توقعت مجموعة سيتي جروب Citigroup الأمريكية بوصول أسعار الذهب إلى أكثر من 3000 دولار للأوقية خلال الفترة المقبلة، ووضعت 3 محفزات لهذا الارتفاع الكبير.
وأشارت سيتي جروب التي تعد إحدى أكبر شركات الخدمات المالية الأمريكية، إلى أن رفع البنوك المركزية مشترياتها من الذهب، أو حدوث ركود تضخمي، أو حدوث ركود عميق للاقتصاد العالمي، فإن من شأن ذلك أن يدفع أسعار الذهب إلى 3000 دولار للأوقية.
وقال أكاشي دوشي، رئيس السلع في أميركا الشمالية في سيتي جروب، إن السيناريو الأول في مسار وصول الذهب إلى 3000 دولار للأوقية خلال فترة من 12- 18 شهرا، هو تسارع تخلي البنوك المركزية في الأسواق الناشئة عن الدولار الأمريكي، وهو ما يؤدي لأزمة ثقة في العملة الأمريكية، وهو ما يرفع حجم مشتريات البنوك المركزية من المعدن النفيس.
وبرر أكاشي، تهافت البنوك المركزية على شراء كميات كبيرة من الذهب خلال السنوات القليلة الماضية، برغبتها في تنويع الاحتياطيات لديها وحاجتها إلى تقليل مخاطر الائتمان.
ووفقا لبيانات سيتي جروب فإن الصين وروسيا تتصدر البنوك المركزية في قائمة أكبر مشتري الذهب، كما أن البنوك المركزية في كل من الهند وتركيا والبرازيل تعمل على زيادة مشترياتها من السبائك.
وبحسب البيانات الصادرة عن مجلس الذهب العالمي خلال شهر يناير الماضي، فإن شراء البنوك المركزية للذهب خلال عامين متتاليين تجاوزت 1000 طن، وإذا تضاعف هذا المستوى إلى 2000 طن فإنها ستكون فرصة لوصول سعر الذهب إلى 3000 دولار للأوقية/ وفقا لتوقعات سيتي جروب.
ركود عالمي

السيناريو الثاني الذي سيحفز أسعار الذهب للوصول إلى 3000 دولار للأوقية هو أن يضرب الاقتصاد العالمي ما يعرف بـالركود التضخمي، وهو وفقا لتوقعات سيتي جروب سيجبر الفدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة المرتفعة حاليا بسرعة.
وقال أكاشي، في هذه الحالة لن يكتفي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة إلى 3% فقط ولكنه سيخفضها إلى مستوى أقل من 1%، وهو ما سيدفع أسعار الذهب إلى 3000 دولار للأوقية، لكنه يبقى هذا المسار منخفض الاحتمال، وفقا لأكاشي.
وترتبط أسعار الذهب بعلاقة عكسية مع أسعار الفائدة، فإذا ارتفعت معدلات الفائدة يصبح الذهب أقل جاذبية للمستثمرين، أما إذا انخفضت الفائدة، يكون المعدن الأصفر أكثر جاذبية من السندات.
وكان الفدرالي الأمريكي اتخذ مسارا متشددا لرفع أسعار الفائدة لتصل إلى أعلى مستوى منذ مطلع عام 2001، لتصل منذ يوليو 2023، إلى مستوى 5.25% و5.5%، وتنتظر الأسواق تخفيض الفدرالي أسعار الفائدة بداية من اجتماع شهر مايو المقبل.
الركود التضخمي

الركود التضخمي أحد المسارات الثلاثة التي وضعتها سيتي جروب لزيادة أسعار الذهب إلى 3000 دولار للأوقية.
وقال أكاشي، إن ارتفاع مستوى التضخم بالإضافة إلى تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي، بالتزامن مع ارتفاع معدل البطالة فإن ذلك ما يسمى الركود التضخمي، وفي هذه الحالة التي يمكن تصنيفها فترة عدم اليقين الاقتصادي، فإن التدافع لشراء الذهب يكون مرتفعا، لابتعادهم عن شراء الأسهم، لكن وفقا لأكاشي فإن هناك احتمالًا منخفضًا لحدوث مثل هذا المسار.
وبعيدا عن هذه السيناريوهات الثلاثة فإن سيتي جروب أشارت إلى توقعاتها السابقة للسبائك عند مستوى 2150 دولارًا في النصف الثاني من عام 2024.