كشفت الحكومة العراقية، سبب رائحة الكبريت، التي تزعج سكان العاصمة بغداد منذ أيام، مشيرة إلى أن السبب يعود إلى “حرق الوقود الثقيل المتمثل في النفط”.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، الأحد، بعد اجتماع نيابي حكومي، ضم وزارة البيئة العراقية، ولجنة الصحة، والبيئة النيابية، أعلنت الوزارة أن النفط العراقي يحتوي على نسبة عالية من الكبريت، وعند احتراقه يتم إطلاق “غازات سامة”، ويتم شم “رائحة الكبريت”.
السبب الحقيقي وراء رائحة الكبريت
وأشارت المعلومات الواردة في المؤتمر الصحفي، والذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية “واع”، إلى أن مصدر الرائحة في بغداد، هو مصفى الدورة، ومحطة الطاقة الحرارية في الدورة، ومحطة القدس شمال بغداد، إضافة إلى المحطات الكهربائية الأخرى، ومعامل الإسفلت، والطابوق التي تزيد عن 250 مصنعاً، فضلاً عن الأفران المستخدمة لصهر منتجات النحاس وغيرها، وحرق النفايات في مناطق النهروان، ومعسكر الرشيد.
وأفادت وزارة البيئة، بأنها تمتلك قاعدة بيانات شاملة حول الأنشطة الملوثة. وكشف جاسم الفلاحي، الوكيل الفني للوزارة، أن انتشار رائحة الكبريت يعود إلى تقلبات مناخية شهدها العراق مع تعرضه لتيارات هوائية مختلفة، بخلاف تغيير اتجاه الرياح، وارتفاع نسب الرطوبة.
ردع المخالفين وتنظيم إدارة النفايات
وأكد الفلاحي، أن الوزارة تعمل على اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين للشروط البيئية رغم محدودية إمكانياتها، مشيراً إلى وجود قانون إدارة النفايات الصلبة المتكاملة في مجلس الدولة، والذي من شأنه معالجة أغلب المشاكل البيئية، وتنظيم إدارة النفايات في العراق.
تصريحات الوزارة، قوبلت بالعديد من التساؤلات من العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشار البعض إلى أن هذه الروائح ليست جديدة وقد عانى منها سكان بغداد في فترات سابقة على مدى سنوات.
القطاع العام جزء من مشكلة الرائحة
من جهته، صرح رئيس اللجنة البرلمانية، ماجد شنكالي، بأن “الحلول الآنية تكمن في تمكين وزارة البيئة من التواجد الفعلي في جميع مؤسسات القطاع العام لتأخذ دورها الحقيقي مع توفير تمويل للوزارة”.
وأكد شنكالي، أن 95% من الملوثات في العراق ناتجة عن مؤسسات القطاع العام، وأن الوزارة لا تمتلك القدرات الرقابية الكافية للقيام بعملها بشكل كامل.
وأشار إلى أن موازنة 2025، ستشهد تخصيص تمويل خاص لوزارة البيئة، لافتاً إلى أن الحكومة كانت تعمل على برامج تمويل لمشاريع تتعلق بتغير المناخ.
كما دعا إلى تحديث مصفى الدورة، بتقنيات تجعل انبعاثاته “صفرية”، مشيراً إلى وجود نماذج لمصافي نفط صديقة للبيئة حول العالم تقع داخل المدن.
نصائح وزارة البيئة لتفادي مشاكل رائحة الكبريت
وكان المتحدث الرسمي لوزارة البيئة، لؤي المختار، قد أوضح السبت، أن رائحة الكبريت التي انتشرت خلال الأيام الماضية، وارتفاع بعض الملوثات في الليل، وعند الفجر قد تكون ناجمة عن الاحتراق غير الكامل للوقود عالي الكبريت، وحرق النفايات في مكبات غير منظمة.
وأضاف المختار، أن انخفاض درجات الحرارة مؤخراً أدى إلى تركز الغازات المحترقة في مستويات منخفضة بدلاً من تصاعدها، موصياً المواطنين بتقليل التواجد في الخارج عند انتشار الروائح المزعجة، وإغلاق النوافذ للحفاظ على جودة الهواء داخل المنازل.