اتفقت الحكومة الإسرائيلية مع حركة حماس على هدنة مؤقتة ووقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة لمدة 4 أيام، في صفقة تشمل تبادل الرهائن بين الطرفين، وإدخال المزيد من المساعدات.
وتوسطت مصر وقطر للتواصل مع حماس، بينما توسطت أمريكا للتفاوض مع إسرائيل بشأن الهدنة الأولى، ضمن الجهود الرامية لوقف إطلاق النار بشكل دائم ووقف الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي.
احتفاء أمريكي
قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن أنه راض تماما عن الاتفاق الذي جرى بين حماس وإسرائيل بشأن التوصل لهدنة إنسانية مدتها 4 أيام، مع تبادل الأسرى.
وأضاف بايدن: “أشعر بالرضا التام بعد هذا الاتفاق، ويجب أن يتم تنفيذه بالكامل، وطوال الفترة المتفق عليها، من أجل الحاجة الإنسانية الملحة الداعية إلى وقف العنف”.
وأشاد بايدن بالجهود المصرية القطرية الحثيثة في مفاوضات التوصل إلى الهدنة بين حماس وإسرائيل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد أيام طويلة من المباحثات والمخاطبات.
موافقة إسرائيلية
وبعد أن رفضت إسرائيل أكثر من مرة وقف إطلاق النار ولو بشكل مؤقت، وافقت في النهاية بتصويت من الحكومة واتفاق سياسي وشعبي على الهدنة.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو، إن الحكومة في بلاده صوتت مع قرار الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار، من أجل تبادل الأسرى، والإفراج عن 50 رهينة من النساء والأطفال لدى حماس، مقابل إطلاح سراح أعداد مضاعفة للأسرى الفلسطينيين.
بيان حماس
وأعلنت حركة حماس الفلسطينية التوصل لاتفاق حول هدنة إنسانية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن موعد سريانها لم يتحدد بعد.
وذكرت حماس في بيان لها، أن اتفاق الهدنة يشمل توقف حركة الطائرات الإسرائيلية فوق القطاع لمدة 6 ساعات يوميا في الشمال وبشكل كامل في الجنوب، مع دخول من 200 إلى 300 شاحنة مساعدات، من بينها على الأقل 8 شاحنات وقود.
وأشارت حماس إلى أن الشاحنات ستدخل في قطاع غزة بالكامل شمالا وجنوبا، ولعدة أيام بعد انتهاء مدة الهدنة، وخاصة فيما يتعلق بالمساعدات الطبية لتشغيل المستشفيات والمراكز الطبية، مع الإشارة إلى بدء التشاور حول وقف تام لإطلاق النار خلال الهدنة.
ترحيب مصري
من جانبه رحب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، باتفاق الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل، من أجل أن يلتقط الشعب الفلسطيني في غزة أنفاسه بعد نحو شهر ونصف من القصف المتواصل.
وقال الرئيس المصري في بيان عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: “أود أن أعرب عن ترحيبي بما نجحت به الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزة، وتبادل المحتجزين لدى الطرفين”.
وأضاف السيسي: “استمرار الجهود المصرية المبذولة من أجل الوصول إلى حلول نهائية ومستدامة تحقق العدالة وتفرض السلام وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة”.
وذكرت مصادر مصرية لقناة “القاهرة الإخبارية” أن الهدنة ستبدأ في العاشرة صباح يوم الخميس الموافق 23 نوفمبر الجاري وتستمر لمدة 4 أيام.
إعلان قطري
ومن جانبها أعلنت الخارجية القطرية التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة، بعد نجاح جهودها المشتركة مع مصر وأمريكا، دون أن تكشف عن الموعد المحدد لبداية الهدنة.
وقال البيان القطري إن الإعلان عن الهدنة سيتم خلال 24 ساعة من البيان، كما أشار إلى أن الاتفاق ينص على دخول أعداد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية بما فيها الوقود من أجل الاحتياجات الإنسانية.
وثمنت قطر الجهود التي بذلتها مصر وأمريكا في دعم جهود الوساطة وصولا إلى هذا الاتفاق، الذي من شأنه حقن الدماء وخفض التصعيد المتواصل الذي أودى بحياة الآلاف من المدنيين في غزة.
العالم يثمن الهدنة
وقوبل اتفاق الهدنة بترحيب واسع في مختلف دول العالم، حيث اتفق الزعماء والرؤساء حول العالم على أن وقف إطلاق النار أولى خطوات السلام المستدام في المنطقة خلال الفترة المقبلة.
وقال جستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، إن اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل هو الخطوة الأولى نحو السلام في الشرق الأوسط بشكل دائم، معربا عن أمل بلاده في أن تتوقف الأعمال العدائية، وينتهي القتال بشكل كامل.
ورحبت روسيا بالاتفاق، واعتبر الكرملين نبأ الهدنة الإنسانية بأنه أول خبر سار يأتي من غزة منذ وقت طويل، على حد وصف الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الذي قال: “معظم دول العالم كانت تهدف لوقف إطلاق النار وهو ما حدث من أجل تسوية دائمة”.
وأصدرت الخارجية الفرنسية بيانا، رحبت خلاله بقرار الهدنة، وقالت كاثرين كولونا، وزيرة الشئون الخارجية في فرنسا، إن بلادها تأمل في أن يشمل قرار الإفراج عن محتجزين لدى حماس أصحاب الجنسية الفرنسية.