نجح الشاب المسلم والسوري الأصل، أحمد الأحمد (43 عاماً)، في سطر ملحمة بطولية خلال حادثة إطلاق النار الجماعي في “بوندي“، بعدما انتشرت لقطات فيديو توثق لحظة اندفاعه نحو أحد المهاجمين وانتزاع سلاحه بجرأة نادرة، وهو ما جعل الأستراليين يصفونه بـ “البطل الحقيقي” لأنه قام بالعمل الصواب دون تفكير بالعواقب وعرض نفسه لخطر الموت فيما جمعت حملة تبرعات من أكثر من 40 ألف تبرع، له بقرابة 3 ملايين دولار استرالي.
خطر بتر ذراع أحمد
خضع أحمد لعملية جراحية أولى ناجحة، ويواجه عمليات أخرى، مع توقعات بفترة نقاهة طويلة لا تقل عن ستة أشهر بسبب الإصابات البالغة. تشير عائلته والتقارير إلى استقرار حالته الصحية، لكنه يعاني من الألم، مع وجود بعض الرصاصات لا تزال عالقة في ساقه؛ ولا يزال بتر ذراعه واردًا في حال فشلت العمليات الجراحية الإضافية في إنقاذه، لكن لم يُتخذ أي قرار نهائي بعد. وقد زاره مسؤولون، من بينهم رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز، وأشادوا بشجاعته في نزع سلاح مسلح.
تقدير رسمي وشعبي واسع
تقديراً لهذه الشجاعة، زار رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، رفقة رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز، أحمد في المستشفى حيث يتلقى العلاج، وأشادا بدوره البطولي في إنقاذ الأرواح. كما تحول محل الفاكهة الذي يمتلكه أحمد إلى مزار، حيث غطت باقات الزهور واجهته مع لافتات تحمل عبارة: “إلى بطل بوندي”. وقال ألبانيز “نحن بلد يفتخر به، و أحمد الأحمد يمثل أفضل ما في بلدنا. لن نسمح بانقسام هذا البلد. هذا ما يسعى إليه الإرهابيون. سنتحد، وسنتكاتف، وسنتجاوز هذه المحنة.”
حملة تبرعات قياسية
أثارت إصابة أحمد البالغة في ذراعه وكتفه تعاطفاً دولياً كبيراً، خاصة مع وجود مخاوف طبية من احتمالية خسارة ذراعه (البتر). واستجابةً لذلك، حققت حملة تبرعات عبر منصة “GoFundMe” أرقاماً قياسية، حيث جمعت أكثر من 2,150,000 دولار أسترالي (ما يعادل 1.4 مليون دولار أمريكي).
عن البطل أحمد الأحمد
أحمد، وهو أب لطفلين وُلد ونشأ في سوريا قبل استقراره في أستراليا، خضع لعمليات جراحية دقيقة لعلاج جروحه الناجمة عن إطلاق النار. وقد حظي مقطع الفيديو الذي يوثق لحظة تصديه للمسلح بملايين المشاهدات، معتبرين إياه رمزاً للتضحية والشجاعة.
وأظهر مقطع مصور متداول لحظة انقضاض أحمد على المهاجم ساجد أكرم، حيث أمسك به وانتزع سلاحه المزدوج الماسورة قبل أن يسقط الأخير أرضًا ويلوذ بالفرار.
تعرض أحمد لإصابتين بالرصاص ونُقل إلى مستشفى سانت جورج، حيث يخضع لعمليات جراحية ويواجه خطر بتر ذراعه بالكامل.
نجاة أحمد ومقتل 3 حاولوا التصدي للهجوم
أربعة أشخاص من المارة تدخلوا ببسالة لإيقاف المسلحين خلال الهجوم الإرهابي في بوندي ولقوا حتفهم عدا أحمد الأحمد، وتفيد تقارير صحفية أن أحمد الأحمد هو الوحيد الذي نجا وكان أول من لقي حتفه بوريس الجورمان، وكان الزوجان الروسيان اليهوديان أول من تدخل. تُظهر اللقطات بوريس وهو يُهاجم المُطلق النار، ساجد أكرم، ويُصوّب بندقيته نحوه لفترة وجيزة قبل أن يُقتل بطلقات من المسلح الآخر.
ثم حاول رؤوفين موريسون صد المهاجم و أشارت ابنته إلى أن تدخله “قلّل من وقت إطلاق النار بدقائق”، مما أنقذ على الأرجح العديد من الأرواح بتحويل انتباه المسلحين بعيدًا عن الحشود.
وقتل بوريس غورمان (69 عامًا) وهو ميكانيكي متقاعد تصدى للمسلح وأخرجه من الطريق ونزع سلاحه مؤقتًا، ولقيت صوفيا غورمان (61 عامًا) حتفها أيضا وهي موظفة في البريد الأسترالي وقفت إلى جانب زوجها بوريس، محاولةً إجبار المسلح على التراجع. ثم تدخل رؤوفين موريسون (62 عامًا) واندفع نحو أحد المسلحين بمفرده ودون سلاح، وألقى عليه الطوب لإبعادهم عن الآخرين دون أن ينتبه إلى المسلح الآخر وهو الابن الذي أطلق عليهم النار من الجسر الذي تمركز عليه، فيما نجا أحمد الأحمد بعد أن انقضّ على المسلح “الأب” وانتزع منه البندقية؛ أصيب بخمس رصاصات وهو يتعافى حاليًا في المستشفى.

