تشهد سوق الفضة العالمية ضغوطًا متزايدة مع تفاقم الحرب التجارية، مما يؤثر على أسعار الفضة وتداولاتها، مع تدفق ملايين الأونصات بين مراكز التداول وتوقعات باضطرابات قد تستمر لأشهر. وتشير البيانات إلى أن المخزونات في بورصة كومكس الأمريكية سجلت زيادة غير مسبوقة بنسبة 40% منذ بداية العام، مما يعكس حالة الاضطراب في السوق.
في ظل زيادة المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، تزايدت أسعار التأجير الخاصة بالفضة، مع ارتفاع تكلفة اقتراض المعدن النفيس لتتجاوز 6% هذا الشهر. ويعكس ذلك القلق بشأن سرعة نضوب المخزونات في لندن، مع انخفاض حيازاتها إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق الشهر الماضي.

ويتوقع المحللون أن تستمر هذه الاضطرابات في الأسابيع المقبلة، مع تأكيدات بأن عمليات النقل من المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة قد تستغرق وقتًا أطول بسبب حجم الفضة الكبير مقارنة بالذهب. ونتيجة لذلك، قد تواجه السوق نقصًا في المعروض في لندن إذا استمر تدفق الفضة إلى الولايات المتحدة.
من جانبه، قال جورج هيبل، المحلل في “بي إم أو كابيتال ماركتس”، إن أي ضغط على الفضة سيكون ناتجًا عن تباطؤ في تدفق الشحنات، وهو ما قد يؤدي إلى اضطراب طويل في السوق. وأضاف أن التدفقات من الولايات المتحدة إلى لندن ستستغرق وقتًا لتعود إلى طبيعتها.

وفيما يخص التأثيرات المحتملة للرسوم الجمركية، يشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة تستورد حوالي 70% من فضتها من كندا والمكسيك، واللتين تحملتا العبء الأكبر من الإجراءات التجارية للإدارة الأمريكية. وفي ضوء الرسوم الجمركية المضادة، هناك احتمال كبير لارتفاع أسعار الفضة في حال تطبيق هذه الرسوم في الأشهر المقبلة.
وأكدت شركات مثل “سيتي غروب” و”تي دي سكيوريتيز” أن السوق قد تكون قد قيمت تأثير الرسوم الجمركية بشكل أقل مما هو متوقع، وأنه من الممكن أن تؤدي هذه الرسوم إلى اضطرابات أكبر في سوق الفضة، مما يزيد من المخاطر المرتبطة بها في المستقبل القريب.