بالرغم من مرور 12 عاما على صدور قانون الطفل الذي يجرم العقوبات البدنية في المدارس بالسودان، إلا أن هذه القضية عادت تحت الأضواء مؤخرا بعد انتشار مقطع فيديو كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر استمرار هذه الممارسات.
الفيديو
ويظهر مقطع الفيديو الذي أثار الكثير من الاستنكار في السودان:
- معلما في مدرسة ثانوية يجلد تلميذا بالسوط
- ودفع التلميذ نفسه المعلم بكلتا يديه
- ما جعل المعلم يستخدم كرسياً لمواصلة العراك
- قبل أن يخرج من الفصل
اقرأ أيضا:
صناعة العطور في السودان: خُمرة تفوح من البيوت ومصانع تواجه أزمات
رنا بدر الدين: من هي مغنية الراب التي أثار مقتلها حالة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي؟
مصر والسودان: مشروع مشترك لزراعة 3 ملايين فدان.. أبعاد سكانية سياسية تلوح بالأفق
الإمارات والسودان: توقيع اتفاق قيمته 6 مليارات دولار لتطوير ميناء على البحر الأحمر
فعل مستمر
ورغم أن الجميع يناهض العقاب المدرسي في السودان، وقد خصصت الحكومة السودانية رقماً هاتفياً للتبليغ عن العقوبات البدنية والإساءات اللفظية التي قد يتعرض لها الأطفال في المدارس، وذلك بعد إجازة لائحة تمنع العقوبات البدنية في المؤسسات التعليمية، فإن الأمر ما زال مستمراً لأسباب متعلقة بضعف الرقابة وعدم إيقاف المعلم الذي يواصل الأسلوب نفسه.
تحقيق
قامت وزارة التربية والتعليم في ولاية العاصمة الخرطوم بـ:
- تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة
- وأكدت رفضها الكامل لاستخدام العنف الجسدي ضد تلاميذ
- وحثت أولياء الأمور على التمسك بحقهم القانوني
- والتبليغ عن أي عنف تجاه أبنائهم
تبرير
أقر المعلم المعني بالواقعة بأنه ارتكب خطأ، وأعتذر ، مشيراً إلى أنه كان في حالة غضب شديد بسبب استخدام تلاميذ هواتف خليوية أثناء الحصة. ويقول العديد من المدرسين إن “ضرب الطلاب في المدارس لا يتم من فراغ، إذ إن المعلمين يعانون تصرفات الطلاب غير اللائقة، والتي تصل إلى ضرب المعلم أحياناً وعدم احترامه أو شتمه”. كما أن كثيرين يرون الضرب ضرورياً ومهماً للعملية التعليمية والتربوية. ومنهم الرئيس السابق عمر البشير الذي انتقد علنا قرار إلغاء عقوبة جلد التلاميذ في المدارس، مشيرا إلى أن التعليم ليس قراءة وكتابة فقط وإنما تربية، وقرار الإلغاء مجرد تقليد أعمى للغرب.
ليست الأولى
ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها في المدارس الحكومية والخاصة في السودان. ففي أكتوبر/ تشرين أول من عام 2018 انشغل الرأي العام بقضية:
- إقدام تلميذ سوداني، في ولاية الجزيرة، وسط البلاد، على الاعتداء على مُدرسه مستخدماً الساطور
- الأمر الذي تسبب في جروح استدعت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج
- وقد قام التلميذ، وكان في الصف السادس من المرحلة الأساسية، بفعلته تلك كرد فعل على تعرضه لجلد مبرح من قبل مدرسه أمام زملائه التلاميذ
الخلوات
ويأخذ الأمر بعدا أخطر في المدارس الإسلامية في السودان المعروفة باسم الخلوات أو الخلاوي، فقد نشرت بي بي سي في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2020 تحقيقا استقصائيا حول الممارسات التي تشهدها تلك المدارس، والتي تتضمن التقييد بالسلاسل، والجلد بالسياط، والتكبيل،والإجبار على النوم عراة، فوق أسطح حديدية شديدة السخونة، والحبس في غرف مظلمة، مع الحرمان من الطعام والشراب، والاعتداء الجنسي.
تحذير
وقد حذرت خبيرة علم النفس صفاء الأصم، في حديثها لـ”العربي الجديد” من:
- الآثار السلبية النفسية الوخيمة التي يواجهها التلميذ من التعرض لعنف جسدي
- وبينها الإصابة بالرهبة والتوحد والخوف الدائم
- ما يضع أيضاً حاجزاً بينه وبين زملائه التلاميذ
- قد يجعله ربما لا يرغب في مواصلة الدراسة
- ويتعمد الهرب منها عبر ادعاء المرض ربما
- ثم يتحول إلى شخص غير فاعل في المجتمع
- وقد يتعلم أشياءً أخرى مثل الكذب والسرقة والانطواء
خطط
وقالت مصادر من وزارة التربية والتعليم إن “هناك خططاً مستقبلية أكبر نعمل عليها الآن، لضمان عدم تعرض أي طالب وطالبة في كل المراحل الدراسية لعقوبات بدنية، وهي تصل إلى فصل المعلم نهائياً من الوزارة وعدم قدرته على العمل في أي مدرسة، سواء كانت خاصة أو حكومية”.