يحتفل ساتيا ناديلا بعامه العاشر كرئيس تنفيذي لشركة مايكروسوفت، متوجا عقدا من النمو المذهل حيث قام بتحويل عملاق البرمجيات البطيء الحركة إلى التركيز على الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.
ارتفعت أسهم مايكروسوفت بأكثر من 1000% منذ أن تولى ناديلا منصبه في عام 2014، مقارنة بالنمو التدريجي بنسبة 185% لمؤشر ستاندرد أند بورز 500 الأوسع، شهد ناديلا أكبر تحول محتمل لشركة تكنولوجيا على الإطلاق.
وتبلغ القيمة السوقية لشركة مايكروسوفت الآن 3 تريليونات دولار، أكثر من أي شركة أمريكية مساهمة عامة، بما في ذلك منافستها منذ فترة طويلة أبل.
لقد أنشأت مايكروسوفت 2.8 تريليون دولار من ثروة المساهمين في العقد الماضي، مما يعني أن المستثمر الذي اشترى حصة بقيمة 10000 دولار في مايكروسوفت في الوقت الذي تولى فيه ناديلا منصبه ولم يفعل شيئا بهذه الأسهم، سيكون لديه حصة تبلغ قيمتها حوالي 113000 دولار الآن.
كيف حدث ذلك؟
قال ناديلا للموظفين في مذكرة افتتاحية قبل 10 سنوات، وهي عبارة عن ضربة افتتاحية ألمحت إلى تحولات أكبر قادمة: “صناعتنا لا تحترم التقاليد، إنها تحترم فقط الابتكار”.
ناديلا هو الرئيس التنفيذي الثالث لشركة مايكروسوفت، بعد ستيف بالمر، الذي استمر في منصبه لمدة 14 عاما، وبيل جيتس، الذي شارك في تأسيس الشركة في عام 1975 وطرحها للاكتتاب العام في عام 1986.
حدثت تغييرات كبيرة بسرعة تحت قيادة ناديلا، لقد قام بتنظيم الموارد لبناء منصة الحوسبة السحابية Azure، وهو تحول في الأولويات من اعتماد الشركة منذ فترة طويلة على نظام التشغيل Windows الرائد الخاص بها والعائدات التي تحصل عليها مقابل كل جهاز كمبيوتر يتم بيعه معه.
كما نجح إلى حد كبير في كبح جماح محاولات مايكروسوفت المشؤومة للحاق بسوق الهواتف الذكية، والتي تميزت باستحواذ سلفه بالمر على قطاع الهواتف في نوكيا مقابل 7.3 مليار دولار.
لكن بعض أكبر التغييرات كانت في ثقافة الشركة، والتحول بعيدا عن سمعة مايكروسوفت الخارجية والمشاحنات الداخلية إلى نهج أكثر تعاونية صاغه ناديلا في شخصيته الجماعية وعقلية المهندس.
معظم نقاط قوة ناديلا تكمن في كيفية تميزه عن “الرئيس التنفيذي ذو الغرور القوي للغاية” النموذجي. وبدلا من الإدلاء بتصريحات جريئة، يتبع ناديلا نهجا أكثر اعتدالا في شرح “إلى أين يتجه المستقبل”.
لقد جعل ناديلا منذ فترة طويلة إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا أولوية، مسترشدا بتجربته في تربية ابنه الذي كان يعاني من ضعف البصر، والشلل الرباعي، والشلل الدماغي حيث توفي زين ناديلا عام 2022.
الذكاء الاصطناعي
إن ما أوصل مايكروسوفت إلى أعلى مستوياتها هو ظهورها كشركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث وضعت جدول الأعمال حول كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في العمل والمجتمع.
في حين كان ناديلا يركز على الذكاء الاصطناعي طوال معظم فترة ولايته، إلا أن دوره لم يكن مضمونا وقد حدث بعد سنوات من التخطيط الدقيق الذي أدى إلى شراكة وثيقة مع OpenAI، صانع ChatGPT.
لم تكن فترة ولاية ناديلا خالية من العقبات، خاصة بالنظر إلى مدى اعتماد العالم بشكل كبير على منتجات مايكروسوفت مما يؤدي في بعض الأحيان إلى إحباط الأشخاص الذين يستخدمونها.
ساعدت شهادة ناديلا الواثقة في جلسة استماع بالمحكمة الفيدرالية الصيف الماضي في إقناع القاضي بعدم منع شراء مايكروسوفت لشركة ألعاب الفيديو العملاقة Activision Blizzard، لكن الشركة تواجه الآن جولة أخرى من الأسئلة حول شراكتها مع OpenAI.
ومن غير المرجح أن تدفع أي من هذه التحديات ناديلا، 56 عاما، الذي حصل على 48.5 مليون دولار من إجمالي التعويضات العام الماضي ويرأس أيضا مجلس إدارة مايكروسوفت منذ عام 2021، إلى الخروج من أدواره القيادية في أي وقت قريب.
- تابعونا:
