تلقى صناع السياسات في مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي أمس الجمعة مؤشرات جديدة على إحراز تقدم في مواجهة التضخم، مما عزز التوقعات بأنهم سيستخدمون اجتماعهم الأسبوع المقبل للإشارة إلى خفض أسعار الفائدة بدءاً من أيلول / سبتمبر المقبل.
وقال مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة إن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي ارتفع 0.1 بالمئة فقط الشهر الماضي، مما يجعل الزيادة على أساس سنوي 2.5 بالمئة بعد ارتفاع 2.6 بالمئة في أيار / مايو. ويستهدف مجلس الاحتياطي الاتحادي معدل تضخم اثنين بالمئة.
وقال صناع سياسات في الاحتياطي الاتحادي إنهم يريدون التأكد من استدامة عودة التضخم إلى نسب في حدود الاثنين بالمئة المستهدفة قبل خفض سعر الفائدة. وتظهر أحدث البيانات نوعا من الاتجاه صوب هذا الهدف لكن التوقعات تشير إلى حد كبير إلى أنهم يشعرون بأن التضخم لم يقترب بما يكفي لجعلهم يخفضون أسعار الفائدة من النطاق الحالي بين 5.25 بالمئة 5.50 بالمئة عندما تجتمع اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة التابعة للبنك المركزي في 30 و31 تموز / يوليو.
لكن مسؤولي البنك المركزي الأمريكي، الذين يبقون على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية منذ يوليو الماضي لدفع الأسعار للنزول، يتزايد تركيزهم على الضرر المحتمل الذي قد يلحق بسوق العمل إذا أبقوا تكاليف الاقتراض أعلى كثيرا من التضخم لفترة طويلة جدا.
وما زال معدل البطالة الذي بلغ 4.1 بالمئة منخفضا قياسا على المعدلات المعتادة سابقا، لكنه ارتفع في الأشهر القليلة الماضية، كما تباطأ نمو الوظائف.
وبعد ظهور البيانات، عزز المتعاملون في العقود الآجلة المرتبطة بسعر الفائدة الاتحادي الرهانات قليلا على أن الاتحادي سيقرر ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة بحلول نهاية العام، إذ تجرى التعاقدات على أساس سعر فائدة 4.63 بالمئة في كانون الأول / ديسمبر.
وأظهر التقرير أن مؤشر التضخم الأساسي لأسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، والتي تستبعد الأسعار المتقلبة للمواد الغذائية والطاقة ويستخدمها الاحتياطي الاتحادي مقياسا لاتجاه التضخم، ارتفعت 0.2 بالمئة الشهر الماضي مقارنة بمايو ، وهو ما يزيد قليلا عن 0.1 بالمئة التي توقعها خبراء اقتصاد استطلعت رويترز آراءهم.
وأظهر تقرير وزارة التجارة أيضا أن إنفاق المستهلكين الذي يمثل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي الأمريكي، تباطأ في حزيران / يونيو، وارتفع 0.3 بالمئة عن مايو بعد زيادة 0.4 بالمئة في الشهر السابق.
وقال خبراء اقتصاديون في بنك أوف أمريكا إن تباطؤ الطلب الاستهلاكي والتضخم ربما لا يسيران بسرعة تسمح بتيسير السياسات بالقدر الذي تتوقعه الأسواق المالية.
وكتبوا “ما زلنا مرتاحين لتوقعاتنا بأن التخفيضات ستبدأ في ديسمبر، لكن بيانات التضخم والتوظيف المقبلة قد ترجح كفة الخفض المبكر”.
SHARE
بيانات التضخم الأمريكية تعزز توقعات خفض الفائدة في سبتمبر
عزز مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يقيس التضخم في أمريكا توقعات خفض سعر الفائدة في أيلول سبتمبر المقبل
SHARE