Posted inسياحةآخر الأخبارأخبار أريبيان بزنسأخبار عربية

عصر التحول الرقمي السريع وتأثيره على قطاع السياحة تغيرات جذرية تعيد تشكيل طريقة سفرنا

في عصر التحول الرقمي السريع، يشهد قطاع السياحة تغيرات جذرية تعيد تشكيل طريقة سفرنا وتجاربنا حول العالم. لفهم أعمق لهذا التحول وآثاره على صناعة السياحة

أجرت مجلة “أربيان بيزنس” مقابلة حصرية مع شانتال شالوهي، الشريك في شركة بوسطن كونسلتينغ جروب والخبيرة في مجال الريادة الرقمية.

 شانتال شالوهي الشريك في شركة بوسطن كونسلتينغ جروب والخبيرة في مجال السياحة الرقمية
شانتال شالوهي الشريك في شركة بوسطن كونسلتينغ جروب والخبيرة في مجال الريادة الرقمية

في هذه المقابلة الشاملة، تسلط شالوهي الضوء على الاتجاهات الرئيسية التي تقود الثورة الرقمية في السياحة، وتناقش التحديات والفرص التي تواجه الجهات الفاعلة في القطاع. كما تقدم رؤى قيمة حول كيفية تكيف الشركات مع التوقعات المتغيرة للمستهلكين، وأهمية التركيز الاستراتيجي في تطوير الحلول الرقمية، والدور الحاسم للتكنولوجيا في معالجة تحديات القوى العاملة.

سواء كنت من المهتمين بصناعة السياحة أو من رواد الأعمال في المجال الرقمي، فإن هذه المقابلة تقدم نظرة ثاقبة على مستقبل السفر في العصر الرقمي وكيفية الازدهار في هذا المشهد المتغير بسرعة.

ما هي العوامل الرئيسية وراء النمو السريع للسياحة الرقمية في السنوات الأخيرة؟

عصر التحول الرقمي السريع وتأثيره على قطاع السياحة تغيرات جذرية تعيد تشكيل طريقة سفرنا

يعود النمو السريع الذي شهده قطاع السياحة الرقمية إلى ثلاثة عوامل أساسية: الابتكارات التكنولوجية، والنماذج الثورية للأعمال، والتوقعات المتغيرة للمستهلكين. وفي طليعة هذا التحول فإن صعود وكلاء السفر عبر الإنترنت (OTAs) ونمو الأسواق الرقمية، أعادوا تشكيل قنوات التوزيع التقليدية تماماً. لقد أحدثت هذه المنصات ثورةً في مجال التخطيط للسفر والحجوزات السياحية، مما سهل من إمكانية الوصول إليه ورفع كفاءته بالنسبة للمستهلكين. لقد ابتكرت الوسائط الرقمية نموذجاً للتوزيع أكثر انسيابية وفعالية من حيث التكلفة وذلك من خلال الربط بين مشغلي القطاعات السياحية والزوار مباشرةً.


لقد شهد هذا التحول الرقمي تسارعاً لافتاً بسبب انتشار الأجهزة الذكية وسهولة الوصول إلى شبكة الإنترنت عالي السرعة، ما منح المسافرين القدرة على إجراء البحث اللازم، والتخطيط للسفر، وحجز رحلاتهم بسهولة غير مسبوقة. وقد أدت التوقعات المتغيرة للمستهلكين المعاصرين، الذين يطالبون بشكل متزايد بتجارب شخصية سلسة، إلى تبني الحلول الرقمية عبر قطاعات السياحة. كما أن هذا التحول لم يعمل فقط على تعزيز إمكانية الوصول ورفع كفاءة المستهلكين، بل فتح أيضاً طريقاً جديداً أمام إيجاد القيمة المُضافة والاستحواذ عليها داخل القطاع السياحي.

كيف يحدد العاملين الفاعلين في مجال السياحة الأهداف الأساسية لنقاط الاتصال الرقمية الخاصة بهم؟

عصر التحول الرقمي السريع وتأثيره على قطاع السياحة تغيرات جذرية تعيد تشكيل طريقة سفرنا


ينبغي على الجهات الفاعلة واللاعبين الأساسيين في مجال السياحة تحديد الأهداف الأساسية لنقاط الاتصال الرقمية الخاصة بهم بالاستعانة بنهجٍ استراتيجيّ ينسجم تماماً مع دورهم في بيئة الأعمال السياحية وأهدافها التنظيمية الأساسية. وتتضمن تلك العملية أن ينعكس التركيز الاستراتيجي إلى مؤشرات أداء رئيسية قابلة للقياس تعزز تطوير المنتجات وتحدد الأولويات، وتركز على الدور الأساسي، فعلى سبيل المثال، يجب على هيئات السياحة الوطنية المُكلفة بتعزيز وتمكين السوق السياحية أن تُصمم نقاط الاتصال الرقمية الخاصة بها لنشر محتوى جديد باستمرار، ومواد تحريرية عالية الجودة، وعناصر بصرية قوية، ومعلومات سياحية مُحدثة. ومن خلال الالتزام بهذه المبادئ، يمكن لمشغلي السياحة إنشاء نقاط اتصال رقمية تخدم أهدافهم المباشرة وتساهم في النمو الشامل والاستدامة لقطاع السياحة، مما يضمن أن تكون المبادرات الرقمية هادفة، وقابلة للقياس، ومتوافقة مع الأهداف التنظيمية للقطاع السياحي.

هل يمكن توضيح أهمية التركيز الاستراتيجي عند تطوير تطبيق سفر؟


يعد التركيز الاستراتيجي أمراً ضرورياً عند تطوير تطبيقات السفر لأنه يعمل على توجيه إنشاء أداة رقمية هادفة وبديهية. ومن خلال تحديد الأهداف الأساسية للتطبيق بوضوح، يمكن للمطورين إعطاء الأولوية للميزات التي تهم المسافرين حقاً، وتجنب العناصر غير الضرورية التي قد تشتت المستخدم. ويؤدي هذا النهج المركّز إلى تطبيق مبسط يسهل التعامل معه، واستخدامه طوال رحلة السفر. بالإضافة إلى ذلك، توفر الاستراتيجية المُحددة إطاراً جيداً للتحديثات المستقبلية، ما يضمن أن يتطور التطبيق باستمرار لتعزيز تجربة السفر. في النهاية، يبرز التطبيق المطوَّر استراتيجياً في سوق السفر المزدحم من خلال تقديم قيمة حقيقية لمستخدميه.

كيف تعمل تطبيقات السفر على تعزيز رضا العملاء وتجربة السفر الشاملة؟


تقدم تطبيقات السفر مزايا كبيرة عند مقارنتها بالمواقع الإلكترونية التقليدية، حيث تعمل على تعزيز رحلة المسافر من خلال سهولة الوصول والاستخدام. وتوفر هذه التطبيقات المحمولة إمكانية الوصول الفوري للمعلومات والخدمات السياحية أثناء التنقل، ما يسمح للمستخدمين بحجز وتعديل خطط السفر في الوقت الحقيقي. وبالاستفادة من ميزات الأجهزة الذكية مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والإشعارات الفورية، تقدم التطبيقات تجربةً شخصيةً عميقة. كما تقدم العديد منها وظائف من دون الحاجة للاتصال بالإنترنت، وهي خدمات مُهمة في المناطق ذات الاتصال المحدود بشبكة المعلومات. ويؤدي هذا المزيج من الميزات للحصول على تجربة سفر مريحة تفوق تلك التي تقدمها المواقع الإلكترونية التقليدية، مما يعزز من العلاقة القوية بالمسافرين.

ما الدور الذي تلعبه التكنولوجيا لمواجهة نقص العمالة في قطاع السياحة؟

كيف تتطور توقعات المستهلكين مع صعود السياحة الرقمية؟

كيف يمكن أن تعزز الأتمتة التكنولوجية إلى تحسين المهام التي يقوم بها الإنسان في قطاع السياحة؟
تلعب التكنولوجيا دوراً محورياً في التخفيف من تحدي نقص العمالة في قطاع السياحة من خلال أتمتة وتحسين المهام التي يقوم بها الإنسان، مما يعزز الكفاءة التشغيلية الشاملة. وتُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي والأتمتة المتقدمة بشكل متزايد للتعامل مع العمليات الروتينية اليومية مثل إدارة الحجوزات السياحية واصدار تذاكر السفر وخدمات العملاء الأساسية من خلال برامج الدردشة الآلية الروبوتية (chatbots). وتسمح تلك التدخلات التكنولوجية للعاملين من البشر بالتركيز على خدمات أكثر تعقيداً وذات قيمة مضافة، خصوصا تلك التي تتطلب التعاطف والإبداع والتخصص. وبفضل الحلول التقنية، يمكن لقطاع السياحة معالجة نقص العمالة الفوري وإنشاء نظام للقوى العاملة يتميز بالكفاءة ويكون أكثر مرونة وقدرة على التكيف.

ما التحديات الرئيسية التي تواجهها الجهات الفاعلة في قطاع السياحة عند رقمنة خدماتهم؟

كيف يمكن معالجة تلك التحديات بشكل فعال لضمان الانتقال السلس إلى السياحة الرقمية؟
تواجه الجهات الفاعلة في قطاع السياحة تحديات عدة عند رقمنة خدماتهم. ويعد دمج التقنيات الجديدة مع الأنظمة القديمة أمراً معقداً ويحتاج للكثير من الموارد، كما أن ضمان أمن البيانات والامتثال لخصوصية المستخدمين يعد تحدياً إضافياً، يتطلب الحفاظ على واجهة سهلة الاستخدام تلبي احتياجات التركيبة السكانية المتنوعة مع الاستمرار في تقديم تجربة سهلة. ولعل الأهم من ذلك هو الحاجة إلى التوازن بين التقدم التكنولوجي واللمسة الإنسانية الأساسية في قطاع السياحة. ويمتد هذا الأمر إلى معالجة فجوة المهارات داخل المؤسسات، حيث يتطلب قطاع السياحة قوة عاملة قادرة على التعامل مع الحلول التكنولوجية العالية وتقديم الخدمات الشخصية، وهو ما يتطلب نهجاً شاملاً يجمع بين الرؤية الاستراتيجية، والخبرة التكنولوجية، من أجل التغلب على تلك التحديات.

كيف تتطور توقعات المستهلكين مع صعود السياحة الرقمية؟

ما الاتجاهات التي تتوقع أن تشكل مستقبل السياحة الرقمية في السنوات المقبلة؟
تتغير توقعات المستهلكين في مجال السياحة الرقمية بسرعةٍ لافتة. فالمسافرين يتوقعون الآن تجارب شخصية وفعالة وسلسة طوال رحلتهم. كما ينتظرون أيضا الحصول على معلومات فورية وإمكانية الوصول الكاملة عبر الهاتف المحمول بناءً على تفضيلاتهم. لقد أدى صعود المنصات الرقمية إلى رفع مستوى التوقعات وتلبية الاحتياجات بصورة فورية، حيث يسعى المسافرون إلى استجابة وحلول سريعة للتحديات التي يمكن أن تقابلهم. كما أن هناك أيضاً رغبة متزايدة في الحصول على تجارب حقيقية مُيسرة من خلال التكنولوجيا مع استمرار الأدوات الرقمية في تشكيل وتلبية تلك التوقعات المتزايدة.

ما الاتجاهات التي تتوقع أن تشكل مستقبل السياحة الرقمية في السنوات المقبلة؟

كيف تتطور توقعات المستهلكين مع صعود السياحة الرقمية؟


من المرجح أن تشكل مجموعة من الاتجاهات الرئيسية مستقبل السياحة الرقمية. فالذكاء الاصطناعي سيلعب دوراً أكبر في تخصيص تجارب السفر وأتمتة الخدمات. وستوفر تقنيات الواقع الافتراضي والمُعزز تجارب شاملة للوجهات. وهناك زيادة لافتة في التركيز على خيارات السفر المُستدامة، حيث تساعد الأدوات الرقمية المسافرين على اتخاذ الخيارات الصديقة للبيئة. ومن المرجح أيضا أن يستمر صعود التقنيات اللاسلكية، مدفوعة بالتطورات العالمية الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يتزايد الدمج بين وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات السفر، بحيث يمكن استخدام البيانات الضخمة للتخطيط والتنبؤ بالسفر.

ما فوائد دمج نقاط الاتصال الرقمية مع قنوات التوزيع الخارجية؟


يمكن للعاملين في قطاع السياحة بناء شراكات فعالة من خلال تحديد نقاط القوة التكاملية داخل النظام البيئي. فعلى سبيل المثال، يمكن للهيئات السياحية الوطنية أن تتعاون مع وكلاء السفر عبر شبكة الإنترنت لتعزيز الترويج للوجهات السياحية. كما يمكن أيضا أن تقدم الهيئات السياحية الوطنية محتوى غني وبيانات مفيدة حول الوجهات السياحية، حتى تتمكن وكالات السفر عبر الإنترنت من الاستفادة من منصاتها التكنولوجية لدعم الجهود التسويقية. ويمكن أن تمتد مثل هذه الشراكات إلى ما هو أبعد من الترويج لتشمل تبادل البيانات، والتكامل التكنولوجي، وتطوير المنتجات المُشتركة. إن المحور الأساسي هنا هو إنشاء قنوات اتصال واضحة، وتحديد الأهداف المشتركة، والحفاظ على المرونة للتكيف مع تطور المشهد الرقمي.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا