Posted inمنوعاتآخر الأخبارأخبار أريبيان بزنسشركاتقطاعاتمجتمع

عوائق أمام “التأمين المفتوح”

تحديد العقبات التي تقف في وجه اعتماد “التأمين المفتوح” والركائز الأساسية الكفيلة باعتماده

أصبح العصر الرقمي واقعاً نعيشه كل يوم ومضى أوان الحديث عن مزاياه وسلبياته. ولم يعد دور التكنولوجيا المتقدمة مقتصراً على توفير احتياجاتنا اليومية بل أصبحت ركناً أساسياً فيها، حتى امتد تأثيرها ليشمل كثيراً من قطاعات العمل إن لم يكن غالبيتها.

وبدوره، ازداد اعتماد قطاع الخدمات المالية بأكمله على التكنولوجيا التي جاءت نتيجة العصر الرقمي، لكن قطاع التأمين لا يزال بطيئاً في الاعتماد عليها. وفي الوقت الذي ينظر فيه غالبية الناس إلى التأمين على أنه حاجة ضرورية يجب الحصول عليها، تأخر قطاع التأمين في مجاراة عجلة التغيير التكنولوجي.

أرجون فير سينغ، الشريك والرئيس المشارك لقسم ممارسات التكنولوجيا المالية العالمي -شركة آرثر دي ليتل

عملية الانتقال من تقديم الخدمات المصرفية المفتوحة إلى مفهوم التمويل المفتوح وصولاً إلى عصر التأمين المفتوح

أحدث الانتقال من تقديم الخدمات المصرفية المفتوحة إلى مفهوم التمويل المفتوح نقلةً نوعية، وبهذا الانتقال أصبح الطريق أمام قطاع التأمين المفتوح سالكاً لإحداث تحولٍ في عمل قطاع التأمين. ومن خلال توسيع نطاق عمل قطاع التأمين ليشمل التأمين المفتوح، سيكون أمام العملاء عدد من الفرص التي لا تحصى للتعرف على مفاهيم مثل “تقديم التأمين كجزء من الخدمة” و”التأمين المدمج”. وعندما يصبح قطاع التأمين المفتوح جزءاً من سوق العمل، سيوفر فرصاً للتحفيز على الابتكار، وسيحظى باهتمام شريحة كبيرة من شركات التكنولوجيا العاملة في مجال التأمين للدخول إلى أي سوق، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي، مما سيؤدي إلى تجاوز المعايير المتعارف عليها واستبدال ممارسات التأمين التقليدية.

لماذا يعتبر التأمين المفتوح نقلة نوعية في عمل قطاع التأمين

أصبح التأمين المفتوح رمزاً للحداثة بسبب قدرته على مشاركة البيانات التي تمتلكها شركات التأمين والإمكانيات الهائلة التي يمتلكها للعمل ضمن منظومة شريكة تتميز بنشاطها وقدرتها على التوسع باستمرار. يعكس التأمين المفتوح المسار الذي سلكه القطاع المصرفي لإحداث نقلة نوعية في العمل، والاستفادة من المزايا التي توفرها واجهات برمجة التطبيقات لتعزيز إمكانات الابتكار والتعاون، في ظل وجود عدد كبير من الفرص في هذا المضمار. كما يوفر التأمين المفتوح للعملاء الراحة، والمرونة، والخدمات التي تلبي طلبهم، ويزود شركات التأمين بالأدوات اللازمة لتحديد العملاء المستهدفين، ورفع الكفاءات التشغيلية، والارتقاء بالمنتجات والخدمات، وزيادة دقة البيانات.

الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا وشركات التكنولوجيا التي تعمل في مجال التأمين

تعد التكنولوجيا من أهم العوامل التي تسهم في تحويل التأمين المفتوح إلى واقع ملموس. وتلعب شركات التكنولوجيا الناشئة التي تعمل في مجال التأمين والتي تمتاز بسرعة عملها دوراً رئيسياً في هذا المجال من خلال وضع النماذج الأولية، واختبارها، ونشرها وإيجاد الحلول بوتيرة لا تستطيع شركات التأمين التقليدية مجاراتها. أعادت هذه الشركات التي تتسم بالمرونة وسرعة التطور تعريف مفهوم حث الجهات المعنية على المشاركة، وتحررت من القيود التقليدية المفروضة على قطاع التأمين. ولكن لا تزال هنالك عقبات أمام إحداث تغيير في قطاع عملٍ يقاوم التغيير. والجدير بالذكر أن التعاون بين الشركات المسيطرة على السوق والشركات التي تعمل في مجال تكنولوجيا لن يكون بالأمر السهل، وهذه فقط بعض العقبات العديدة التي يجب التغلب عليها إذا أردنا العمل في مجال التامين المفتوح.

تحديد الركائز الأساسية الكفيلة بتحقيق النجاح وتجاوز العقبات

يمتلك التأمين المفتوح إمكانات هائلة، ومع ذلك فشل في اكتساب الزخم بسبب وجود العديد من العوامل التي تقف عقبةً أمام انتشاره في سوق العمل نذكر منها تفاوت درجات الاهتمام به من قبل شركات التأمين المسيطرة على السوق، والمخاوف المتعلقة بالمسائل التنظيمية والبيانات، وعدم وجود معايير عمل موحدة له، وقلة وعي المستهلكين وثقتهم به، إضافةً إلى منظومة عمله المحدودة.

وبسبب هذه العقبات التي لا يستهان بها لن يتم الإقبال على التأمين المفتوح بين عشية وضحاها. ولتحقيق التقدم في هذا المضمار، لا سبيل سوى تبني مفهوم التفكير المشترك وتوحيد الجهود بين كلٍ من شركات التأمين، والهيئات التنظيمية، والبنية التحتية ومقدمي الخدمات. وسعياً لتحقيق هذا الهدف، حددت “آرثر دي ليتل” الركائز الأساسية التي ينبغي على قطاع التأمين إتباعها وهي على النحو التالي:

  1. تعرُّف الشركات على الفرص التي توفرها واجهات برمجة التطبيقات(API)  المنتشرة في السوق: تشكل واجهات برمجة التطبيقات الركيزة الأساسية للتأمين المفتوح، وتمكن شركات التأمين من إدراج خدماتها في المنصات التابعة لجهات خارجية لتعزيز تجربة العملاء واعتماد منظومة عمل متصلة ببعضها البعض
  2. تعزيز الممارسات المتعلقة بأمن البيانات وإدارتها: تحمي الممارسات الفعالة المتعلقة بضمان الأمن بيانات العملاء الحساسة، وتبني جسور الثقة مع العملاء، و تلبي المتطلبات التنظيمية.
  3. تطوير الجهات الرئيسية الفاعلة وسائل أفضل لإدارة منظومة العمل: هذه الأدوات مخصصة لإدارة منظومة العمل، ورفع مستوى الكفاءة التشغيلية، والتشجع على الابتكار. كما يمكن استخدامها لإدارة جميع النواحي المتعلقة بالتأمين المفتوح، بدءاً من تنسيق عمل الشراكات وصولاً إلى مراقبة الأداء.
  4. توحيد جهود الجهات الفاعلة في قطاع التأمين والهيئات التنظيمية: سيثمر توحيد الجهود تحت مظلة قطاع التأمين المفتوح الذي يعمل بدرجة عالية من التنظيم عن الامتثال للقوانين، وعن بناء بيئة تشجع على الابتكار. كما يساعد في وضع السياسات المعنية بحماية المستهلكين، ودعم الجهود الرامية إلى توسيع نطاق اعتماد نماذج عمل التأمين المفتوح.
  5. تركيز قطاع التأمين على تنفيذ المعايير والمتطلبات التي يحتاجها التشغيل البيني: يمكن من خلال وضع وتنفيذ المعايير ومتطلبات التشغيل البيني تحقيق سهولة التكامل بين المنصات والجهات المعنية والسماح للأنظمة بالاتصال مع بعضها البعض ومشاركة البيانات بكفاءة عالية، وضمان تقديم خدمة تحظى بثقة العملاء. ومن الضروري كذلك وضع شروط امتثال صارمة للوائح التنظيمية لبناء جسور الثقة مع العملاء.
  6. استثمار الجهات الفاعلة الرئيسية في تطوير مهارات الأشخاص ذوي الكفاءات: يعد وجود قوة عاملة تتسم بالكفاءة والمرونة أمراً بالغ الأهمية في تحقيق النجاح المنشود لعملية الانتقال نحو اعتماد مفهوم التأمين المفتوح. لذلك يترتب على الجهات الفاعلة في قطاع التأمين، ولاسيما شركات التأمين المعروفة، الاستثمار في تطوير مهارات وخبرات الأشخاص ذوي الكفاءات في مجالات تحليل البيانات، والأمن السيبراني، والتسويق الرقمي.
  7. تثقيف المستهلكين وجذبهم للمشاركة في اعتماد مفهوم التأمين المفتوح: ينبغي على المستهلكين فهم آلية عمل التأمين المفتوح والتعرف المزايا والمخاطر المترتبة عليه. كما ينبغي وضع استراتيجية لجذب المستهلكين تتسم بفعاليتها لضمان وفاء الخدمات المقدمة باحتياجاتهم وتوقعاتهم.
  8. توفير منظومة سحابية(cloud)  تتسم بالقوة والأمان: تفتح المنظومة السحابية باب القدرة على التوسع، وتوفر المرونة والكفاءة اللازمة لإدارة مجموعات البيانات الضخمة وتنفيذ العمليات المعقدة. كما تسهل النشر السريع للخدمات الجديدة، وتوفر إمكانات هائلة لتحليل البيانات والارتقاء بمستوى التعاون عبر منظومتها.
  9. مساهمة شركات التأمين الرائدة في التشجيع على اعتماد أساليب العمل الجديدة التي يوفرها التأمين المفتوح: ينبغي على شركات التأمين التشجيع على اعتماد أساليب العمل المبتكرة للتأمين المفتوح التي تركز على تلبية احتياجات العملاء، وتسهم في إحداث تغيير في مجال العمل. عندها سيتعرف الجميع على الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها التأمين المفتوح.

