التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة، يدفع لاستخدام السيارات الكهربائية، بدلا من السيارات العادية، التي تساهم بنسبة تلوث لا بأس بها تتسبب فيها الانبعاث التي تخرج من محركاتها.
وكالة الطاقة الدولية، قالت إن قطاع النقل مسؤول عن 24% من انبعاثات غازات الدفيئة على المستوى العالمي، ويمثّل النقل البري -الأكثر استخدامًا- نحو 75% من هذه الانبعاثات الضارة بالبيئة التي يصدرها القطاع.
السيارات الكهربائية حلول لبيئة نظيفة يدفع ثمنها العمال
أما السيارات الكهربائية، ففضلا عن أنها صديقة للبيئة، فهي كذلك لا تحتاج للصيانة الدورية لمحركها كما في السيارات العادية.
تلك النقطة ورغم إيجابيتها للمستهلك، إلا أنها أثارت مخاوف العاملين في قطاع السيارات، حيث سيؤدي ذلك إلى فقدان الكثير منهم لوظائفهم.
فورد يحذر من تخفيض العمالة
وبحسب صحيفة “فايننشال تايمز”، فإن الرئيس التنفيذي لشركة “فورد” جيم فارلي حذر خلال مؤتمر في ديترويت، من عاصفة ستهب في المرحلة المقبلة جراء التحول إلى المركبات الكهربائية.
وقال إن عدد العمال سيقل 40% عن عدد المشغلين في قطاع السيارات والشاحنات التي تعمل بالبنزين، ذلك لأنها تحتوي على أجزاء أقل، مقارنة بالسيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي.
وأوضح فارلي أن الشركة استغنت في أغسطس الماضي عن 3000 موظف وعامل متعاقد، حيث وصف المسؤولون التنفيذيون هيكل تكلفة الشركة بأنه غير قادر على المنافسة، مقارنة بشركات صناعة السيارات الأخرى.
وفي قطاع السيارات يتم استبدال سلاسل التوريد التقليدية تدريجياً بإنتاج البطاريات الكهربائية، وقد دخلت فورد وجنرال موتورز في شراكة مع صانعي البطاريات لبناء مصانع في الولايات المتحدة لتزويد البطاريات الكهربائية.
وبحسب الصحيفة، فإن قطاع السيارات في ألمانيا قد يفقد 400 ألف وظيفة خلال العقد المقبل وسط التحول إلى الطاقة الكهربائية، نتيجة لنفس السبب.
تحول عالمي نحو السيارات الكهربائية
الكثير من دول العالم تتجه إلى التحول نحو السيارات الكهربائية، فالصين البلد الذي يتجاوز عدد سكانه مليار نسمة، تستهدف بلوغ نسبة السيارات الكهربائية لديها نحو 40% من إجمالي مبيعاتها للسيارات بحلول عام 2025.
كما تسعى ألمانيا لأن يصل عدد السيارات الكهربائية بحلول عام 2030 نحو 15 مليون سيارة كهربائية.
وقد وصل عدد السيارات الكهربائية التي بيعت في ثماني عشرة دولة أوربية إلى خمس عدد السيارات، بينما بلغ عدد السيارات الهجين 19%.
التوجه العربي نحو السيارات الكهربائية
كان مؤتمر المناخ في شرم الشيخ مسرحا للإعلان عن العديد من المشروعات التي سيتم تنفيذها للتحول إلى هذا القطاع، لكن البنية التحتية لاستيعاب عدد أكبر من هذه السيارات هي العائق الذي يتخوف منه المستهلك.
السيارات الكهربائية في الدول العربية
السعودية
مع إطلاق السعودية خطتها باستثمارات ضخمة للوصول إلى حيادية الكربون بحلول 2060، تسعى المملكة إلى تحويل نحو 30% من السيارات التي تسير في شوارع العاصمة الرياض إلى النسخة الكهربائية بحلول 2030.
ومؤخر أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن إطلاق شركة “سير”، لتكون أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية في المملكة.
الإمارات
جاءت دولة الإمارات في مقدمة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في اعتماد كهربة السيارات، ووفقا لتقرير مجلس صناعات الطاقة النظيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن نسبة محطات شحن السيارات في الإمارات من بين الأعلى عالميًا.
وتضم الإمارات -وفقًا للتقرير- نحو 240 محطة عامة بطيئة الشحن مرتبطة بشبكة الطاقة، يقع 80% منها في دبي.
وكانت مدينة دبي الصناعية شهدت إطلاق أول سيارة كهربائية “الدماني” تحمل شعار “صنع في الإمارات” بتصنيع شركة “أم جلوري” الإماراتية.
الكويت
أعلنت مؤسسة الموانئ الكويتية إنشاء “إي في سيتي” (EV City) لتكون أول مدينة في الشرق الأوسط لخدمة مصنعي السيارات الكهربائية.
سلطنة عمان
أعلنت شركة “ميس” للسيارات، إحدى استثمارات الصندوق العُماني للتكنولوجيا في هذا القطاع، إنها تمكنت من تصميم نموذج أولي للسيارة لتلقي طلبات التصنيع مع تخطيط الشركة لطرح 100 سيارة كمرحلة أولى.
مصر
أعلنت مصر بشكل رسمي أنها ستصنع سيارات كهربائية، وسيتم بدء إنتاج أول سيارة كهربائية «مصرية» بنسبة تصنيع محلي 58% .
وكانت مصر قد استوردت في يوليو 2021، ثلاث عشرة سيارة كهربائية ضمن النوع الذي سيتم إنتاجه في مصر “إي70” لتجربتها في الشوارع المصرية.
ويخطط رجل الأعمال المصري محمد منصور لإنتاج 15 ألف سيارة كهربائية في مصر خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة من خلال شركته “المنصور للسيارات”، التي لديها شراكة طويلة الأمد مع مجموعة “جنرال موتورز“.
الأردن
قالت هيئة مستثمري المناطق الحرة الأردنية إن عدد السيارات الكهربائية في البلاد ارتفع خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الحالي، بنسبة 195 % إلى 5265 مركبة.
- تابعونا:
