قدم بورغه برنده، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس“، نظرة صارخة للاقتصاد العالمي، قائلا إن العالم يواجه عقدا من النمو المنخفض إذا لم يتم تطبيق الإجراءات الاقتصادية الصحيحة.
وفي حديثه يوم الأحد في “الاجتماع الخاص بشأن التعاون العالمي والنمو والطاقة من أجل التنمية” الذي عقده المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس”، في الرياض بالمملكة العربية السعودية، حذر من أن نسب الدين العالمية تقترب من مستويات لم تشهدها منذ عشرينيات القرن التاسع عشر، وأن هناك خطر “الركود التضخمي” بالنسبة للاقتصادات المتقدمة.
رئيس منتدى دافوس.. لا يمكننا الدخول في حرب تجارية

وقال رئيس منتدى دافوس، في تصريحات لـ “سي إن بي سي”: “الأمر ليس سيئا، لكنه ليس ما اعتدنا عليه، حيث كان اتجاه النمو يبلغ 4% لعقود من الزمن”، مضيفا أن هناك خطر حدوث تباطؤ مثل ذلك الذي شهدناه في بعض الاقتصادات الكبرى خلال سبعينيات القرن الماضي.
وردا على سؤال حول تجنب فترة من النمو المنخفض، قال: “لا يمكننا الدخول في حرب تجارية، لا يزال يتعين علينا التجارة مع بعضنا البعض”.
الديون العالمية تقفز لمستوى غير مشهود منذ حروب نابليون

وتوقع رئيس منتدى دافوس، أن يشهد مجال التجارة وسلاسل القيمة العالمية تغيرات كثيرة، داعيا إلى تجاوزها عبر الدعم والتعاون بين الشركاء، قائلا: يجب علينا التركيز على حل مشكلة الديون العالمية.. خاصة وأننا لم نشهد هذا النوع من الديون منذ الحروب النابليونية، ونحن نقترب من 100% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في الديون”.
وأكد بورغه برنده، أن الحكومات يجب أن تدرس كيفية خفض الديون، وتنفيذ السياسات المالية الصحيحة دون الوقوع في خطر الركود.
وأشار أيضًا إلى الضغوط التضخمية المستمرة وإمكانية استغلال الذكاء الاصطناعي التوليدي كفرصة للدول النامية.
توقعات صندوق النقد الدولي للدين العالمي

ويتوافق تحذير رئيس منتدى دافوس، مع تقرير حديث صادر عن صندوق النقد الدولي، والذي أشار إلى أن الدين العام العالمي ارتفع إلى 93% من الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي، ولا يزال أعلى بنسبة 9 نقاط مئوية من مستويات ما قبل الوباء.
وتوقع صندوق النقد الدولي، أن يقترب الدين العام العالمي من 100% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية العقد.
وأشار الصندوق أيضا إلى ارتفاع مستويات الديون في الصين، والولايات المتحدة، قائلا إن السياسة المالية الفضفاضة في الفترة الأخيرة تضع ضغوطا على أسعار الفائدة، والدولار، وهو ما يؤدي بعد ذلك إلى ارتفاع تكاليف التمويل في جميع أنحاء العالم، مما يؤدي إلى تفاقم مواطن الهشاشة الموجودة من قبل.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي قليلا، قائلا إن الاقتصاد العالمي أثبت “مرونته بشكل مدهش” على الرغم من الضغوط التضخمية، وتحولات السياسة النقدية.
وتوقع صندوق النقد، حاليا، نموا عالميا بنسبة 3.2% في عام 2024، بزيادة متواضعة قدرها 0.1 نقطة مئوية عن توقعاته السابقة في يناير الماضي.
الخطر الأكبر الركود الجيوسياسي
وقال رئيس منتدى دافوس، إن الخطر الأكبر الذي يواجه الاقتصاد العالمي الآن هو “الركود الجيوسياسي الذي نواجهه”، مسلطا الضوء على “التوترات الأخيرة بين إيران وإسرائيل”.
وأضاف بورغه برنده:” هناك الكثير من عدم القدرة على التنبؤ، ويمكنك بسهولة الخروج عن نطاق السيطرة”.
وضرب مثلا قائلا:” إذا تصاعد الصراع بين إسرائيل، وإيران، قد يرتفع سعر النفط إلى 150 دولاراً بين عشية وضحاها.. وهذا بالطبع سيكون له ضرر كبير على الاقتصاد العالمي”.