نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة، الخميس، قولها إن السعودية وسوريا اتفقتا على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عقد.
وأكد مصدر سوري لأريبيان بزنس أن المملكة العربية السعودية تعتزم إعادة افتتاح سفارتها في العاصمة السورية دمشق خلال أيام بعد إغلاقها طيلة 12 سنة على خلفية الحرب السورية.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، قبل أيام، إنه سيتم “سيكون هناك زيارة رسمية لوزير الخارجية السعودية إلى سوريا قريباً.. بعد لقاء جمع مسؤولين سوريين وسعوديين في الرياض قبل أيام”.
وقالت وسائل إعلام روسية إن وساطة روسية إماراتية أفضت إلى تذليل العقبات أمام السعودية وسوريا، وسط ترجيحات بافتتاح القنصلية السعودية في دمشق، بعد عيد الفطر مع انتهاء شهر رمضان المبارك.
وأضافت أن هنالك جهود روسية – إماراتية بذلت في الغرف المغلقة تخللها وساطة بين البلدين العربيين، أفضت مؤخراً إلى دفع التقارب بين الدولة السورية والمملكة العربية السعودية على خلفية التقارب السعودي الإيراني.
وأكدت صحيفة “رأي اليوم” أنه عقد مؤخراً اجتماعات على مستوى سياسي رفيع بين مسؤولين سوريين ونظرائهم من المملكة العربية السعودية، وذكرت أنه بالتوازي مع زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، أمس الأحد، “كان اجتماعاً هاماً يعقد بين دمشق والرياض حقق اختراقا مهما سوف يترجم خلال الأيام القليلة المقبلة على شكل زيارة سيقوم بها وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان إلى دمشق، وفتح القسم القنصلي للسفارة السعودية في دمشق”.
وكانت الرياض قد أغلقت سفارتها في دمشق في شهر مارس/آذار العام 2012 أي بعد مرور نحو سنة على بدء الأزمة السورية، ولتنقطع بعدها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين العربيين طيلة سنوات الحرب التي انطلقت شرارتها في منتصف مارس/آذار 2011.
عودة سوريا للجامعة العربية
قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد العزيز آل سعود في لندن، يوم 7 مارس/آذار الماضي، إن زيادة التواصل مع سوريا قد يمهد الطريق لعودتها إلى جامعة الدول العربية مع تحسن العلاقات بعد عزلة تجاوزت عشر سنوات، لكن من السابق لأوانه في الوقت الحالي مناقشة مثل هذه الخطوة.
وجدد الأمير فيصل بن فرحان التأكيد على أن الإجماع يتزايد في العالم العربي على أن عزل سوريا لا يجدي وأن الحوار مع دمشق ضروري خاصة لمعالجة الوضع الإنساني هناك.
وأضاف إن “الحوار من أجل معالجة هذه المخاوف ضروري. وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وما إلى ذلك. لكن في الوقت الحالي أعتقد أن من السابق لأوانه مناقشة هذا الأمر”.
عزلة
وسوريا معزولة إلى حد بعيد عن بقية العالم العربي في أعقاب حملة دامية شنها رئيسها بشار الأسد على الاحتجاجات المسلحة لحكمه في 2011.
وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا في 2011 وسحب عديد من الدول العربية مبعوثيها من دمشق.
الاستفادة من الزلزال
استفاد “الاسد” من تدفق الدعم من الدول العربية في أعقاب الزلزال المدمر الذي وقع في السادس من فبراير/شباط الماضي، والذي أودى بحياة آلاف السوريين.
واستضافت الجزائر أول قمة عربية منذ ما قبل جائحة كوفيد-19 في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، غير أن دمشق لم تشارك بعد أن فشلت الدولة المضيفة في إقناع الدول العربية الأخرى بإنهاء تعليق عضوية سوريا.
وستستضيف السعودية القمة العربية هذا العام. ورداً على سؤال عما إذا كانت سوريا ستُدعى لحضور القمة، قال الأمير فيصل “أعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن ذلك”.
وأضاف “لكن يمكنني القول.. إن هناك توافقاً في الآراء في العالم العربي، وإن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر. وهذا يعني أنه يتعين علينا إيجاد سبيل لتجاوزه”.
مساعدة سعودية لسوريا
وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في فبراير/شباط الماضي، بتقديم الدعم والمساعدة لكل من تركيا وسوريا بعد الزلزال المدمر الذي وقع يوم 6 فبراير/شباط 2023، وخلف آلاف القتلى والجرحى، من خلال بعث فرق إنقاذ وتسيير جوي إغاثي يشمل مساعدات طبية وإنسانية بصورة عاجلة.
وكانت جامعة الدول العربية قد علقت في 2011، عضوية سوريا، وذلك بعد اندلاع الأزمة السورية في مارس/آذار من العام نفسه، وبقي المقعد شاغراً في كل الاجتماعات، ما عدا اجتماع القمة في مارس/آذار 2013، حيث شغل المقعد آنذاك معاذ الخطيب رئيس الائتلاف المعارض المدعوم من تركيا ودول خليجية.