Posted inمجتمعأخبار أريبيان بزنسأخبار عربيةالسلعبيانات السوقتجارةترفيهدولشركاتمنوعات

صناعة العطور في السودان: خُمرة تفوح من البيوت ومصانع تواجه أزمات

وإذا كانت القاهرة رائحة المانجو والزنجبيل، وبيروت رائحة الشمس والبحر والدخان والليمون، كما يقول درويش، فإن السودان هو رائحة العطر نفسه، رائحة "الخُمرة" و"الدلكة" وعطور محلية تصنعها النساء السودانيات بأيديهن، لتصبح عنوانا لهن، فبمجرد أن تمر السيدة السودانية بجوارك ستعرف من عطرها أنها سودانية.

كل مدينة لا تعرف من رائحتها لا يُعوَّل على ذكراها، يقول شاعر فلسطين الشهير محمود درويش في كتابه “في حضرة الغياب”.

وإذا كانت القاهرة رائحة المانجو والزنجبيل، وبيروت رائحة الشمس والبحر والدخان والليمون، كما يقول درويش، فإن السودان هو رائحة العطر نفسه، رائحة “الخُمرة” و”الدلكة” وعطور محلية تصنعها النساء السودانيات بأيديهن، لتصبح عنوانا لهن، فبمجرد أن تمر السيدة السودانية بجوارك ستعرف من عطرها أنها سودانية.

في السودان اتجاهين أساسيين في صناعة العطر، الأول هو صناعة العطر من نباتات ومواد أولية لإنتاج عطر سوداني أصلي.

أما الثاني هو إعادة معالجة عطور مستوردة من الخارج، بدمج أكثر من نوع وتكوين مركب جديد برائحة جديدة تأخذ مسمى سوداني جديد، أو حتى بإعادة إنتاج نفس العطر المستورد بنفس المسمى، بحسب صحيفة “الانتباهة” المحلية السودانية.

الاتجاه الأول وهو الأشهر والأكثر تميزا بالنسبة للشعب السوداني، هو ما تصنعه السيدات في المنازل بأنفسهن، وتتعطر به المرأة السودانية في طقوس شديدة الخصوصية، خاصة في الأعراس، ولاسيما ما يعرف بـ“يوم الريحة”، حسبما ذكرت الباحثة الأنثروبولوجية السودانية أميرة أحمد في مقال بحثي لها بموقع “الأنطولوجيا”.

أشهر العطور السودانية:

هناك أسماء تجارية كثيرة للعطور المطروحة بالأسواق السودانية، تفوح منها رائحة المكون الثقافي السوداني، ومنها: بت السودان، سنيور عطر الدخان، السرتية، المحلبية، ولكننا سنتناول بشيء من التفصيل نوعين مميزين وهما الدلكة والخمرة.

الدلكة

هناك أكثر من نوع من الدلكة، تختلف باختلاف المواد التي تدخل في صناعتها، ومنها دلكة الذرة، ودلكة المحلب، بحسب موقع صحيفة “اليوم التالي” السودانية.

  • دلكة الذرة تتكون من مسحوق دقيق الذرة، ويضاف إليها القرنفل.
  • أما دلكة المحلب فتتكون من مسحوق المحلب الناعم، الذي يُعجن بعصير الليمون المخفف بالماء.

وفي كلا النوعين تتم ما تسمى بعملية التدخين، ثم يرش العجين الناتج بعطور مثل الصندلية والمسك المسحوق، ثم يعبأ العجين ويترك عدة أيام حتى يتشرب العطور المضافة إليه.

بعد ذلك تُستخدم الدلكة في تدليك جسد المرأة بها، مع تخفيفها بالماء لتسهيل استخدامها، وبعد تركها على الجسم لدقائق، يغسل الجسم منها، بعد أن تترك الدلكة عليه نعومة ونضارة ورائحة ذكية.

الخُمْرة

  • خليط من العطور تتكون من خلط ما تسمى بالعطور اللينة (أي السائلة) بالعطور الجافة وهو مسحوق من الأخشاب العطرية. ومن أشهر أنواع الخُمرة، ما يعرف بخمرة المحلب، الضفرة، الصندل، والبيضاء، وأنواع أخرى.
  • تدخل في صناعة الخمرة أنواع من العطور المستوردة الفرنسية، ومنها: فلور دي مور، سوار دي باريس، ريف دور. إضافة إلى العطور الشرقية الجافة مثل: خشب الصندل، المسك التركي، الضفرة، المحلب، القرنفل.
  • هذه الصناعة التي تحترفها النساء في المنزل لاستخدامهن الشخصي، تعد أيضا بمثابة مصدر دخل لهن، حين يبعنها في الأسواق، أو يوردنها إلى المحال التجارية، خاصة وأنها تباع بأسعار مرتفعة نظرا لجودة صناعتها، بحسب “اليوم التالي”.

صناعة عريقة

بعيدا عن التصنيع المنزلي هناك صناعة احترافية بالمصانع السودانية، ولكنها أقرب ما تكون إلى إعادة تدوير أو إعادة صياغة لعطور مستوردة، أو حتى إنتاج نفس العطر بتركيزات جديدة.

ضمن المنتجين للعطور في السودان شركة صناعة العطور والتواليت العالميَّة لصاحبها سليمان صالح خضر وأولاده، وهي تعمل في السودان بموجب توكيلات من شركات أجنبية، منذ أن تأسست عام 1962م.

ومن المنتجات التي تصنعها الشركة: تاجوج، بردايس بيوتي، ندوة، كلونيا، سنيور عطر الدخان، وعطر الصندل، وشارلي، بحسب صحيفة الانتباهة.

نشاط الشركة تقلص في السنوات الأخيرة نظرًا لصعوبات استيراد الخامات بسبب السيولة النقدية وتوافر العملة الصعبة، ولكنها لازالت تعمل، وتستورد خامات من فرنسا وبريطانيا والهند والصين، وتُرَكّب وتعبأ وتباع في السودان.

من شركات العطور العريقة في السودان أيضا، شركة روائح النيل الأزرق، وهي الوكيل الوحيد لشركة الشبراويشي المصرية بالسودان، لصاحبها صالح عبد الرحمن يعقوب، الذي أسسها عام 1957م.

بدأت الشركة كوكيل لشركة الشبراويشي في مصر، الرائدة في صناعة كولونيا 555، حيث كانت تستورد خام الكولونيا من مصر، وتحصل على الماء المقطر من شركة التقطير الحديثة في بحري، وتعمل على تركيب العطر وتعبئته وتغليفه ثم طرحه بالأسواق السودانية.

وتوضح الانتباهة أن الشركة حصلت في السابق أيضا على توكيلات لصناعة منتجات أخرى، ومنها “قولد صاروخ” و”سوار باريس” و”فليردامور”، إلا أنها تعاني مشاكل في الاستيراد بسبب قلة توافر العملة الأجنبية مؤخرًا.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا