وسط الأجواء المبهجة التي وحدت جميع البشر في أحضان الساحرة المستديرة، وجعلتنا نعتقد لوهلة أننا كلنا إخوة من أصل واحد هو كرة نبتت لها ذراعان وساقان فصار الإنسان، دأب العالم على الإشادة بمستوى تنظيم بطولة كأس العالم الحالية في قطر، كما أعرب المشجعون، الذين توافدوا من كافة أرجاء المعمورة، عن شكرهم للإنسان القطري المضياف، و”الجنتلمان”.
الصورة النمطية
كان الكثير من المشجعين الألمان بين هؤلاء المبتهجين الذين يشيدون بالقطري “الجنتلمان” حتى خرجت ألمانيا من البطولة، رغم فوزها على كوستاريكا، لأن اليابان هزمت إسبانيا وصعدت معها، ووسط الشعور بالإحباط والغضب قفزت لدى بعض المحبطين الألمان الصورة النمطية عن القطري والعربي والمسلم عموما فهو:
- إرهابي
- داعشي
- وفي أفضل الأحوال طالبان
ليست المرة الأولى
في الواقع هناك حقيقة يعلمها جيدا كل العرب الذين يعيشون في الغرب، فأوضاعهم جيدة حتى يقع حادث إرهابي يكون وراءه متطرف إسلامي، وهنا يعمي الغضب البصر والبصيرة فيصبح العرب والمسلمون جميعا في سلة واحدة.. هي سلة الإرهاب.
عنصرية
لاشك أنه من قبيل العنصرية أن يوصف:
- ألماني برئ بأنه نازي
- إيطالي برئ بأنه فاشي
- قطري برئ بأنه طالبان
المحظورات
وإذا كان الغضب والإحباط بعد الخروج من كأس العالم هو العامل الرئيسي لردة الفعل هذه، فإن صورة الفريق الألماني في مباراته الافتتاحية ضد اليابان، والتي وضع فيها أعضاء الفريق أيديهم على أفواههم، تشير إلى تذمر الألمان من حظر شارات حب واحد التي تعبر عن دعم المثلية، وقد حذرت الفيفا أن من يضعها سينال إنذارا، كما شملت قائمة الممنوعات أيضا:
- الجعة في الملاعب
- خلع الملابس في المدرجات أو خارجها
- ارتداء قبعات بلون قوس قزح في المدرجات
- كلمة حب التي يحملها قميص المنتخب البلجيكي عندما يلعب خارج أرضه
- التبول في أي مكان بخلاف دورات المياه
- إلقاء القمامة
- التدخين
- استخدام الأبواق
- إحضار كميات كبيرة من الورق إلى الملعب.
نفاق الغرب
كتبت الفيفا قبل انطلاق البطولة إلى الدول المتنافسة تطلب منها “التركيز على كرة القدم”. وفي مؤتمره الصحفي عشية انطلاق البطولة، اتهم جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الغرب بـ “النفاق” في تقاريره عن أوضاع حقوق الإنسان، وقال:
- هذا الدرس الأخلاقي أحادي الجانب هو مجرد نفاق
- يجب أن نعتذر كأوروبيين لنحو 3 آلاف سنة قادمة قبل إعطاء دروس أخلاقية
- لست مضطرا للدفاع عن قطر، يمكنهم الدفاع عن أنفسهم، أنا أدافع عن كرة القدم فقد أحرزت قطر تقدما
- هناك قواعد كثيرة في قطر تُطبق في فرنسا وإسبانيا والبرتغال واسكتلندا مثل حظر الكحوليات في الملاعب، لكن هنا أصبح أمرا كبيرا لأنه بلد مسلم، لا أعرف لماذا؟
- ليس من السهل انتقاد قرار اتخذ قبل 12 عاما، قطر جاهزة وستكون أفضل بطولة كأس عالم على الإطلاق
بطولة قطر
تُقام بطولة كأس العالم 2022 في قطر في الفترة من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول، وهي الأولى التي تستضيفها منطقة الشرق الأوسط في عمر البطولة الذي يبلغ 92 عاما.وكانت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قد صوتت، قبل 12 عاما، بأغلبية 14 مقابل 8 لصالح استضافة قطر البطولة مقابل الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت تم منح روسيا حق استضافة بطولة 2018.