الأمر لم يقف عند هذا الحد بل إن مجالات أخرى أقحمت نفسها في ملاعب المباريات، فالسياسة أصبحت لاعبا أساسيا، وفرضت نفسها على كل البطولات، الدين أيضا فرض نفسه داخل الملعب، المواطنة كذلك، أمور كثيرة كنا لا نسمع عرفناها فقط من متابعة كرة القدم.
السياسة في الرياضة
ما أن تم الإعلان قبل اثني عشر عاما عن فوز قطر بحق تنظيم كأس العالم 2022، حتى انهالت عليها سيول من الاتهامات تتعلق بالفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.
فساد ورشاوى
فقد اتهمت وزارة العدل الأمريكية قطر بدفع رشاوى لضمان الحصول على الأصوات اللازمة للفوز بحقوق استضافة البطولة قبل 12 عاما، الأمر الذي نفته قطر، لكنها أبدت غضبها من هذه الاتهامات وقالت إنها واجهت معاملة غير عادلة لسنوات طويلة.
اقرأ أيضا:
حقوق العمال الأجانب
كما واجهت قطر انتقادات شديدة من منظمة العفو الدولية التي أشارت في تقرير في 2021، إلى انتهاكات قطر لحقوق العمال الأجانب المشاركين في إنشاءات كأس العالم، وقالت إن ممارسات مثل حجب الرواتب وفرض رسوم على العمال الراغبين في تغيير جهة العمل لا تزال منتشرة على الرغم من الإصلاحات المتعلقة بنظام العمل والتي أجريت في عام 2014.
وطالبت اتحادات كرة القدم في عشر دول أوروبية، من الفيفا اتخاذ إجراءات لتحسين حقوق العمال المهاجرين في قطر.
هذا الأمر لم تنفه الحكومة القطرية فقط، بل إن الفيفا أرسل رسالة إلى منتخبات كأس العالم يطالبها بالتركيز على كرة القدم فقط، وعدم السماح بجر هذه الرياضة إلى معارك أيديولوجية أو سياسية.
مباريات على صفيح ساخن
لم تكتف السياسة بالتصريحات والاتهامات من مكاتب المسؤولين، لكنها نزلت إلى أرض الملعب، فمباريات مثل أمريكا وإيران، وإنجلترا وويلز، وغيرها تلعب بخلفيات سياسية، لم يكن كثير من متابعي الكرة يسمع عنها.
المواطنة
المهاجم السويسري “بريل أمبولو” ذو الأصول الكاميرونية، أجبرته قرعة البطولة أن يلتقي منتخب البلد الذي ولد فيه، وشاءت الظروف أن يسجل هو هدف الفوز على مواطنيه، ليبكي ويرفض الاحتفال بالهدف.
تعاليم الدين
لم يعد غريبا أن تجد لاعبا يقوم بالسجود أو برسم الصليب أثناء المباراة، وأصبح ذلك شيئا معتادا في كل المباريات سواء في الدول الإسلامية أو الأجنبية، وكثير من اللاعبين المسلمين يسجدون في الملاعب الأجنبية، مما كان له أثر في تعريف غير المسلمين بالدين الإسلامي.
مجتمع الميم وحقوق المرأة
تقام منافسات كثيرة تحت رعاية مجتمع الميم والذي يضم المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا، فالدوري الإنجليزي مثلا تقام منه جولتان برعاية هذه الجماعات، وفيهما يرتدي قائدو الفرق شارة دعن المثليين، مما تسبب في معرفة كثير من المتابعين بهذا المجتمع.
وفي كأس العالم تم تسليط الضوء أيضا على حظر الدولة المنظمة، والفيفا رفع أو ارتداء أي شعارات أو شارات خاصة بهم، مما أثار غضب بعض اللاعبين الداعمين، بل إن لاعبي منتخب ألمانيا ظهروا قبل بداية مباراتهم أمام اليابان وهم يضعون أيديهم على أفواههم، اعتراضا على قرار اللجنة المنظمة بهذا الخصوص.
كما قامت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بالتحايل على اللجنة المنظمة وارتدت الشارة على ذراعها تحت معطفها، ثم قامت بخلعه أثناء المباراة.