ارتفعت أسعار الذهب اليوم الجمعة مع تراجع الدولار عن مستوياته المرتفعة، وذلك قبل صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة المقرر الإعلان عنها لاحقًا اليوم.
على الرغم من هذا الارتفاع، يتجه الذهب نحو تسجيل خسارة أسبوعية نتيجة إشارة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى إبطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة خلال عام 2025.

بحلول الساعة 09:41 بتوقيت جرينتش، سجل الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.5% في المعاملات الفورية ليصل إلى 2605.41 دولار للأوقية (الأونصة). ومع ذلك، تكبد المعدن النفيس خسارة أسبوعية بلغت حوالي 1.6%.
كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.4% لتصل إلى 2619.40 دولار للأوقية.
ترقب بيانات التضخم الأمريكية
يتابع المستثمرون باهتمام كبير صدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية، الذي يُعد المقياس المفضل للتضخم لدى البنك المركزي الأمريكي، ومن المتوقع أن توفر هذه البيانات المزيد من المؤشرات حول الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة.
السياسة النقدية وتوجهات السوق
قام البنك المركزي الأمريكي أمس الخميس بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وأظهرت البيانات الاقتصادية نمو الاقتصاد الأمريكي بوتيرة تفوق التوقعات خلال الربع الثالث، كما تراجعت طلبات إعانة البطالة، مما يعزز التوقعات بأن البنك سيتبع نهجًا حذرًا في تخفيف سياسته النقدية.
جدير بالذكر أن ارتفاع أسعار الفائدة يؤثر سلبًا على جاذبية الذهب باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا.

أداء المعادن النفيسة الأخرى
الفضة: انخفضت في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% لتصل إلى 28.91 دولار للأوقية. وتتجه الفضة لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ ديسمبر 2023.
البلاتين: تراجع بنسبة 0.3% ليصل إلى 920.94 دولار للأوقية.
البلاديوم: سجل انخفاضًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 903.25 دولار للأوقية. وكلا المعدنين يتجهان لتحقيق خسائر أسبوعية.
يظل التركيز الآن على البيانات الاقتصادية المنتظرة ودورها في تحديد مسار الأسواق خلال الفترة المقبلة.

تراجع سعر الدولار اليوم الجمعة
كما تراجع الدولار الأمريكي اليوم الجمعة، لكنه لا يزال قريبًا من أعلى مستوى له خلال عامين، مما يشير إلى احتمال تسجيل ثالث مكسب أسبوعي متتالٍ. جاء ذلك مع استيعاب الأسواق لمجموعة من الإجراءات التي اتخذتها البنوك المركزية العالمية، إضافة إلى خطر إغلاق الحكومة الأمريكية الوشيك.
انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.20% مقابل ست عملات رئيسية ليصل إلى 108.2، بعد أن كان قد ارتفع في وقت سابق إلى أعلى مستوى له في عامين عند 108.54.
أداء العملات الأخرى
شهدت العملات بوجه عام انتعاشًا طفيفًا بعد التراجعات الحادة التي دفعتها إلى مستويات منخفضة. من أبرزها الوون الكوري الجنوبي، والذي هبط إلى أدنى مستوى له خلال 15 عامًا.
كما انخفض الدولار الكندي إلى أضعف مستوياته خلال أكثر من أربع سنوات، وبلغ كلا من الدولار النيوزيلندي والأسترالي أدني مستواياتهما خلال عامين حيث استقر الدولار الأسترالي عند 0.6238 دولار ، أما الدولار النيوزيلندي ارتفع بنسبة 0.18% ليصل إلى 0.5641 دولار، كلا العملتين تتجهان لتسجيل خسائر أسبوعية بنحو 2%.
بالرغم من ذلك، سجل اليورو أدنى مستوى له في شهر عند 1.03435 دولار اليوم الجمعة.
وفي تطور متصل، قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يستورد النفط والغاز الأمريكيين لتعويض “العجز التجاري الهائل” مع الولايات المتحدة، وإلا فسيواجه عقوبات جمركية.
لاحقًا، تعافت العملة الأوروبية الموحدة من خسائرها أمام الدولار لترتفع بنسبة 0.16% في أحدث تعاملات وتصل إلى 1.038 دولار.
إغلاق الحكومة الأمريكية يلوح في الأفق
ما زالت احتمالية إغلاق الحكومة الأمريكية قائمة، إذ فشل مجلس النواب يوم أمس الخميس في تمرير مشروع قانون الإنفاق الذي يدعمه الرئيس ترامب.
ومع اقتراب انتهاء أجل التمويل الحكومي عند منتصف الليل اليوم الجمعة، يهدد الفشل في تمديد الموعد النهائي ببدء إغلاق حكومي جزئي قد يؤثر على تمويل قطاعات كبيرة.
تحركات العملات الآسيوية

الين الياباني
انخفض إلى أدنى مستوى له خلال خمسة أشهر عند 157.93 مقابل الدولار. في وقت لاحق، استعاد الين بعض خسائره وجرى تداوله عند 156.66، مرتفعًا بنسبة 0.5%، بعد تصريحات من مسؤولين ماليين يابانيين كبار أشاروا فيها إلى قلق الحكومة بشأن التحركات الأخيرة في سوق الصرف الأجنبي واستعدادها للتدخل إذا لزم الأمر.
يأتي ذلك في أعقاب قرار بنك اليابان المركزي يوم أمس الخميس بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، مع غياب تصريحات واضحة من المحافظ بشأن توقيت رفع تكاليف الاقتراض.
أداء الجنيه الإسترليني
تراجع الجنيه الإسترليني في وقت سابق إلى أدنى مستوى له خلال شهر عند 1.2475 دولار، لكنه استقر لاحقًا عند 1.2499 دولار. شهد التصويت في بنك إنجلترا المركزي يوم أمس الخميس انقسامًا واضحًا، حيث أيد ستة أعضاء الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير مقابل ثلاثة أصوات معارضة، مما يشير إلى اختلاف كبير في الرؤى حول كيفية التعامل مع الاقتصاد الذي يعاني من ضغوط التضخم.
هيمنة الدولار
من المتوقع أن ينهي الدولار الأسبوع بارتفاع نسبته 1% مقابل سلة العملات، مدعومًا بتوقعات استمرار ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية لفترة أطول. الأسواق الآن تأخذ في الحسبان تخفيضات في أسعار الفائدة تقل عن 40 نقطة أساس خلال عام 2025.
التركيز على بيانات التضخم الأمريكية
ينتظر المستثمرون صدور بيانات أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية في وقت لاحق اليوم الجمعة، وهو المقياس المفضل للتضخم لدى البنك المركزي الأمريكي. هذه البيانات ستوفر إشارات إضافية حول آفاق الاقتصاد الأمريكي.