العملات المشفرة الصغيرة تربح أكثر من بيتكوين

سجلت العملات المشفرة الصغيرة، مكاسب كبيرة أمام بيتكوين (أكبر وأشهر عملة مشفرة)، التي سجلت مستويات قياسية الأربعاء، حيث يراهن المتعاملون على تسجيل هذه العملات لمستويات قياسية أيضا.

“أحد المؤشرات التي تتابع أداء النصف الأصغر من أكبر 100 عملة من العملات المشفرة ارتفع خلال شهر فبراير الماضي، بنسبة 60% تقريبا، في حين زاد سعر البيتكوين بنسبة 56% فقط خلال الشهر نفسه”، وفق تقرير بلومبرغ.

العملات المشفرة الصغيرة تجذب الاستثمارات

وخلال شهر فبراير الماضي، زادت القيمة الإجمالية لهذه العملات المشفرة الصغيرة، بنحو 800 مليار دولار بحسب منصة كوين جيكو المتخصصة في متابعة العملات الرقمية.

ويؤكد مراقبو سوق العملات المشفرة وجود اهتمام أكبر بالاستثمار في العملات الأصغر التي لم تحقق الارتفاعات التي حققتها العملات الأكبر بقيادة بيتكوين خلال العام الماضي.

“مكتبنا يرى تدفقات قوية والكثير من الحماس للعملات غير بيتكوين في الفترة الأخيرة”، وفق تصريحات نقلتها بلومبرغ عن ديفيد لوانت رئيس الأبحاث في شركة تداول العملات الرقمية فاكون إكس.

وفي بعض اللحظات كانت الاستثمارات المتدفقة إلى هذه العملات تعادل 5 أمثال الاستثمارات المتجهة إلى “البيتكوين”، ونحو مثلي الاستثمارات المتجهة إلى ثاني أكبر عملة رقمية وهي “إيثر”.

بيتكوين ترتفع 60% في العام الحالي

وارتفع سعر “بيتكوين” يوم الثلاثاء بنسبة 2.5% إلى 69191 دولارا للوحدة الواحدة قبل أن تتقلص مكاسبها.

ومنذ بداية العام الحالي ارتفع سعر “بيتكوين”، بنحو 60%، وهو ما يفوق الارتفاع في مؤشرات الأسهم ويشير إلى مدى التفاؤل بشأن النظرة المستقبلية للأصول الرقمية.

والمفارقة اللافتة، هو أن الزيادة الجديدة في سعر بيتكوين جاء بسبب هيئة الأوراق المالية والتداول الأمريكية التي كانت تتبنى موقفا مناهضا للعملات الرقمية، لكنها اضطرت إلى الموافقة على طرح صناديق استثمار قابلة للتداول في البورصة، وتستثمر بشكل أساسي في العملات الرقمية في يناير الماضي بعد أن خسرت الهيئة، معركة قضائية لرفض إطلاق هذه الصناديق، وفق بلومبرغ.

صناديق استثمار العملات المشفرة

كما إن إطلاق الصناديق دعم زيادة الطلب على العملات الرقمية ووصولها إلى الأسواق على نطاق أوسع، لتعوض ما واجهته خلال العامين الماضيين من سلسلة فضائح فساد، وإفلاسات مما أدى إلى تراجعها بشدة.

وتتدفق الاستثمارات على نحو متزايد إلى صناديق الاستثمار في العملات الرقمية القابلة للتداول بما في ذلك صندوق شركتي فيديلتي، وبلاك روك.

ووصل صافي التدفقات النقدية إلى هذه الصناديق خلال أقل من شهرين إلى أكثر من 7 مليارات دولار، مع النقص الوشيك في نمو المعروض من “بيتكوين”، أو ما يعرف باسم الانتصاف وهو ما يغذي الاتجاه الصعودي للعملة الرقمية.

الخوف من فقدان فرصة الربح

ويقول ستيفان فون هاينش، رئيس إدارة التداول في شركة “أو.إس.إل إس.جي”، إن الوصول إلى مستويات قياسية جديدة تماما، مع الزخم الحالي نتيجة نشاط صناديق الاستثمار القابلة للتداول إلى جانب الحديث عن التراجع الوشيك في نمو المعروض، يمكن أن يدفع المزيد من المستثمرين إلى الدخول إلى السوق خوفا من فقدان فرصة الربح من الارتفاع المستمر للبيتكوين.

يذكر أن المرة السابقة التي وصل فيها سعر “بيتكوين”، إلى مستوى قياسي كانت يوم 10 نوفمبر 2021 عندما سجل 68991.85 دولار للوحدة الواحدة بحسب بيانات بلومبرغ، مدعومة في ذلك الوقت بحزم التحفيز المالي التي أقرتها حكومات الدول المتقدمة لتحفيز الاقتصاد في أعقاب تداعيات جائحة فيروس “كورونا المستجد”.