شهدت أسواق العملات الرقمية انتعاشًا ملحوظًا بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تعليق التهديدات الجمركية تجاه المكسيك وكندا لمدة شهر، مما خفف من حدة التوترات التجارية وأعاد بعض الاستقرار للأسواق.
وفي الوقت ذاته، أثارت تصريحات الإدارة الأميركية حول إمكانية إنشاء صندوق ثروة سيادي تكهنات بشأن إمكانية توجيه الاستثمارات إلى البيتكوين، ما أدى إلى زيادة اهتمام المستثمرين بهذه العملة الرقمية.
ارتفاع قوي في سعر بيتكوين
ارتفع سعر بيتكوين مجددًا ليتجاوز حاجز 100,000 دولار، بعد أن سجل انخفاضًا إلى 91,000 دولار صباح الثالث من فبراير، وفقًا لبيانات منصة CoinMarketCap المتخصصة في تتبع الأسواق الرقمية.

ويراهن المتداولون على استمرار هذا الزخم، مدعومًا بتوقعات تفوق البيتكوين على القيمة السوقية للذهب، التي تبلغ 18 تريليون دولار، بحسب ما نشره الرئيس التنفيذي لمنصة كوين بيس (Coinbase) الصادرة نهاية الشهر الماضي على حسابه الشخصي بموقع إكس.
إعلان ترامب يثير تكهنات حول شراء الحكومة الأميركية للبيتكوين
في تطور لافت، وقع الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا يوجه وزارتي الخزانة والتجارة لإنشاء صندوق ثروة سيادي خلال العام المقبل، وهو ما أثار جدلًا واسعًا حول إمكانية استخدام هذا الصندوق لشراء البيتكوين ضمن استراتيجية استثمارية جديدة للحكومة الأميركية.
وفي تصريحاته للصحفيين، قال ترامب، وفقًا لوكالة رويترز: “سنحقق ثروة ضخمة من خلال هذا الصندوق، وقد حان الوقت ليكون لدى الولايات المتحدة صندوق ثروة سيادي.” وأضاف أن هذا الصندوق يمكن تمويله من خلال الرسوم الجمركية ومصادر أخرى.
توقعات متزايدة حول احتياطي البيتكوين الأميركي
على خلفية هذه التطورات، ارتفعت التوقعات على منصة Polymarket الرقمية حول احتمال إنشاء إدارة ترامب احتياطيًا من البيتكوين خلال أول 100 يوم من ولايته، لتصل إلى 20%، مقارنة بـ 13% في يناير.
كما أبدت السيناتور سينثيا لوميس، إحدى أبرز الداعمين للبيتكوين، تأييدها لفكرة أن صندوق الثروة السيادي قد يكون وسيلة لشراء البيتكوين، مشيرة إلى أنها قدمت سابقًا مشروع قانون يدعو الحكومة الأميركية لشراء مليون بيتكوين خلال خمس سنوات.
رغم الأجواء الإيجابية، تعرضت الأسواق لنكسة طفيفة بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده ديفيد ساكس، المسؤول عن سياسات العملات الرقمية في إدارة ترامب، والذي لم يؤكد رسميًا إنشاء احتياطي أميركي من البيتكوين.
وبدلاً من ذلك، أعلن ساكس عن تشكيل مجموعة عمل ثنائية الحزب لوضع إطار تنظيمي جديد للعملات الرقمية، مع التركيز على العملات المستقرة وبنية السوق، واصفًا هذه الفترة بأنها “العصر الذهبي للعملات الرقمية.”

عندما سئل عن خطط إنشاء احتياطي البيتكوين، أوضح أن هذا الأمر لا يزال قيد الدراسة، بانتظار موافقة بعض المسؤولين الحكوميين قبل اتخاذ أي خطوات رسمية.
تفاؤل المستثمرين بشأن مستقبل البيتكوين
رغم الضبابية المحيطة بقرارات الإدارة الأميركية، فإن محللي العملات الرقمية لا يزالون متفائلين. وأكد جيف كيندريك، رئيس أبحاث العملات الرقمية في بنك ستاندرد تشارترد، أن ارتفاع الطلب المؤسسي على البيتكوين قد يدفع سعره إلى 500,000 دولار بحلول عام 2029، خاصة مع تحسن إمكانية الوصول إلى الأسواق الرقمية في ظل إدارة ترامب.
إدارة ترامب تضم شخصيات داعمة للبيتكوين
عند توقيع الأمر التنفيذي، كان ترامب محاطًا بعدد من المسؤولين الذين أبدوا اهتمامًا بالبيتكوين، أبرزهم سكوت بيسنت، وزير الخزانة الجديد، وهوارد لوتنيك، مرشح وزارة التجارة، والذي يمتلك استثمارات ضخمة في البيتكوين تقدر بمئات الملايين من الدولارات.
وأكد لوتنيك، الذي أدار سابقًا أصولًا بقيمة 140 مليار دولار لصالح مُصدر العملة المستقرة تيثر (Tether)، أن البيتكوين، باعتباره أصلًا نادرًا ومميزًا، سيزداد قيمة بمرور الوقت، مشيرًا إلى أنه سيكون بمثابة “الذهب الرقمي” في المستقبل.
من جانبه، شدد بيسنت على أن إدارة ترامب تهدف إلى تحقيق أقصى استفادة من الأصول الأميركية لصالح الشعب، مشيرًا إلى أن الاستثمار في البيتكوين قد يكون أحد الخيارات المطروحة ضمن مزيج من الأصول السائلة الأخرى.