تحظى المنتخبات الأفريقية الخمسة المشاركة في بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم المقرر إقامتها في قطر في الفترة بين 20 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري و18 كانون الأول/ديسمبر المقبل بفرصة ذهبية لتحقيق حلم طال انتظاره تحت قيادة مدربين محليين.
وفشلت منتخبات القارة السمراء منذ مشاركة المنتخب المصري في النسخة الثانية للمونديال عام 1934، وحتى النسخة الأخيرة منه عام 2018 في روسيا من تجاوز الدور ربع النهائي.
ونجح ثلاثة منتخبات فقط في تحقيق إنجاز الوصول إلى دور الثمانية الكبار على مدى البطولات العشرين السابقة هم:
- الكاميرون عام 1990
- السنغال عام 2002
- غانا عام 2010
فيما تعد الكاميرون أكثر المنتخبات الأفريقية خوضاً للمباريات في البطولة العالمية برصيد 23 مباراة.
مدربون محليون يقودون منتخبات بلادهم
وتتميز نسخة مونديال قطر 2022، كونها المرة الأولى التي يكون فيها جميع مدربي المنتخبات الأفريقية هم مدربون محليون.
وتأمل منتخبات المغرب، تونس، الكاميرون، غانا والسنغال، بكسر القاعدة والوصول إلى ما هو أبعد من الدور ثمن النهائي تحت إدارة أبنائها بعدما فشل المدرب الأجنبي بهذه المهمة.
وتأتي آمال المسؤولين الرياضيين كبيرة في هذا المونديال، وكانت البوادر مع رئيس الاتحاد الكاميرون للعبة والنجم الأسطوري للكرة الكاميرونية صامويل إيتو الذي توقع فوز منتخب بلاده باللقب وأن يكون الطرف الثاني في المباراة النهائية نظيره المغربي.
التحديات والحظوظ
لا شك في أن التحديات التي ستواجه المنتخبات الأفريقية في المونديال كثيرة جداً، فلا واحد منها يمكن وصف طريقه بالمعبدة. بل على العكس جميعها مليئة بالألغام والحواجز.
السنغال أمام الطواحين وأصحاب الأرض
يلعب منتخب السنغال ضمن المجموعة الأولى، التي تضم إليه قطر صاحبة الضيافة، وهولندا العريقة والإكوادور التي تأهلت بجدارة عن القارة الأمريكية الجنوبية بدلاً من منتخبات كبيرة مثل بيرو وتشيلي وكولومبيا.
المدير الفني للسنغال هو أليو سيسيه، الذي قاد بلاده للفوز بكأس الأمم الأفريقية 2022 على حساب مصر بركلات الترجيح 4-2، كما خسر المباراة النهائية أمام الجزائر في نسخة 2019.
ولن تكون مهمة سيسيه سهلة مع تعرّض نجمه الأول ساديو ماني للإصابة. وعلى الرغم من ذلك فهو اصطحبه معه إلى الدوحة على أمل الشفاء السريع والمشاركة في المباريات.
نسور قرطاج في فخ أبطال العالم
أوقعت قرعة مونديال قطر، المنتخب التونسي في المجموعة الرابعة إلى جانب نظرائه الفرنسي والدنماركي والأسترالي.
ومنذ إعلانه عن القائمة النهائية للاعبين الذين تم اختيارهم للمشاركة في كأس العالم، بات المدرب المحلي جلال القادري هدفاً لسهام الصحافة التونسية وجماهير نسور قرطاج التي اتهمته بمحاباة لاعبين بصفتهم أصدقاءه على حساب لاعبين كانوا أجدر بالتواجد لتمثيل البلاد.
وكاد المنتخب التونسي يحرم من المشاركة في كأس العالم بعد صدور مذكرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) طلب فيها توضيحات حول تدخل الحكومة في إدارة شؤون كرة القدم.
ويعد مشوار تونس في المونديال الأصعب بين منتخبات القارة السمراء، وهو يكاد يكون بحاجة لمعجزة لتجاوز دور المجموعات.
فرصة ذهبية لأسود الأطلس
يمكن وصف مجموعة منتخب المغرب بالمجموعة المتوازنة إذ تضم إلى جانبه بلجيكا وكرواتيا وكندا.