المضي قدماً نحو المستقبل من خلال الابتكار، والاستثمار وتوحيد الجهود

تعتبر هذه الركائز الأساسية من أهم عوامل النجاح في اعتماد مفهوم التأمين المفتوح. ومع وجود التمويل والاستثمار بالقدر الكافي ستتكلل الجهود بالنجاح وسيكون للمستثمرين بما في ذلك أصحاب رؤوس الأموال المغامرة (VCs) دور بالغ الأهمية في الوصول إلى هذا الهدف المنشود. كما يعتبر الاستثمار المقدم من رؤوس الأموال المغامرة ذات السمعة الطيبة، أو رؤوس الأموال المغامرة من الشركات التابعة لشركات التأمين التي تعمل حالياً في القطاع بأنه بوابة عبور التأمين المفتوح إلى السوق ويبعث برسالة مفادها بأن هذا القطاع يمتلك إمكانات جديرة بالاهتمام.

وبالرغم من أن مفهوم التأمين المفتوح لا يزال في طور النمو، إلا أنه سينجح في إثبات ذاته، ومع تلاشي الخطوط الفاصلة بين شركات التأمين وشركات التكنولوجيا، ستكلل جهود مقدمي الخدمات الذين يتبنون مفهوم توحيد الجهود ويعتمدون على التكنولوجيا بالنجاح. هناك العديد من العوائق التي تقف في طريق إظهار الإمكانات التي يمتلكها التأمين المفتوح، لكن من المؤكد بأن الجهات المعنية ستنجح في إحداث التغيير. في هذه المرحلة، يقف قطاع التأمين المفتوح على مفترق طرق وستحدد القرارات التالية التي يتم اتخاذها بخصوصه إمكانية تطوره خلال السنوات القادمة.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا
فريق التحرير

فريق التحرير

فريق تحرير أربيان بزنس يمثل مجموعة من المحترفين. يجمع الفريق بين الخبرة الواسعة والرؤية الابتكارية في عالم الصحافة...