مع اقتراب تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية، يتجه أنظار المستثمرين إلى الأسواق الأمريكية، حيث يعقد الكثيرون آمالهم على السياسات الاقتصادية التي سيعتمدها ترامب، خاصة في مجالات مثل deregulation (إلغاء القيود التنظيمية)، الرسوم الجمركية، والتجارة. لكن مع استمرار المكاسب الكبيرة في أسواق الأسهم الأمريكية في 2024، يظل السؤال الأبرز: ما هي أفضل الأسهم التي يمكن الاستثمار فيها في ظل هذه الظروف؟
فيما يلي نلقي الضوء على بعض الفرص التي قد تكون واعدة في ظل الظروف الحالية.
أسهم التكنولوجيا: “السبعة الكبار” تتألق مجددًا

من المتوقع أن تظل أسهم الشركات التكنولوجية الكبرى، مثل “أمازون“، “ميتا“، “مايكروسوفت“، “تيسلا” و”إنفيديا“، تحت الأضواء بفضل الابتكارات المستمرة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة. على الرغم من القلق الذي أثاره بعض المستثمرين بشأن النفقات العالية لهذه الشركات على الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، إلا أن الخبراء ينصحون بالاستثمار في أسهم مثل “مايكروسوفت” باعتبارها رائدة في القطاع التكنولوجي والتي من المتوقع أن تكون في صدارة النمو التكنولوجي في المستقبل القريب.
الأسهم المالية: البنوك الكبرى تنتظر انطلاقًا جديدًا

من خلال قرار ترامب المرتقب بتخفيف القيود التنظيمية على البنوك، تتوقع الأسواق أن تستفيد البنوك الكبرى مثل “بنك أوف أمريكا“، “جيه بي مورجان” و”سيتي جروب” من زيادة القدرة على الإقراض وشراء الأسهم، مما قد يرفع أسعار أسهم هذه المؤسسات بشكل ملحوظ. ومن بين البنوك الأخرى التي قد تحقق نموًا ملحوظًا “وينترست فاينانشيال” و”إيست ويست بانكورب”، التي يُتوقع أن تستفيد من الطلب المتزايد من الأفراد والشركات.
الطاقة والبناء: فرص جديدة في ظل سياسات “حفز الاستثمار”

التوقعات تشير إلى أن صناعة النفط والغاز ستستفيد بشكل كبير من سياسات ترامب الداعمة للحفر والتنقيب. شركات مثل “كونوكو فيليبس” و”إكسون موبيل” مرشحة للاستفادة من هذا التوجه. أيضًا، تُمثل شركات مثل “بيبودي إنرجي” و”نيوكور” فرصًا للاستثمار، حيث تزايد الطلب على الفحم والصلب في مشاريع الطاقة.
أما قطاع البناء، فقد يحقق انتعاشًا بفضل مشروعات البنية التحتية التي قد تروج لها الإدارة الأمريكية. شركات مثل “كاتربيلار” و”CRH” هي أبرز الأسماء التي قد تحقق أرباحًا كبيرة.
الأسهم الاستهلاكية: قطاع دائم النمو

تواصل بعض شركات التجزئة الكبرى مثل “وول مارت” و”كوستكو” تحقيق نتائج ممتازة في ظل تزايد الطلب على السلع الاستهلاكية. فعلى الرغم من ارتفاع تقييمات أسهمها، إلا أن الإقبال الكبير من قبل المستهلكين على شراء المنتجات بأسعار تنافسية يجعلها من الأسهم المفضلة للمستثمرين. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع “إلف بيوتي” بنمو متسارع بفضل تزايد الطلب على منتجات التجميل الطبيعية التي تلاقي رواجًا خاصًا بين الأجيال الشابة.
صناديق الاستثمار: تنوع الخيارات لمستقبل مستقر

بالنسبة لأولئك الذين يفضلون التنوع في استثماراتهم، فإن صناديق الاستثمار مثل “سكوتش مورتيج” و”بيرشينغ سكوير هولدنجز” تُمثل خيارًا استثماريًا ممتازًا. يساهم تنوع محفظة هذه الصناديق في تقليل المخاطر وزيادة الفرص للأرباح في العديد من القطاعات مثل التكنولوجيا والتمويل والعقارات.
الخلاصة:
بداية عهد ترامب الثاني تتزامن مع مرحلة مفصلية في الاقتصاد الأمريكي، حيث يُتوقع أن تظل أسواق الأسهم الأمريكية محط أنظار المستثمرين حول العالم. رغم ارتفاع أسعار بعض الأسهم، إلا أن هناك العديد من الفرص التي يمكن للمستثمرين الاستفادة منها، خاصة في قطاعات مثل التكنولوجيا، الطاقة، البناء، والصناعات الاستهلاكية. تذكر أن التنوع في محفظتك الاستثمارية سيظل أحد أفضل الطرق لتقليل المخاطر وزيادة العوائد المحتملة.