أكد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، أن الحكم البولندي سيمون مارتشينياك سيقود المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا وذلك بعد تقدمه باعتذار رسمي عن مشاركته في حدث نظمته حركة يمنية متطرفة.
ومن المقرر أن يقود مارتشينياك نهائي البطولة القارية بين مانشستر سيتي الإنكليزي وإنتر ميلان الإيطالي السبت الواقع في العاشر من شهر حزيران/يونيو الجاري، على ملعب أتاتورك الأولمبي في اسطنبول.
وفتح يويفا تحقيقاً بخصوص حضور الحكم البولندي حدثاً نظم في كاتوفيتشي يوم الاثنين.
وقال مارتشينياك في بيان”أريد أن أعبر عن أعمق اعتذاري لتورطي وعن اي انزعاج أو ضرر قد تسببت به”.
وأضاف: “بعد التفكير والمزيد من البحث، أصبح من الواضح أنني تعرّضت للتضليل الشديد وغير مدرك تماماً للطبيعة الحقيقية للحدث المعني والمنتمين له”.
وتابع: “لم يكن لدي أي علم أنه كان مرتبطاً بحركة اليمين المتطرف البولندية. لو كنت على علم بهذه الحقيقة، لكنت رفضت الدعوة بشكل قاطع”.
ويعد مارتشينياك البالغ من العمر 42 عاماً، من أحد أفضل الحكام في أوروبا، كما أدار نهائي كأس العالم في قطر عندما فازت الأرجنتين على فرنسا بركلات الترجيح.
وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه تواصل مع منظمة “نيفير اغين”، وهي منظمة غير حكومية تابعة لشبكة “أف اي أر اي” (FARE”، التي تتصدى للتمييز في كرة القدم الأوروبية، وقال “لقد أثاروا المخاوف الأولية بشأن تورط مارتشينياك في الحدث”.
وأضاف “لقد طلبوا البقاء على مارتشينياك في دوره كحكم لنهائي دوري أبطال أوروبا القادم، مؤكدين بحزم أن إقالته من شأنه أن يقوض الترويج لمناهضة التمييز”.
وكانت صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية كشفت أن هناك عاصفة سياسية قد تُطيح بالحكم البولندي مارتشينياك من نهائي دوري أبطال أوروبا.
وأكدت أن مارتشينياك شارك في مظاهرة لليمين المتطرف في بولندا، وهذا الحزب معروف بمواقفه المعادية ضد المثليين واليهود.
وأدار مارتشينياك 8 مباريات في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، بينها إياب نصف النهائي بين مانشستر سيتي وريال مدريد الإسباني.
مسيرة مارتشينياك
وبدأ الحكم البولندي مسيرته التحكيمية بعمر 21 سنة كحكم لمباريات الهواة، قبل أن يتحول إلى الاحتراف في 2006، وفي 2009 حصل على شارة التحكيم في دوري الدرجة الأولى البولندي، ثم جرى اعتماده حكمًا دوليًا في 2011.
وفي 2014 أصبح مارتشينياك أحد حكام البطولات الأوروبية للأندية وتصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم، وفي 2018 أدار أولى مبارياته المونديالية، وفي العام نفسه أدار مباراة كأس السوبر الأوروبية بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد.
شهدت مسيرته انعطاف كبير بعد معاناته من مشكلات صحية، حيث قال قبل نهائي كأس العالم قطر 2022: “كان آخر عام ونصف صعبًا جدًا علي، عانيت من عدم انتظام في دقات القلب. كان الأمر صعبًا في البداية، وتعيّن علي التوقف عن التحكيم. غبت عن كأس أوروبا، وهذا أمر كارثي بالنسبة لحكم في عز عطائه. وحدنا أنا وفريقي نعرف مدى صعوبة هذا الأمر علي. الآن تبتسم لي الحياة مجددًا ولا يسعني التوقف عن الابتسامة لأنه شعور رائع”.
وروى بداياته عندما كان لاعبًا في بلدته فيسلا بلوك وقرر الانتقال إلى التحكيم بعد محادثة مع حكم قام بطرده: “تحدثنا بعد المباراة وقال لي جملة هامة: إذا كنت تعتقد أن هذا العمل سهل، حاول بنفسك. سترى. قلت لنفسي؛ لم لا؟ ذهبت فورًا لتلقي الدروس وبدأت التحكيم. أنا ممتن له، لأنه لولا تلك البطاقة الحمراء، لم أكن لأصبح حكمًا في حياتي”.