أثارت عودة محمد صلاح قائد منتخب مصر لكرة القدم إلى ناديه الإنكليزي ليفربول لتلقي العلاج من الإصابة التي تعرّض لها في مباراة غانا، ضمن الجولة الثانية من كأس أمم إفريقيا 2023 المقامة في كوت ديفوار جدلًا واسعًا في الأوساط الكروية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وهاجم العديد من نجوم اللعبة والسابقين والصحافيين والإعلاميين محمد صلاح غامزين في خانة أنه يتخاذل وأن عودته مقترنة بالوصول إلى المباراة النهائية.
وأصيب صلاح بشد في العضلة الخلفية ما يتطلب خضوعه لراحة بين 3 و6 أيام ما يؤدي إلى غيابه عن مباراة الجولة الثالثة من دور المجموعات أمام الرأس الأخضر (كاب فيردي)، ومباراة ربع النهائي في حال حصوله على بطاقة التأهل، أي أنه قادر على العودة في نصف النهائي.
وكان الاتحاد المصري قال في بيان له الأحد إن صلاح سيسافر إلى إنكلترا عقب مباراة كاب فيردي (الرأس الأخضر)، الإثنين، لاستكمال علاجه.
ومع انتشار خبر رغبته بالعودة إلى ليفربول لتلقي العلاج ما اعتبره البعض تقاعصاً عن أداء الواجب الوطني وتفضيل “الريدز” على مصر تعرض محمد صلاح لانتقادات كثيرة من الجماهير والإعلاميين وصناع المحتوى الذين هاجموه معتبرين أن بقاءه يساعد معنوياً الفريق أما رحيله فيسبب شرخاً.
ميدو: لا يليق أن تترك الفريق وترحل
وقال أحمد حسام ميدو نجم منتخب السابق إن على محمد صلاح أن يراجع نفسه ولا يترك الفريق في وسط المشوار.
ووجه ميدو رسالة إلى صلاح عبر حسابه على منصة “إكس” قال فيها: “أنت كابتن المنتخب لا يليق أبداً بتاريخك أن تترك الفريق وترحل… كلوب (مدرب ليفربول) يفكر في مصلحته فقط عندي أمل كبير أنك ترفض طلب ليفربول وتتمسك بالبقاء مع المنتخب حتى آخر يوم له في البطولة”.
وأضاف ميدو: “أرجوا من الإعلام المصري بعدم الحديث عن صلاح اليوم قبل المباراة الهامة لمنتخبنا باقي اللاعبين يستحقون مننا أن نحترمهم منتخب مصر يستحق مننا أن نحترمه… كل الدعم لمجموعة اللاعبين المتاحين لخوض مباراة الليلة وإن شاء الله الفوز والتأهل يكون من نصيبنا”.
كما رأى النجم السابق لمنتخب مصر هاني رمزي مغادرة محمد صلاح يعد خطأ عدم تقدير للمسؤولية.
وتساءل الإعلامي إبراهيم فايق “هل إصابة محمد صلاح بهذه الخطورة التي تجعل من قائد منتخب مصر يغادر بعثة الفريق للعودة إلى ليفربول؟”
وقال في منشور على حسابه في “إكس” ألم يكن من الأجدر أن يبقى النجم الأول محفزاً وداعماً لزملائه اللاعبين لحين الشفاء أم أن الثقة معدومة بالفريق الطبي للمنتخب أو الإمكانيات المتوفرة. بكل الأحوال ألف سلامة أبو مكة وكل التوفيق منتخب الفراعنة”.
ودافع صلاح عن قراره، قائلا في المؤتمر الصحفي الذي يسبق مباراة كاب فيردي: “الإصابة في كتفي خطيرة، وقد تتفاقم إذا لم أعالجها بشكل صحيح. أريد أن أكون جاهزاً لخوض باقي مباريات البطولة، لذلك قررت العودة إلى ليفربول لاستكمال العلاج”.
وأضاف: “أفهم الانتقادات التي وجهت إلي، لكنني أريد أن أؤكد أنني أضع مصلحة المنتخب في المقام الأول. أنا قائد المنتخب، وواجبي أن أكون جاهزا دائما لمساعدة الفريق”.
وختم صلاح حديثه قائلا: “أتمنى أن يفوز منتخب مصر في مباراة كاب فيردي، وأن يتأهل إلى الدور المقبل”.
ورد صلاح على انتقادات الإعلام بشأن أدائه مع الفريق، قائلاً: “لم أسمع أي شيء عن انتقادات الإعلام في مصر، لكنني أتفهم الأمر ومعتاد عليه، لكن لدينا لاعبين انضموا لأول مرة إلى المنتخب وقد يتأثرون بالضغط، لذلك من لا يريد أن يتحدث بإيجابية على الأقل لا يتحدث بسلبية”.
كواليس قرار مغادرة محمد صلاح
كشف مصدر من المنتخب المصري أن قرار مغادرة صلاح لمعسكر الفراعنة في كوت ديفوار والسفر إلى ليفربول لاستكمال علاجه هناك، كان متفق عليه بين الاتحاد المصري وليفربول.
وأوضح المصدر أن السبب الرئيسي وراء هذا القرار هو ضعف التجهيزات الطبية في كوت ديفوار، خاصة وأن المنتخب المصري سيسافر إلى مدينة سان بيدرو لخوض مباراة دور الـ16، وهي مدينة صغيرة ذو إمكانيات ضعيفة.
وأشار المصدر إلى أن صلاح كان سيستمر مع المنتخب إذا حدثت له هذه الإصابة في مصر، لأن التجهيزات الطبية هناك جيدة للغاية.
حلم محمد صلاح بالتتويج باللقب
وأعرب صلاح عن حلمه بالتتويج باللقب، قائلاً: “الجميع يدرك ماذا يعني التتويج بكأس أمم إفريقيا، لم نكن محظوظين في النسخة الماضية وفي الغابون، لكننا سنقدم كل ما لدينا من جهد للفوز والتأهل”.
وأضاف: “كرة القدم تتطور في إفريقيا بشكل كبير بسبب الاحتراف في سن صغير، وهو ما يفيد المنتخبات. في مصر لا يرغب اللاعبون في الاحتراف بسبب حصولهم على قدر كبير من النجومية هنا”.
وتابع: “الفوارق الفنية ليست كبيرة في أوروبا مقارنة بنا، احتراف اللاعب في سن صغير يمنحه أفضلية دائما”.
وختم صلاح حديثه قائلا: “فاز المنتخب المصري بكأس أمم إفريقيا سبع مرات، وأريد أن أكون جزءاً من هذا التاريخ”.