتريها، كتعهد منه للعروسة بتقديمها أو دفع قيمتها إن حدث طلاق.
إجمالي التكاليف
بحسبة متوسطة أجراها أريبيان بزنس، وفقا للأرقام التي حصلنا عليها أعلاه، وقياسا بالطبقة المتوسطة، وجدنا أن تكلفة الزواج تتراوح حول الآتي، تزيد أو تقل:
- 80 ألف شبكة
- 50 ألف قاعة أفراح
- 600 ألف فرش وتأثيث شقة
ليصبح الإجمالي حوالي 730 ألف جنيه مصري، في الغالب لن يستطيع شاب عمره 30 عاما، يعمل بمصر ودخله حوالي 10 آلاف جنيه – إن حصل عليها- أن يدبرها، إلا بالاستدانة وبمساعدة أهله.
أما بالنسبة للعروسة التي في الغالب تتحمل تكلفة الأجهزة الكهربائية والمفروشات، فإن الغارم في الغالب هو أبيها أو أمها، الذين يتولون تجهيزها بالتقسيط، ومنهم من يتعثر في السداد ويسجن.
وظهر ذلك في المبادرات الحكومية والأهلية التي تنفذ في مصر، للإفراج عن الغارمات، بدفع الديون المستحقة عليهن.