وتصب ترشيحات الصحافة العالمية لصالح المغرب بأنه سيكون الحصان الأسود للبطولة، كون تشكيلته تضم أسماء رنانة تعد اللبنة الرئيسية لفرق أوروبية كبيرة، مثل: الحارس ياسين بونو، والمدافعان أشرف حكيمي ونصير مزراوي والمهاجم حكيم زياش وغيرهم.
وعيّن الاتحاد المغربي لمهمة قيادة أسود الأطلس في المونديال القطري المدرب المحلي وليد الركراكي الذي أكد في أكثر من مناسبة أنه صاحب كفاءة عالية بعد تتويجه مع الوداد البيضاوي بلقب دوري أبطال إفريقيا، والفتح الرباطي بالدوري المحلي وبكأس العرش، ومع الدحيل القطري بدوري نجوم قطر.
كتيبة إيتو تواجه راقصي السامبا
رغم تفاؤل إيتو بأن منتخب بلاده قادر على الفوز باللقب، إلا أنه نسي أن عقبة كبيرة تقف في وجه تحقيق حلمه اسمها منتخب البرازيل.
وتجمع المجموعة السابعة منتخبي الكاميرون والبرازيل إلى جانب منتخب صربيا القوي الذي تصدر خلال التصفيات مجموعة فيها برتغال كريستيانو رونالدو، وأيضا منتخب سويسرا الذي كان السبب بإقصاء إيطاليا عن المساركة في المونديال للمرة الثانية على التوالي.
وعيّن إيتو صديقه وزميله السابق في منتخب الأسود غير المروضة ريجوبرت سونج لمهمة إحراز اللقب الموعود. لكن الكثير من الأخبار تقول إن قرار التعيين جاء بأمر رئاسي إذ أبلغ الرئيس الكاميروني بول بيا إيتو بأن سونج هو الأجدر بهذه المهمة.
غانا وطموح تجاوز دور المجموعات
يحتاج منتخب غانا إلى قليل من الحظ وكثير من كرة القدم لينجح في تجاوز منتخبات المجموعة الثامنة التي تضم إليه: البرتغال والأورجواي وكوريا الجنوبية.
وأصبح أوتو أدو مدرباً لمنتخب بلاده كبديل إلا أنه تحول بعد وقت قصير إلى أصيل بعد نجاحه بقيادته للوصول إلى المونديال.
بعض المنتخبات تعمل لأربع سنوات من أجل الوصول إلى كأس العالم وكلها يقين أن تأهلها هو فقط للمشاركة وليس للحصول على اللقب. وبعضها رغم الإمكانات القليلة لديه أيمان راسخ أنه قادم ليقلب الموازين ويحدث المفاجأة، وغالباً ما تكون الفئة الأخيرة من المنتخبات الأفريقية.
ومن بين الأرقام المميزة التي حققتها المنتخبات الأفريقية في تاريخ المونديال:
- منتخب مصر عام 1934 أول منتخب أفريقي وعربي
- منتخب مصر عام 1934 أول هدف أفريقي وعربي (عبد الرحمن فوزي)
- منتخب المغرب عام 1970 أول منتخب أفريقي يحصل على نقطة، حين تعادل 1-1 مع بلغاريا
- منتخب المغرب 1986 أول منتخب أفريقي يصل إلى دور الـ 16
- منتخب تونس عام 1978 أول منتخب أفريقي يفوز بمباراة (المكسيك 3-1)
مشاركة المنتخبات الأفريقية في كأس العالم
- الكاميرون: 1982 و1990 و1994 و1998 و2002 و2010 و2014 و2022
- نيجيريا: 1994 و1998 و2002 و2010 و2014 و2018
- المغرب: 1970 و1986 و1994 و1998 و2018 و2022
- تونس: 1978 و1998 و2002 و2006 و2018 و2022
- الجزائر: 1982 و1986 و2010 و2014
- غانا: 2006 و2010 و2014 و2022
- مصر : 1934 و1990 و2018
- جنوب أفريقيا: 1998 و2002 و2010
- كوت ديفوار: 2006 و2010 و2014
- السنغال: 2002 و2018 و2022
- زائير (الكونجو الديمقراطية حالياً): 1974
- أنجولا: 2006
- توجو: 2006