قامت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية بتقليص عدد رحلاتها لأكثر من 50% خشية تفاقم الحرب الدائرة في غزة التي جلبت بعض العمليات العسكرية إلى حدود لبنان في أكثر من مرة على مر الأسبوعين الماضيين.
تأتي خطوة تقليص طيران الشرق الأوسط تزامنا مع حث عدة دول مواطنيها مغادرة البلاد المحيطة بفلسطين بسبب مخاوف من توسع دائرة الحرب لتطال دول أخرى في الفترة المقبلة.
مفاوضات طيران الشرق الأوسط مع شركات التأمين
وجاء القرار بعد مفاوضات أجرتها شركة طيران الشرق الأوسط مع شركات تأمين، أكدت لها وجود مخاوف حدوث تصعيد عسكري أكبر في لبنان قد يهدد رحلات الطيران، كما حدث في حرب يوليو 2006 عندما استهدفت إسرائيل مطار رفيق الحريري الدولي لتشر حركة.
وما تزال المنطقة الحدودية اللبنانية الإسرائيلية تشهد مناوشات وقذائف وقصف بين الطرفين منذ السابع من أكتوبر الجاري عندما شنت حركة حماس الفلسطينية هجوما غير مسبوق على إسرائيل، لتشتعل الحرب بعد ذلك في المنطقة.
إلغاء أكثر من نصف الرحلات
رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط، محمد الحوت قال في تصريحات للصحفيين في مطار بيروت: “سَتُلْغَى أكثر من نصف رحلات الشركة مع ضمان استمرار تأمين التواصل بين لبنان والخارج”.
وأضاف الحوت: “بداية من يوم الأحد المقبل ستعمل 8 طائرات فقط من أصل 22 طائرة تجارية، وسنضع نحو 10 طائرات بداية من مساء السبت في مطارات دول أخرى مثل قبرص أو تركيا أو قطر أو غيرهم من الدول”.
وتنص الخطة اللبنانية على أن تعود الطائرات إلى دول أخرى بعد إنهاء رحلاتها اليومية بدلا من العودة إلى بيروت.
وواصل الحوت: “شركات التأمين بدأت تعرب عن قلقها بعد يومين أو ثلاثة من بداية هجوم حماس، ليتم تخفيض قيمة التأمين على أخطار الحرب بحولي 80 بالمئة”.
واكتفى حزب الله اللبناني حتى الآن بقصف مواقع إسرائيلية حدودية، لكن يتوقع محللين أن جبهة جديدة قد تفتحه إسرائيل مع لبنان، خاصة في حالة حدوث هجوم بري متوقع على غزة في الأيام المقبلة.
وأردف الحوت “اتخذت شركات التأمين، قرارا قاسيا تحسبا لوقوع عملية برية إسرائيلية في غزة قد يكون لها تداعيات على لبنان”.
وقبل اتخاذ قرار تخفيض الرحلات الجوية، قامت دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيان وألمانيا وبلجيكا بحث مواطنيها على عدم السفر إلى لبنان.
وعلقت مؤسسات أخرى رحلاتها إلى لبنان مثل الخطوط الجوية السويسرية حتى يوم 28 من أكتوبر الجاري، وكذلك شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا التي علقت رحلاتها إلى بيروت حتى 22 من الشهر الجاري.
وارتفعت حصيلة العمليات العسكرية الحدودية بين لبنان وإسرائيل إلى مقتل 22 شخصا في لبنان وفقا وكالة “فرانس برس” أغلبهم من مقاتلي حزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى 3 مدنيين بينهم مصور في وكالة رويترز للأنباء، وقتل 3 أشخاص على الأقل من الجيش الإسرائيلي.