يكشف تقرير جديد أطلقته “جي 42“، المجموعة التكنولوجية العالمية التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، كيف تؤدي فجوة بين تفاؤل قادة القطاع الرياضي بخصوص الذكاء الاصطناعي ووجود خارطة طريق واضحة لتطبيقه بنجاح، مما يؤدي إلى فشل نسبة كبيرة من المشاريع. وتوضح النسخة الثانية من تقريرها الرائد “مستقبل الرياضة والذكاء الاصطناعي”، والذي طوّر بالشراكة مع “مختبر المستقبل” (The Future Laboratory)، وهي شركة استشارية متخصصة في الاستشراف الاستراتيجي مقرها لندن. ويشير التقرير إلى أن 95% من المشاريع التجريبية للذكاء الاصطناعي تفشل بسبب غياب الاستراتيجية والنهج السليم. ويستند التقرير إلى بحث حديث يستكشف سُبل توظيف الذكاء الاصطناعي في الرياضة العالمية، ويأتي استكمالاً للنجاح الذي حققته النسخة الاولى في عام 2024 ليُشكّل مرجعاً سنوياً لتتبع مسار تبني الذكاء الاصطناعي وتوقّع تأثيراته على قطاع الرياضة. وكجزء من النسخة الثانية من التقرير، أظهر استطلاع عالمي شمل عدداً من كبار التنفيذيين في القطاع تفاؤلاً ملحوظاً، حيث أعرب 88% منهم عن ثقتهم في مستقبل تبني الذكاء الاصطناعي، فيما أكد 85% ثقتهم بفعاليته في الاستخدام العملي.
ويسلّط الإصدار الجديد من التقرير الضوء على محورين رئيسيين: الأول يمثّل التحوّل الذي شهده الذكاء الاصطناعي ليصبح قوّة محفّزةً في قطاع الرياضة، فقد بات بإمكان الأندية المتوسطة والرياضيين الهواة الوصول إلى رؤى كانت في السابق حكراً على الفرق المتقدّمة، الأمر الذي يفتح آفاقاً جديدة أمام المواهب ويزيد من حدة التنافسية على مختلف المستويات. في حين يشير المحور الثاني في التقرير إلى فجوة استراتيجية لا تزال تعيق تطور الرياضة. فبينما يرى العديد من قادة القطاع أن تبني الذكاء الاصطناعي أمر جوهري للنجاح المستقبلي، إلا أن غياب خارطة طريق واضحة والقلق من التغيير ما زالا يشكّلان عائقاً رئيسياً، في وقت تُظهر فيه البيانات أن ما يصل إلى 95% من مشاريع الذكاء الاصطناعي تفشل في تحقيق التوسع.
ومن خلال شراكات مع فرق عالمية مثل “مرسيدس – إيه إم جي بتروناس” لسباقات الفورمولا 1 وفريق الإمارات للدراجات الهوائية إكس أر جي (XRG)، تطبّق “جي 42” حلول الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء والتخطيط الاستراتيجي وتعزيز تفاعل الجماهير. وتمثّل هذه الشراكات منصات اختبار عملية لإنتاج رؤى وأدوات قابلة للتطبيق على نطاق أوسع في قطاع الرياضة.
ويوضح التقرير أن الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل الرياضة عبر خمس ركائز أساسية: الاستراتيجية والتكتيك، والموهبة، وتفاعل الجماهير، والصحة والأداء، والتصميم. وتتنوّع التطبيقات بين التحليلات التكتيكية الفورية، والتدريب الغامر بالواقع الافتراضي، وتعليق الجماهير المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى رؤى جديدة حول اللياقة البدنية والوظيفية للرياضيات النسائية وتطوير الملابس الرياضية منخفضة الكربون.
وفي هذا الصدد، قال فهيم أحمد، رئيس التسويق والاتصال المؤسسي في مجموعة “جي 42”: “نؤمن في ’جي 42‘ بأن الرياضة تشكّل منصّةً حيوية لاختبار الإمكانات المتقدمة للذكاء الاصطناعي وفتح آفاق جديدة أمامها، إذ يسهم الذكاء الاصطناعي في إحداث نقلة نوعية تشمل مختلف جوانب اللعبة بدءاً من التدريب ووصولاً إلى تفاعل الجماهير، ليجعلها أكثر إلهاماً وانفتاحاً وسهولة في الوصول. وتؤكد الرؤى المستخلصة من شراكاتنا أن الذكاء الاصطناعي لم يعد احتمالاً بعيد المنال، بل أصبح قوة فاعلة نُوظفها اليوم لإعادة تصوّر مستقبل الرياضة والعالم أجمع.”